على فراش الموت رقد شيخ تقي حيث توافد أصدقاؤه لوداعه، و نظر الرجل إلى أحدهم و قال ضاحكًا:
"قبل حضورك أستقبلت ثلاثة ضيوف، ودعت إثنين منهم وداعًا حارًا، و لكن لم أقدر أن أودع الثالث، لن أستطيع أن أفارقه إلى الأبد!" سأل الضيف: "من هولاء؟". أبتسم الشيخ و قال:
"الأول هو الإيمان، قلت له: وداعًا...إنني أشكر الله من أجل رفقتك، قد ساعدتني في أصعب ظروف حياتي و بك عرفت الله، لكنني ذاهب الآن إلى الله حيث أرى كل شيء صدقته عيانًا.. لقد أتممت دورك في حياتي.
اما الضيف الثاني فهو الرجاء، قلت له: وداعًا... لقد أنقذتني من اليأس و الفشل في مواقف كثيرة...و لكني الآن ذاهب إلى حيث تتحقق الآمال و يصير ما رجوته حقيقة... لقد أتممت دورك في حياتي،
أما صديقي الثالث فهو الحب، لقد قلت له: حقًا قد كنت صديقًا رائعًا، ربطتني بالله و الناس و ملأت رحلة الحياة سلامًا و راحة...لكني لا أستطيع أن أتركك، لابد أن تأتي معي عبر أبواب مدينة الله، فهناك يكتمل الحب و يتوج المحبون! أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ: الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّة"(كو ١٣ : ١٣).