عشار يترك دفاتره ودرج امواله ليتبع يسوع
(مت9: 9-13)
ان اهم موضوع يتداوله الناس في كفرناحوم هو الحديث عن يسوع.. وذلك حتى في مكتب الجمارك في المرفأ . البحيرة طريق تجاري للبضائع وفي نفس الوقت كانت حدا بين عدة اقاليم مستقلة. الملك هيرودس انتيباس في الجليل اقام نوعا من الضريبة على المرور والبضائع. يحصّله العشارون سواءا لصالح جيش الاحتلال او للحكام المحليين. واخذوا هذه التسمية ن نسبة العشر التي يطالبون بها. وبما انهم يعملون بالمقاولة وبصفتهم احرارا في تحديد الرسوم فمهنتهم منبع للظلك: غش ومحاباة وجبايات غير قانونية..
هذا اليوم في مكتب الجمرك كان متى العشار سارح الفكر امام دفاتره بماذا تحلم الان؟
افكر في يسوع هذا الذي تعلقت به قلوب الجماهير. انه يهزني. اشعر انه يجذبني.
دعني اضحك. انت؟ العشار الذي يعمل مع قوة المحتل. انت صاحب الكيف الذي يسارع الى الحفلات والنساء! لا يمكنك ان تثير اهتمامه بل لعله يلعنك لعنا.
انت في الغالب على حق.. ومع ذلك! ولكني اراه اتيا الى هنا..
في الواقع، كان يسوع مارا من هناك في ذلك اليوم امام مكتب الجباية وكان متى جالسا امام مكتبه.
سلام لك يا متى!.. فكرت فيك..
لم ينظر يسوع الى مهنة العشار المذمومة والمكروهة ولا مسيرته الماضية بل ينظر الى الرجل في صميم قلبه. وبما انه يجده متاهبا للخدمة مستعدا للتجديد فانه يقبله ويطلب اليه ان يبتبعه.
هل ترغب في ان تصبح احد تلاميذي؟
من؟ انا؟ هل هذا ممكن؟
تلاقت نظراتهما .. وبغتة قال متى:
"يا يسوع / قد قررت.. انا ذاهب معك".
قد وجد "اللؤلؤة الثمينة" التي تكلم عنها يسوع .. ها هي حياة جديدة تعرض عليه ولن يفوّت الفرصة. بما ان النبي يقبله هو العشار سئ السمعة .. سيترك كل شئ.
ولكنه لا يبنكر اصل حياته ولا يقطع اواصر معها/ لانه اعتزم بلا شك الرجوع يوما حاملا اليها رسالته. واقام مادبة عظيمة ليعلن لكل اصدقائه العشارين انه قرر ان يتبع يسوع. بل اراد بهذه الوليمة ان يقدم لهم يسوع.يا اصدقائي ابشركم بخبر عظيم! .. ساذهب مع يسوع. هل يدهشكم هذا؟ انها الحقيقة. اودع حياتي القديمة واحتفل بتبعيتي ليسوع.
اقيمت الوليمة في الهواء الطلق على مراى من كل الحي: الامر الذي اثار في المدينة استنكار كثيرين من الناس. وكان الفريسيون المدعون القداسة واستقامة الراي ساخطين.. ماذا؟ يسوع هذا الذي يدعي انه رجل الله، ها هو جالس الى المائدة مع العشارين والمرتشين واللصوص.
اترون هذا؟ ها هو رجل يدعي انه مرسل من الله ويصاحب العشارين والخطاة!
التفت اليهم يسوع:
"هل يدهشكم تصرفي؟ انتم لا تفهمون شيئا.. على الطبيب ان يكون بين المرضى .. اذهبوا الى القائل في الكتب المقدسة "افضل ان اراكم يقول الرب، تمارسون الرحمة والطيبة والغفران، على ان تاتوا الى الهيكل حاملين ذبائحكم" ما فائدة صلواتكم وطقوسكم ان لم يكن في قلوبكم محبة؟
وازيد على ذلك:
لا تحتقروا احدا: قد يدككم العشارون والخطاة على طريق ملكوت السموات.
يسوع لا يقطع الامل ن احد ولا يياس من المجتمع: لا تمسه نجاسة من مخالطته اياهم بل بالعكس هم الذين يطهرون من شرهم بعشرته.