الأربعاء، 22 مايو 2019

صلاة للقديس اغسطينوس



اللهم ، يا من خلق الكون ، هبني أولاً أن أرفع إليك صلاة ترضيك، وصيرني أهلاً لأن أستجاب ثم خلصني.
اللهم ، يا من الابتعاد عنه موت ، والرجوع إليه تجدد ، والسكني فيه حياة.
اللهم ، يا من لا يفقده سوي المغرور ، ولا يطلبه سوي الواعي ولا يجده سوي الطاهر.
اللهم ، يا من التخلي عنه هلاك ، والتأمل فيه محبة ، والحصول عليه حياة ابدية.
اللهم ، يا من يدفعنا إليه الإيمان ، ويبنينا فيه الرجاء ، وتشدنا إليه المحبة.
اللهم ، يا من بقدرته ابتلع الموت بالغلبة.
اللهم ، يا هدايتنا.
اللهم ، يا من يعرينا مما لا وجود له ويكسونا ممّا هو.
اللهم ، يا من يستجيب سؤالنا ويقوينا ويسيرنا إلي كل حق ، ولا يدع فينا للفوضى مكاناً.
اللهم ، يا من يردنا إلي الطريق، ويسير بنا إلي الباب، ويجعلنا نفتح الباب لمن يقرعه، ويعطينا خبز الحياة.
اللهم ، يا من بفضل منه نعطش إلي شراب إن أخذنا منه لن يبقي بنا عطش إلي الأبد.
اللهم ، يا من به نصمد بوجه غير المؤمنين.
اللهم ، يا من ينقينا ويعدنا للمكافأة الإلهية.
اللهم ، هلم إلي نصرتي أيها الجوهر والحق الأزلي الذي لا تباين فيه ولا غموض ولا تغيير ولا فراغ ولا موت.
اللهم يا من تخضع له كل من يخضع وتخضع له كل نفس صالحة ، ويا من بموجب شرائعه تتحرك الكرة الأرضية وتتم الكواكب دورانها وتنير الشمس النهار والقمر يخفف من حلكة الليل..
اللهم يا من وضعت للزمن سننا لا تتغير مع الأشياء وأقمت للأجيال ضوابط وللنفس الحرة نظماً وضمنت للأبرار ثواباً وللأشرار عقاباً أكيداً ثم ذكرت بهذه الأمور بشكل قاطع وثابت.
اللهم ، يا من يأتينا منه كل خير وبفضله في حمى من كل شر.
اللهم ، يا من لا أسمي منه ولا وجود لشيء خارجاً عنه وبدونة ويا من كونت الإنسان على صورتك ومثالك فبات هذا الأمر واضحاً لدي كل من أدرك ذاته.
أستجبني ، أستجبنى ، أستجبني يا إلهي وربي ومليكى وأبي وعلة كيني ورجائي وخيري وشرفي وبيتي ووطني وخلاصي ونوري وحياتي.
أستجبني ، أستجبني ، أستجبني يا إلهي وربي ومليكى وأبي وعله كياني ورجائي وخيري وشرفي وبيتي ووطني وخلاصي ونوري وحياتي.
أستجبني ، أستجبني ، أستجبني وفقاً لعادتك التي يتقنُ معرفتها القليلون.
أنا لا أحب سواك ولا أطلب سواك . مستعد أنا لأن أعبدك وحدك لأنك وحدك الحاكمُ بعدل والوحيد المسلّط على حياتي.
مرْ بحقك ، ومرُ ما شئت أشف أذني وافتحهما فأسمع كلمتك.
وأشف عينيّ وأفتحهما فاتبيَّن أوامرك.
اشفني من حماقتي لأعرفك وقل لي أين أنظر حتى أشاهدك أنا من يرجو بأن يحفظ أوامرك.
رجوتك ، رب أن تقبل الهاربَ منك أيها الرءوف لقد تعذبت طويلاً واستسلمت إلي أعدائك الذين وطئتهم بقدميك واتبعت طويلاً خزعبلاتهم الباطلة.
أقبلي أنا خادمك الهارب منهم إليك ، كما استقبلوني يوم هربت منك إليهم.
لقد شعرت بواجب العودة إليك فها أني أقرع بابك أفتحه بوجهي وعلمني كيف أصل إليك.
لم يعد لي سوي إرادتي ولست أعرف شيئاً أخر سوي أن أرذل ما هو فان وبال، وأطلب ما هو أبدي، هذا ما أعمله ولا أعرف سواه. إنما أجهل كيف أصل إليك.
دلنيّ على الطريق وأظهر ذاتك لي وامنحني الزاد الأخير.
إن كان المعتصمون بك يجحدون بالإيمان فهبني هذا الإيمان وإن كان بالفضيلة فأعطينيها وإن كان بالعلم فأعطينه. زدني إيماناً ورجاء ومحبة
ما أعجب صلاحك وما أروعه. إليك أسيرُ وأسألك من جديد عمّا يدفعني إلي الذهاب إليك.
إن تخليت عن الإنسان هلك، مع إنك لا تتخلي عنه لأنك الخير الأسمى الذي ما طلبه قط إنسان باستقامة إلاّ وجده.
ويبحث عنك باستقامة من جعلته يطلبك باستقامة. أجعلني أيها الأب أبحث عنك وأنتقم لي من الضلال: وبينما أبحث عنك فلا تدع شيئاً يحول بيني وبينك.
بحّقك ، أبتي، أجعلني أجدك إن لم اطلب أحدا سواك. أما إن كنت راغباً في سواك فنقني وصيرني أهلاً لأن أراك.
أما بشأن خلاص جسدي هذا ، المائت، فطال ما أني لا أدري ما يفيدني منه ويفيد الذين أحبهم فأني أعهد به إليك ، أيها الأب الكثير الحكمة والصلاح، واصلّي من أجله طال ما أنك تحضني على الصلاة ، إنما أسأل رأفتك ، غير الموصوفة، أن تهديني ، بكليتي ، إليك وترفع عني ما يحول دون اندفاعي إليك. مرني سائراً وحاملاً هذا الجسد بأن أكون طاهراً وسخياً، باراً وحكيما،ً واجعلني اللهم أن أكون لحكمتك محباً ومتذوقاً ، وأهلني لأن أسكن في ملكوتك السعيد آمين. أمين