لم تكرز الكنيسة الاولى بمجموعة تعاليم او
عقائد بل كرزت باسم المسح، لذلك حذرتهم السلطات اليهودية من ان يعلموا و يذكروا
هذا الاسم حيث قالوا فيما بينهم عن تلميذي المسيح بطرس ويوحنا "لنهددهما
تهديدا ان لا يكلما احدا من الناس فيما بعد بهذا الاسم" ثم دعوهما
"واوصاوهما ان لا ينطقا البتة ولا يعلما باسم يسوع"(اع4: 17). ولماذا
حدث هذا ؟ ان التلميذان قد شفيا مقعدا حيث قال له بطرس الرسول: "ليس لنا فضة
ولا ذهب ، ولكن .. باسم يسوع الناصري قم وامش" ثم خاطبوا الجميع الذين
توافدوا "ليس اسم اخر تحت السماء قد اعطي بين الناس به ينبغي ان
نخلص"(اع4: 12).
تحاشى اليهود ان يذكروا اسم يسوع اذ اصبح
اكثر الاسماء كراهية كما حسبوه انه لعنة.. اما عند المسيحيين فقد صار اكثر الاسماء
اجلالا ولم يجرؤ احد منهم ان يطلق هذا الاسم العظيم على احدا من اولاده.
وهناك اكثر من 250 اسما ولقبا اعطى للمسيح في
الكتاب المقدس، لانه لا يوجد لقب واحد يكفي لوصف ابعاد شخصيته ويعلن عن شخصه.
وتساعد هذه الالقاب في التعرف عليه، ولو انها لا تعبر عن ملء شخصه. وهذا الاسم
الذي عرف به واشتهر به تسمى من الملائكة "وتدعو اسمه يسوع"(مت1: 21).
تخيلوا معي اننا نخاطب الملبوس بالشياطين
الذي كان يقيم في كورة الجدريين قائلين للروح النجس الذي يسكنه "باسم الرئيس
او الملك الفلاني اخرج منه" ماذا ترى سيحدث؟ سيلتفت الروح النجس الينا
ويمزقنا. لكن عندما نكون ممسوحين بالروح القدس وننطق بهذا الاسم تتزعزع قوات
الظلمة وتفرح السماء بنجاة الملبوس المسكين.
وعلى فراش الموت يوم 21 ديسمبر 1807، علم
نيوتن باصدار البرلمان الانجليزي لقانون الغاء تجارة الرقيق. فكم كان يشتاق لسماع
مثل هذا الخبر. وكان يسخر من نفسه قائلا: "انه معبأ ومغلف وجاهز للشحن".
وفي يوم وفاته ، مال اليه صديقه وليم جاي ليسمع الكلمات الاخيرة التي لفظ بها نيوتن
قبل وفاته، فسمعه يقول: "اصبحت ذاكرتي خاوية من كل شئ الا من اثنين :
"اني خاطئ واثيم" وتوقف لحظات ثم قال "وان لي مخلصا عظيم".