الأربعاء، 15 مايو 2019

نساء فضليات: ابيجايل

لنا عدة مﻻحظات في القصة:


  1. وَضَعَ نَابَالُ زوجته أَبِيجَايِلَ فِي مَوْقِفٍ لَا تُحْسَدُ عَلَيْهِ.‏ فَٱلرَّجُلُ الذي أَهَانَهُ زَوْجُهَا لَمْ يَكُنْ سِوَى دَاوُدَ،‏ خَادِمِ الله اﻻمين الذي مَسَحَهُ صَمُوئِيلُ النبي ملكا خَلِيفَةً لِشَاوُلَ.‏‏ وَقَدْ كَانَ آنَذَاكَ يُقِيمُ فِي البرية مَعَ مُحَارِبِيهِ اﻻوفياء الـ‍ ٦٠٠،‏ هَارِبًا مِنَ شَاوُلَ الذي يريد قَتْلِهِ.
  2. ناضل داود ورجاله في البرية من اجل البقاء ، فلم تكن الحياة سهلة واﻻخطار محدقة بهم.. تحملوا شظف العيش لسنوات.. وحتما التقوا برعاة نابال في تلك الفترة. كيف عَامَلُوا هٰؤْلَاءِ الرعاة؟‏ لَمْ يكن صعبا ان يسرقوا منهم شاة بين الحين واﻻخر،‏ غَيْرَ انهم لم يفعلوا هذا اﻻمر بل‏ كانوا اشبه بسور لحمايتهم .‏ ‏(‏اقرأ ١ صموئيل ٢٥:‏​١٥،‏ ١٦‏.‏‏)‏ فالرعاة وقطعانهم تعرضوا انذاك ﻻخطار جمة،‏ سَوَاءٌ مِنَ الحيوانات الضارية والهجمات المتكررة من الغزاة واللُّصُوصُ .‏
  3. اختار داود بِحِكْمَةٍ أَنْ يَلْتَمِسَ طَلَبَهُ هٰذَا فِي مَوْسِمِ جَزِّ الغنم الذي كَانَ مُنَاسَبَةً مُبْهِجَةً اعتاد الناسُ خِلَالَهَا أَنْ يُقِيمُوا الوﻻئم وَيُجْزِلُوا العطاء.‏ كَمَا حَرِصَ عَلَى انتقاء كَلِمَاتِهِ،‏ مُسْتَخْدِمًا تَعَابِيرَ لَطِيفَةً وَأُسْلُوبًا مُهَذَّبًا فِي الكﻻم.‏ حَتَّى إِنَّهُ أَشَارَ إِلَى نَفْسِهِ بِٱلتَّعْبِيرِ «ابنك دَاوُدَ».
  4. لو لَمْ تَتَدَخَّلْ أَبِيجَايِلُ،‏ لَٱعْتُبِرَتْ رُبَّمَا شَرِيكَةً فِي ذَنْبِ زَوْجِهَا.‏ لِذَا وَجَبَ عَلَيْهَا فِي هٰذِهِ الحادئة أَنْ تُعْطِيَ خُضُوعَهَا لِلهِ اﻻولوية عَلَى خُضُوعِهَا لِزَوْجِهَا.‏ 


في الصباح تخبر زوجها بالخطر الذي كان محدقا به، وكيف تصرفت. فَمَاذَا أَلَمَّ بِنَابَالَ؟‏ «مَاتَ قَلْبُهُ فِي دَاخِلِهِ،‏ وَصَارَ كَٱلْحَجَرِ».‏ فَلَعَلَّهُ أُصِيبَ بِسَكْتَةٍ دِمَاغِيَّةٍ.‏ غَيْرَ أَنَّ نِهَايَتَهُ أَتَتْ بَعْدَ نَحْوِ عَشَرَةِ أَيَّامٍ،‏ وَلٰكِنْ لَيْسَ لِأَسْبَابٍ صِحِّيَّةٍ مَحْضٍ.‏ يَقُولُ الوحى‏ «ضَرَبَ يَهْوَهُ نَابَالَ فَمَاتَ».‏ (‏١ صم ٢٥:‏٣٨‏)‏. مات قلبه فيه وصار كحجر، أو مات كما يفسره هوايت: بحجر في قلبه، لقد مات نابال من الكبرياء والغضب، وقد كان يؤثر أن يموت بسيف داود على أن ينجو بوساطة زوجته وشفاعتها وتوسلها، وهو لا يرضى أن يصور بأنه أحمق فيما فعله في ذلك اليوم مما جلب عليه كل ما حدث، ولو أن نابال فعل شيئًا آخر، لو أنه اعترف بما فعلته زوجته، وقبل يديها، وقدميها، لربما كان له تاريخ آخر، ومصير آخر، ولربما بقي، وعاش معها، حتى أصبح مسنًا، ينعاه شعبه وجماعته، ويموت كرفع الكدس في أوانه، ولكن نابال مات لما ضربه الرب، لشره، وجبنه، وحماقته، وكبريائه، وقسوته، وغيرته،..