في عام 1896م نشر هنريك شنكويز روايته التي هي بحق قصة ملحمية رائعة، تحكي لنا عن السلطة، وعن قوة الإيمان وعن المحبة التي استطاعت تغيير روما وتحويلها الى المسيحية. انها حكاية تفوق الوصف تقدم لنا لمحة عن مجد المسيحية المبكر، وعن الاضطهاد الذي واجهها على يد الإمبراطور الروماني نيرون. وقد ترجم الكتاب إلى 48 لغة وفي السنة الأولى بعد نشره بيعت أكثر من 800 الف نسخة في فرنسا وبريطانيا وحدها.
في عام 1905، منح المؤلف جائزة نوبل في الأدب عن هذه الرواية من أكاديمية نوبل . وكانت حيثيات منح الجائزة: "ان ما انجزه ما انجزه شنكويز، يعد بحق عملا ضخما وملحميا رائعا، وعند كل تفصيلة في الرواية نرى أسلوبه الملحمي الذي يقترب من الكمال ".
وفي عام 1912، تم تحويل قصته إلى فيلم مدته 120 دقيقة، وهو أول فيلم روائي طويل في التاريخ. تم تصويره في 22 أسبوعا متتاليا في مسرح أستور في مدينة نيويورك. في عام 1932، تم تصويره مرة أخرى، ولكن ذلك أيضا كان يتضاءل لم انتج في عام 1951 . فائقة ضخم إنتاج هوليوود إخراج ميرفين لوروا. مدته 171 دقيقة .
ولوحظ قدرة المؤلف الكبيرةعلى رسم الصور بالكلمة عن الأماكن والأحداث. وإن كانت هناك خمس ترجمات إنجليزية من الرواية، نشرت في الولايات المتحدة، وقد لاقت تقريظ العديدين واعتبارها عملا ناجحا تماما في تقديم بأمانة المشاعر التي وصفها المؤلف، وكذلك الاهتمام المماثل في انتاج الفيلم المطابق للرواية. كان هذا رأي واحد من المشاركين للمخرج البولندي البارع في العمل جيرزي الذي ظل يحلم لمدة 35 عاما من اصدار النسخة البولندية من الفيلم.
ملخص الفيلم:
الفيلم يحكي بشكل سينمائي قصة اضطهاد المسيحية الناشئة في روما الوثنية، في عهد الطاغية المجنون نيرون، والذي احرق روما ليتمتع بنيرانها، ثم اتهم المسيحيين بحرق هذه المدينة. معنى "كوفاديس" بالعربية "الى اين انت ذاهب يا رب؟". فالتقليد يروي انه عندما اشتد الاضطهاد في زمن نيرون على المسيحيين، قصد بطرس الرسول، أن يترك روما خوفا من الاضطهاد. ولما وصل الى بوابة المدينة، ظهر له السيد المسيح في رؤيا، فقال له مار بطرس بعفوية، وربما بنبرة الخوف على معلمه: "الى اين انت ذاهب يا سيدي؟" فأجاب السيد المسيح قائلا: "سوف اذهب الى روما لأصلب من جديد". وتقول القصة، أن مار بطرس خجل من عتاب السيد المسيح له، وعاد ادراجه الى روما، حيث استشهد فيهـا.