عواقب عدم الايمان:
يعلن يسوع انهم لا يستطيعون ان يجدوه عندما يذهب، فيظن اليهود انه يفكر في الانتحار. وتعليل فشلهم في اتباعه يكمن في كون يسوع ومقاوميه ينتسبون من جهة الاصل والصلات والنظرة الى عالمين مختلفين.
ان المسيحح هو الكائن السرمدي (23) ويصير الايمان به المقرر الحاسم للمصير، ثم ياتي التصريح الرهيب "انكم تموتون في خطاياكم"(24) فيسالونه من انت ؟ فيجيب "انا من البدء ما اكلمكم ايضا به" ولعل اقرب ترجمة لهذا العدد الاتي "ما بالي اكلمكم البتة" او "انا هو ما كلمتكم به في البدء".
الحرية الحقيقية والبنوة الحقيقية:
والان يوجّه يسوع كلماته الى المستعدين للاصغاء. وسيغربلهم، بعد ذلك، تعليمه، واذا كانوا، حقا، يميلون اليه فسيقادون الى ايمان اكمل. وهكذا، يمكن لن يوفق بين الميل الاوّلي الذي اظهره اليهود وبين العداوة والخصومة النهائيتين. وتجتمع شدة لهجة يسوع ومطالب البر التي لا تلين، وتحدي تعليمه، والطبيعة المتطلبة للتلمذة الحقيقية لها، تجتمع معا كلها لتقديم الحق بصورة تكشف مواقفهم الاساسية. ان ابراز ذلك الحق تبرز الاساسات المزعزعة التي بنى الكثيرون ايمانهم عليها.
ان الاختبار الحقيقي لحضور الله هي الحرية الحقيقية. يفسر اليهود الحرية بمعنى سياسي (33). "انهم ذرية ابراهيم ولم يستعبدوا لاحد قط". صحيح ان اليهود اختبروا السبي البابلي والخضوع لسلطة المصريين والفرس والرومان، ولكنهم لم يسلّموا قط بالعبودية. لكن يسوع كان يتكلم عن حرية داخلية. انهم يسعون لقتل يسوع ومن هذا القبيل هم في نفس صف غير المؤمنين.
"انهم لم يولدوا من زنا" ربما يستشف من هذا انهم كانوا يقصدون السامريين الذين كان دينهم خليطا نجسا من الوثنية واليهودية. ولكن يسوع كان ينبّه على قرابة روحية، وليس التسلسل الجسدي.
يتحداهم يسوع، انه هو نفسه الحق متجسما. ان سبب عدم ايمانهم به يرجع الى الحقيقة ان ابوتهم لم تكن "من الله" بل من اشيطان (47)، فيرد اليهود بالقول "انه مختل وليس يهوديا حقيقيا"، فيجيبهم يسوع "انهم يهينونه"(49). ان اعماله تنبع من رغبته في اكرام الله، ولس تمجيد نفسه (50 و قارن 7: 18). "يوجد من يطلب ويدين" اي الذي يزكي الابن.
عداء متزايد من جانب اليهود:
اليهود يدّعون الان ان بيسوع شيطانا، انهم يفسرون قوله "لن يرى الموت" حرفيا. ان "ابراهيم تهلل بان يرى يومي"(56) اي مجئ المسيا. ان ابراهيم لم يرى لكنه الان يتهلل به. والتضمين ان ابراهيم لا زال له وجود واع صاح ولذا فانه يستطيع ان يتمتع بفرح مجئ المسيا.
***
الاصحاح التاسع
شفاء الاعمى:
يعتقد اليهود انه اذا كانت اعاقة في احد فلابد من خطية ارتكبت قبل مولده ، او في وجود سابق له. وكانوا يعتقدون ايضا ان عقابا جزائيا لخطايا الاباء يلحق بالابناء.ولم عالج يسوع الموضوع كمشكلة للبحث ولكنه يعتبره كفرصة لاظهار مجده (3). ان السؤال ليس من اين ياتي الالم؟ ولكن ماذا نعمل بازائه؟ فيصير بذلك فرصة لعمل الهي.