اسرة الصناع
(لو2: 40)
الناصرة قرية صغيرة. يوسف نجار القرية.
الصبي يكبر (لو2 41- 52)
"ومان ابواه يذهبان كل سنة الى اورشليم في عيد الفصح". كان الحج الى اورشليم يدوم حوالي اسبوع وكان عليهم ان يمروا بعدد لا باس به من المحطات. في نهاية الحج بينما يوسف ومريم كانا على طريق العودة، بقى يسوع في اورشليم، مهتما بحلقات الدرس التي تقام في قاعات ملاصقة للاروقة ذات الاعمدة التي تحف بالهيكل، حبث يعطي اشهر الحاخامات محاضرات او يضعون انفسهم تحت تصرف الحجاج لايضاح بعض الامور عن الشريعة الدينية او الاجابة عن بعض الاسئلة التي يثيرها بعض الشبان.
لاحظ الكتبة وعلماء الشريعة ان يسوع يتميز بذكاء نادر. فادهشهم واثار اعجابهم عندما سمعوه يتكلم ويطرح اسئلة ويجيب عن اسئلة بنباهة فائقة وحس ديني عن موضوعات صعبة جدا بالنسبة الى سنه.
غير انه في طريق العودة في المرحلة الاولى، اخذ يوسف ومريم يبحثان عنه بدون جدوى. في مثل هذه الظروف يمر الابوان بوقت من الاوقات القاسية عندما يشعر الوالدان ان ولدهما قد كبر، واصبح يعبر عن رغباته الاولى في التحرر.
ماذا.. ينتهز فرصة حج ليبتعد عن ابويه.. لم يسع مريم الا ان تقول:
"يا بني. لم صنعت بنا ذلك؟ ابوك وانا كنا نبحث عك معذبين ولم يطمئن لنا بال".
اما يسوع فلم يعتذر ولم يطلب المغفرة فقد اعتبر ان له الحق فيما عمله. فجاوبهما باجابة لم يفهماها، فقد قال لهما:
"ولم بحثتما عني، الم تعلما انه يجب ان اكون فيما لابي؟"
هذه العبارة مهمة جدا لانها الاولى التي نعرف انه لفظها.. في حالة يسوع يوجد اب وآب. يوسف ابوه بالتبني ولكن اباه الحقيقي هو الله. والهيكل الذي فيه هو بيت الله بيت ابيه وعلى ابويه ان يفهما انه يخضع لسلطة اخرى غير سلطتهما هي سلطة ابيه السماوي.
ولكن في الناصرة يتصرف يسوع كابن مطيع لابويه.. لقد توفي يوسف في السنوات التالية لاننا لم نسمع عنه بعد ذلك. والان يسوع وحده في دكان النجارة يتابع مهنة النجار القاسية للانفاق على نفسه وامه. الى اليوم الذي علم فيه ان الناس يتحدثون عن يوحنا المعمدان فاغلق دكانه وذهب الى ملاقاته على ضفاف نهر الاردن.