البشارة
العجيبة لعذراء مخطوبة (لو1:
26-38):
اي بشرى من الله جاء الملاك جبرائيل يعهد
به الي هذه الفتاة البسيطة بخصوص ميلاد المسيح المخلص!
"السلام
لك يا مريم.. ينظر
اليك الله بمعزة خاصة".
وبخجل
واضطراب كانت الشابة تتساءل عن معنى
وطريقة السلام.
"لا
تخافي يا مريم. قد
نلت حظوة عند الله. فستحبلين
وتلدين ابنا تسمينه يسوع (معناه
المخلص). لان
الله اختارك لتكوني ام المسيح".
ازاء
هذا كانت مريم مضطربة للغاية..
فطلبت
ببراءة وبساطة ايضاحا عن الكيفية التي
يتم بها ذلك:
"انى
يكون لي ابن وانا لا اعرف رجلا؟"
وحصلت
على التفسير: لن
يكون الولد الذي ابشرك بولادته ابنا
ليوسف، ولكن الله بالذات سيحقق ولادته
منها. وجاء
جواب الملاك جبرائيل بكلمات مغلقة "الروح
لقدس يحل عليك.. لذلك
المولود منك قدوسا وابن الله".
وكأن
العالم كله، بل والسماء ايضا، ممتلئتان
دهشة في هذه اللحظة الفريدة.
فالبشرية،
على مستوى قوتها، ونصرتها حاضرة هنا،
مركزة في هذه الفتاة.. التي
يناط بها اقامة جسر الخلاص بين السماء
والارض.
وعليه
بكل بساطة وتلقائية ودون اية حاجة الى
زيادة معرفة اجابت مريم:
شك
يوسف:
ظل
الشيخ المسكين في حالة اضطراب.
من حين
لاخر، كان يتوقف عن العمل ويظل سارح الفكر،
ينظر الى شئ غير محدود. وبغتة
يصعد الدم في وجهه. ويتامل
– حسب الشريعة – هذا زنى..
يجب عليه
ان ينقض خطوبته مع مريم.. ولكن
موقف يطرح سؤالا: انها
لم تهرب منه خجلا بل يراها في هدوء تام،
ولا تزال تصرفاتها تنم عن تقواها.
وقد يحدث
ان جمال وجهها يصبح اكثر بهاءا.
الامر
الذي يبعد تماما عنها الاتهام.
لا شك ان
هناك شيئا لا يفهمه بل يفوق ادراكه..
انه يتالم
الاما مبرحة.. ويتأرجح
بين الشك واليقين.
اما
مريم فترى ان الافضل ان تترك الله يعمل
ما يريد، بما انه في كل هذا الامر اتت
المبادرات من السماء.
طوال
هذه الليلة ظل يوسف متمددا على حصيرته
مثقلا بالاوهام ومضطربا يناقش في شبه
كابوس هذه المسألة الخطيرة.
وها
هو عند تيقظه ..
يا
له من حلم غريب!.. كنت
اراني في حفل ختان ابن مريم.
وكنت انا
القائم له بوظيفة الاب، وانا الذي اعطيته
اسم يسوع!.. لا
شك ان الله كلمني وانارني بواسطة ملاكه.
الطفل
الذي تحمله مريم في احشائها هو حقا من
الله.. قد
فهمت ما ينتظره الله مني.