عنوان المزمور ينسبه الى موسى، وهذا يجعله اقدم مزمور. لاحظ ارتباط عباراته مع (تث33). ولب القصيدة (7-12) يظهر ان له ارتباط بالشهور الاخيرة في فترة التيه. ربما يكون موسى قد شعر بوحدة وهو يرى افراد جماعته يموتون جميعا وتترك عظامهم في البرية. ينقسم الى 3 اقسام.
اولا- الخالق الدائم والحياة الزائلة (1-6) :
ع1 منقول من تث33: 27. منذ اياك ابراهيم لم يكن له ملجا دائم وها هو الشعب يصل الى ارض الموعد. فما اصدق القول ان الله هو الملجا وموضع الراحة لشعبه (مز91: 1 و71: 3). "المسكونة" تعني في الاصل الارض المزروعة.
الله يعيد الاحياء الى التراب بكلمته اذ يقول "ارجعوا يا بني ادم". التشبيهات الثلاثة (4 و5): عن النوم او "هزيع من الليل"، والفترة القصيرة لمياه الفيضان عقب زوبعة، ومحصول العشب في الصيف وهو يزهر مع ندى الفجر ويجف ويذبل مع الغسق (مت6: 30)، جميعها ايضاحات لازلية الله ، فان الف سنة تمر امامه سريعا.
احزان الحياة وعلاقتها بقداسة الله (7-12) :
على نقيض اطمئنان النفس الواضح في ع1 نرى الفكرة في عدد 7 تظهر اختبار الانسان في التغيير المريع والاسراع في الزوال. وهذا التناقض نتيجة خطية الانسان التي تستدعي غضب الله. ولا تكشف فقط الخطايا الواضحة بل اعماق الانسان. والوعد بفجر مشرق يتبخر سريعا امام حلكة الليل. "كقصة" الافضل ان يقال "كتنهد".
"من يعرف؟" الاشارة هنا ان عددا قليلا من الناس يعرف ان هذا جزء من عمل غضب الله، ويندر جدا ان يشعروا بحاجتهم للتوبة. ليت الناس يعرفوا الله هكذا اكثر من ان يعرفوه في امور تافهة (12) قارن مع (تث5: 29 و32: 29) "يا ليت قلبهم كان هكذا فيهم حتى يتقوني.. "و"لو عقلوا لفطنوا بهذه، وتاملوا اخرتهم".
ثالثا- صلاة ان يشارك الاحياء الباقين مجد الله (13-17) :
في حين نرةى الجزئين السابقين يعالجان موضوعين يختصان بالله كمصدر الراحة (ا) والغضب (7) نرى الجزء الاخير يعالج فكرة التوبة (خر32) لا كتغييرفي مقاصد الله بل كدلالة على تغيير الطريقة الالهية في معاملة عبده اسرائيل (تث32: 36) اذ يقول "لان الرب يدين شعبه وعلى عبيده يشفق".
طلب بانهاء التعب كما ينتهي الليل عند "الغداة". فليمنح بركته كما سبق فارسل الذل والضيق (15) قارن تث8: 2 "ولتتذكر كل الطريق التي سار بها الرب الهك كي يذلك ..".. وذلك لخير اولادهم وليختبروا تعضيد الرب لهم.