الخميس، 25 يوليو 2019

مزمور 89 - عهد الله الاكيد وضيق اسرائيل

اخر مزمور في الكتاب الثالث من سفر المزامير يمكن اعتباره رفيقا للمزمور الاول فيه اي مز73. فكلاهما يعالجان نفس المشاكل التي تجابه الرجل التقي. 

المقدمة (1-4):
المرنم ينوي في البداية ان يغني "بمراحم الرب" اي باحساناته لبني اسرائيل و لاسيما لبيت داود (اش55: 3). وثانيا عن "حقه اي بتمسكه بوعوده. وقد اعاد تكرار هاتين الصفتين في العدد التالي ع2 مرتبطتين بصفتي الدوام ذاتهما. وهما تكونان اساس عبادة المرنم (ع3 و8 و14 و 24 و33 و49). هذا تاكيد لايمان مقابل ما تشير اليه الحالة الكئيبة في نهاية المزمور. وموقف الايمان هذا ناشئ عن اعلان الله نفسه في زمان سابق (2صم7: 8-16) المقتبس في ع3 و4. . 

جلال الله وعهده (5-27):
تمجيد صفات الله (5-18): 
ابتداءا من العدد 9 يبدا تمجيد الله في الارض اكثر منها في السماء. فهو يتسلط على كبرياء البحر ويسكن لججه (مز77: 17 و18). هو سحق قوة رهب (اي مصر كما في مز87: 4) وابرز معالم فلسطين هي تابور وحرمون كنصب شاهدة لعظمته. وقد اظهرت الحوادث السابقة قوة يده فضلا عن ذلك قوته لا تنفصل عن بره (14). 

العهد: 
اعلن القسم برؤيا لناثان (2صم7: 4-17). "جعلت عونا" اي منحت قوة ومسحه بالدهن المقدس معناه انه لن يرغمه عدو (22 و23) اي ينتصر عليه (2صم22: 1) 

يمتد ملكه من البحر المتوسط الى انهار الشرق (نك15: 18 مز80: 11) لكن علاقته مع الله ستكون علاقة ابن بكر 026 و27) قارن (2صم7: 14 وعب1: 5). ها هو الوعد الذي يشمل الشعب كله (خر4: 22) يتركز الان في الملك (رو8: 29 ورؤ1 5). ونتيجة لذلك سيكون عرشه فوق كل العروش (تث28: 1) وخالدا "مثل ايام السموات". 

عدم امان داود ونسله لا تبطل امانة الله فالحلف لن يتغير .  المرنم يحتج بان الله نقض عهده (28-51) 
مظاهر الخراب عكست ما سبق. 
موازاة متعمدة (38-45): ان الكلمات "انت فعلت كذا وكذا" موازاة متعمدة للاعداد (9-14) فالبحر الهائج يحل محله غضب على الملك. وسحق رهب يفوقه تنجيس التاج. وخلق العالم يقابله تحطيم الملكة. يمين الله يقابلها ارتفاع يد الاشرار. فيما مضى سلك الشعب بنور الله والان ابطلت بهاءه. وع44 يجوز ان يشير الى يهوياكين الذي كانت مدة ملكه 3 اشهر ونصف (2مل24: 8). 

مقارنة متعمدة (46-51): 
"اذكر كم انا زائل" تقابل دوام ملك دوام. يبدو كما لو ان الله خلق الناس للباطل فلابد ان يموت الجميع وبسرعة نسبية (48). 
اخيرا يذكر الرب بتعييرات الاعداء التي اثقلت قلبه . ربما قصد بها ان تعبر عن الالام الميرة التي احتملها الملك الشاب وهو يسير الى بابل تلاحقه التعييرات والهزء. ع52 ليس هو نهاية المزمور ، بل تسبيحة شكر تدل على نهاية الجزء الثالث من المزامير.