خمر جديدة:
(يو2: 1-12)
لا شك ان عرسا في قرية حدث كبير! عشية العرس، صحب موكب المشاعل الزوجة مزينة الى منزل عريسها وبدات حفلات الابتهاج. وقد يدوم هذا اسبوعا تتوقف خلاله القرية عن عملها. ان الرجل الشعبي نادرا ما يرفّه عن نفسه. ولكن يوم زواجه هو اليوم الذي لا ينسى من ايام حياته. ويقوم فيه بدور الرجل الغني. انه عادة يكتفي بوجبة بسيطة كل يوم: قليل من خبز الشعير مع التين او البيض المسلوق او صغار السمك، اما اللحم فيؤكل في ايام الاعياد فقط. اما عند زواجه يريد ان يكثر كل شئ ويفيض. ارسلت الدعوات للعرس. مريم ام يسوع من بين المدعوين.
يسوع وتلاميذه يصلون الى قانا ثالث او رابع يوم من ايام العرس. رغم ان مريم سعيدة جدا لمجئ ابنها، لا تنس مع ذلك تفاصيل الخدمة. تستشف لهم حال العرس. هي على علم. تعرف ان المؤن قد نفذت. فيمكنها ان تقترب من ابنها وتسر اليه بكلمة:
"لم تبق لهم خمر" وقد ينتهي الحفل بكابة.
اجاب يسوع "لا دخل لنا في ذلك. في الواقع لم تات ساعتي بعد؟" الساعة التي اكشف فيها عن حقيقتي واباشر رسالتي.
رجعت مريم الى المطبخ.. هي على يقين ان يسوع سيخلصهم من ورطتهم.. كيف؟ هذا سره.
تحويل الماء الى خمر علامة تنطق بكثير.. هو اعلان عن تغيير العالم الى افضل.. هو بدء العصر الذهبي الذي يفتتحه المسيح. يسوع هو حقا المسيح الذي ننتظره. يسوع لا يطيل المقام هنا: يريد ان يتوجه الى كفرناحوم المدينة الكبيرة على شاطئ بحر الجليل.