خلال الحرب العالمية الثانية قضى ارنست
جوردون الامريكي حياته كسجين حرب في اليابان. كان من بين عدد من الرجال الذين
عملوا في انشاء خط سكك حديد بورما الشهيرة، حيث كانوا يعاملون اقل من الحيوانات،
ويعيشون في ظروف صعبة للغاية، حتى فقدوا الرجاء والهدف من الحياة. ولكن وسط كل هذه
الظروف احدثت كلمة الله تغييرا مؤثرا.
قام بعض المؤمنين الذين يواظبون على قراءة
كلمة الله بتكوين مجموعات درس كتاب. ومن مشاركاته ودراساتهم ، حدث تغيير كبير.
فبدلا من اعمال السرقة والغش التي كان يقوم بها سجناء الحرب، سادت بينهم المحبة
والتضحية.
الجاروف المفقود:
ويذكر جوردون القصة التالية التي قدم فيها
واحد من السجناء حاته فداءا لصديقه: بعد يوم من العمل الشاق وقبيل انصراف الكتيبة
صاح الجندي الياباني معلنا اختفاء جاروف، واصر ان واحدا من المساجين سرقه. سار
الجندي جيئة وذهابا امام الكتيبة وهو يستشيط غضبا، موبخا اياهم على شرهم وعدم
ولائهم للامبراطور، تلك الخطية التي لا تغتفر ابدا. وفيما هو يتحرك ذهابا واابا
زاد غضبه الى اقصى حد صارخا بلغته الانجليزية الركيكة طالبا من السجين المتهم
بسرقة الجاروف ان يتقدم خطوة للامام حتى يأخذ العقاب الذي يستحقه، ولكن احدا لم
يتحرك. وزاد غضب الحارس ووصل الى اقصى درجات العنف، فصرخ: "اذا سيموت الجميع!
سيموت الجميع!". وحتى يبرهن انه يعني ما يقول صوب بندقيته على اول رجل يقف في
الصف. في تلك اللحظة تقدم احد المساجين خطوةللامام وقال بك هدوء "انا
السارق".
استجمع الحارس كل غضبه وكراهيته واطاح
بالسجين المسكين ضاربا اياه بقيضته القوية حتى اوقعه على الارض، ثم صوب بندقيته
تجاه رأسه واطلق الرصاص، وفي لحظة تحول الى جثة هامدة. حمل الرجال جثة زميلهم ووضعوا ادواتهم على
اكتفاهم وسارا عائدين الى معسكرهم. في اليوم التالي تم عد الادوات مرة اخرى في بيت
الحراسة، فكان العدد كاملا، اي ان الحارس كان قد اخطأ العد، وقتل السجين بلا ذنب.