عبور الى نور المسيح
ولى الصيف وبدا الخريف ، واصبح الجو كئيبا باردا، والحقول والمراعي التي كانت مغطاة ببساط جميل من الورود والنجيل اصبحت الان ارضا قاحلة مغطاة بالعشب الاصفر الجاف، ولم تعد الطيور تغرد في الغابات المجاورة للمدينة، ولم تعد هناك سوى الريح العاصفة التي ترك بشدة قمم الاشجار الخالية من الثمر.
في تلك الايام كثيرا ما كانت جوديت تنعزل عن رفقة الاخرين وتختلي بنفسها، احيانا كانت تتجول ساعات طويلة بين الاشجار. ترى الى اي شئ كانت تتوق روحها الصغيرة؟
جوديت نفسها لم تعرف الاجابة على هذه الاسئلة. قصفت الريح اخر ورقة بنية من الشجرة فسقطت عند قدميها، فالتقطتها وتاملت فيها متفكرة "كل حياتنا هي مثل هذه الورقة الذابلة. اليوم نحن شباب. نحن نحب ونحب، وغدا ستعصف بنا الريح الباردة ونجف ثم تهب ريح اخرى فتفصلنا عن الحياة، ومثل هذه الورقة نقع على الارض ونختلط بالتراب".
ملأ قلبها شعور بالرهبة عندما نطقت هذه الكلمات الاخيرة ، وانبت نفسها "انت فتاة غريبة جدا.. لكن اليست الحياة تتكون من امور غريبة وعجيبة. ما زالت الحياة تمتلئ بالاسرار. ترى كيف ستنتهي حياتي؟ .. هل هناك شئ بعد القبر؟
اسرّت الى خطيبها في اول لقاء لها بافكارها. كانت عينا المملوءتان بالحب مثبتتان على وجه سولومون وهي تقول "هذا ما اثقل قلبي لمدةطويلة. لقد تعلمت منذ طفولتي ان احب شعبي فقط،وان انظر الى الاخرين على انهم امم، وان اديانهم بغيضة لدى الله. والان انا لم اعد طفلة لاؤمن بما يقوله الاخرين بلا تفكير، هل انا على حق ام لا؟ .. انا ارغب في التعرف على ايمان الاخرين.. بيننا يعيش مسيحيين ارثوذكس وبروتستانت، وهم ليسوا بالعدد القليل.
استمع سولومون باصغاء شديد.
بعد فترة وضعت جوديت يدها على يده وسالت لكى تكسر الصمت المطبق "ماذا في الامر يا سولومون؟ هل انت ايضا تظن ان فتاتك مهرطقة او مرتدة عن ايمان الاباء؟
لا.. لا يا جوديت لقد شرحت لك من قبل رايي في كل الاديان.
**
مر شهران على هذا الحديث، ثم في احدى الليالي ذهبت عائلة وينبرج لزيارة سولومون وانشغلوا بحديث هام وعلى وجوههم تعبيرات جادة. وكانت السيدة وينبرج تجفف الدموع المنسكبة من عينيها.
بعد فترة صمت قصيرة قالت والدة جوديت وهي تحاول جاهدة ان تمنع دموعها "لم يعد لي اي تاثير عليها، لا انا ولا ابوها. لقد سحرت او جنت. وازاء توسلاتنا تجيب نفس الاجابة "يجب ان اطيع الله اكثر من الناس". ثم بدأت الام تنتحب "اه يا جوديت يا ابنتي الحبيبة! هل يمكن ان تضيعي منا؟"
هذه الجلسة التي كانت في بيت سولومون كان سببها الاتي:
فبعد ثلاثة اسابيع من حديث جوديت مع سولومون عن افكارها ورغبتا في التعرف على ايمان الاخرين، جاء مبشر الى مدينة جيم وعلقت اعلانات عن اجتماعات ستعقد ستكون مفيدة لليهود خاصة.
قرأت جوديت احد الاعلانات وهي تتجول مع خطيبها ذات يوم. التفتت الى سولومون مبتسمة وقالت "لقد تحدثنا من مدة قريبة عن رغبتنا في الذهاب الى الكنائس لنرى كيف يعبد الاخرين، والان ها هم يدعوننا لزيارتهم. يوجد مثل يقول "حضور ضيف غير مرغوب فيه اسوأ من الطعام الحامض" وانا اقول "مدعوا لا يحضر ليس اقل سوءا". اعتقد اننا سنذهب!
اجاب بمرح "انت على حق. انا نفسي متلهف ان اعرف ماذا سيقول الرجل لليهود عن اليهود.
في تلك الليلة بدأ المبشر كلامه بقراءة فصل من اشعياء 53 وهو يتحدث عن العبد المتألم. ثم قال:
"كان لابد ان دم الحمل البرئ يسفك من اجل خلاص اسرائيل ومن اجل كل العالم.
ولى الصيف وبدا الخريف ، واصبح الجو كئيبا باردا، والحقول والمراعي التي كانت مغطاة ببساط جميل من الورود والنجيل اصبحت الان ارضا قاحلة مغطاة بالعشب الاصفر الجاف، ولم تعد الطيور تغرد في الغابات المجاورة للمدينة، ولم تعد هناك سوى الريح العاصفة التي ترك بشدة قمم الاشجار الخالية من الثمر.
في تلك الايام كثيرا ما كانت جوديت تنعزل عن رفقة الاخرين وتختلي بنفسها، احيانا كانت تتجول ساعات طويلة بين الاشجار. ترى الى اي شئ كانت تتوق روحها الصغيرة؟
جوديت نفسها لم تعرف الاجابة على هذه الاسئلة. قصفت الريح اخر ورقة بنية من الشجرة فسقطت عند قدميها، فالتقطتها وتاملت فيها متفكرة "كل حياتنا هي مثل هذه الورقة الذابلة. اليوم نحن شباب. نحن نحب ونحب، وغدا ستعصف بنا الريح الباردة ونجف ثم تهب ريح اخرى فتفصلنا عن الحياة، ومثل هذه الورقة نقع على الارض ونختلط بالتراب".
ملأ قلبها شعور بالرهبة عندما نطقت هذه الكلمات الاخيرة ، وانبت نفسها "انت فتاة غريبة جدا.. لكن اليست الحياة تتكون من امور غريبة وعجيبة. ما زالت الحياة تمتلئ بالاسرار. ترى كيف ستنتهي حياتي؟ .. هل هناك شئ بعد القبر؟
اسرّت الى خطيبها في اول لقاء لها بافكارها. كانت عينا المملوءتان بالحب مثبتتان على وجه سولومون وهي تقول "هذا ما اثقل قلبي لمدةطويلة. لقد تعلمت منذ طفولتي ان احب شعبي فقط،وان انظر الى الاخرين على انهم امم، وان اديانهم بغيضة لدى الله. والان انا لم اعد طفلة لاؤمن بما يقوله الاخرين بلا تفكير، هل انا على حق ام لا؟ .. انا ارغب في التعرف على ايمان الاخرين.. بيننا يعيش مسيحيين ارثوذكس وبروتستانت، وهم ليسوا بالعدد القليل.
استمع سولومون باصغاء شديد.
بعد فترة وضعت جوديت يدها على يده وسالت لكى تكسر الصمت المطبق "ماذا في الامر يا سولومون؟ هل انت ايضا تظن ان فتاتك مهرطقة او مرتدة عن ايمان الاباء؟
لا.. لا يا جوديت لقد شرحت لك من قبل رايي في كل الاديان.
**
مر شهران على هذا الحديث، ثم في احدى الليالي ذهبت عائلة وينبرج لزيارة سولومون وانشغلوا بحديث هام وعلى وجوههم تعبيرات جادة. وكانت السيدة وينبرج تجفف الدموع المنسكبة من عينيها.
بعد فترة صمت قصيرة قالت والدة جوديت وهي تحاول جاهدة ان تمنع دموعها "لم يعد لي اي تاثير عليها، لا انا ولا ابوها. لقد سحرت او جنت. وازاء توسلاتنا تجيب نفس الاجابة "يجب ان اطيع الله اكثر من الناس". ثم بدأت الام تنتحب "اه يا جوديت يا ابنتي الحبيبة! هل يمكن ان تضيعي منا؟"
هذه الجلسة التي كانت في بيت سولومون كان سببها الاتي:
فبعد ثلاثة اسابيع من حديث جوديت مع سولومون عن افكارها ورغبتا في التعرف على ايمان الاخرين، جاء مبشر الى مدينة جيم وعلقت اعلانات عن اجتماعات ستعقد ستكون مفيدة لليهود خاصة.
قرأت جوديت احد الاعلانات وهي تتجول مع خطيبها ذات يوم. التفتت الى سولومون مبتسمة وقالت "لقد تحدثنا من مدة قريبة عن رغبتنا في الذهاب الى الكنائس لنرى كيف يعبد الاخرين، والان ها هم يدعوننا لزيارتهم. يوجد مثل يقول "حضور ضيف غير مرغوب فيه اسوأ من الطعام الحامض" وانا اقول "مدعوا لا يحضر ليس اقل سوءا". اعتقد اننا سنذهب!
اجاب بمرح "انت على حق. انا نفسي متلهف ان اعرف ماذا سيقول الرجل لليهود عن اليهود.
في تلك الليلة بدأ المبشر كلامه بقراءة فصل من اشعياء 53 وهو يتحدث عن العبد المتألم. ثم قال:
"كان لابد ان دم الحمل البرئ يسفك من اجل خلاص اسرائيل ومن اجل كل العالم.