خطاب
اليهو
(32: 1- 37: 24)
بسبب
عدم ذكر اليهو في المقدمة وفي الخاتمة
يعتقد البعض انه تم اقحامه. نلاحظ ان من
خصائص خطاب اليهو انه يسوده جو عميق من
الخشوع امام الله ووجهة نظر اعمق عن الخطية
كما يظهر الله كمعلم (35: 11 و
36: 22). "الذي
يعلمنا اكثر من وحوش الارض ويجعلنا احكم
من طيور السماء" و
"من
مثله معلما؟". واخيرا يكشف كبرياء ايوب (33: 17 و
36: 9).
دافعه في ذلك الضرورة "اذ
الضرورة موضوعة علي". فالاحترام
الطبيعي الذي يكته شاب نحو الشيوخ كمم
شفتيه لكن احتراما اخر اكثر نفوذا رفع
الكمامة الا وهو احترام اعلانات الله
التي يمكن ان تكشف للشباب كما للشيوخ.
اليهو
يفند وجهة نظر ايوب عن الامه (33:
1-33):
في
البداية يؤكد على اخلاصه (3)
وثانيا، انه على
نفس مستوى ايوب (4). فعدد 6
يمكن ان
يقرا هكذا "موقفي
ازاء الله كموقفك". كان
ايوب قد اشتكى ان رهبة الله خدرته وروعته
(9: 34 و13:
21) وجعلته
غير قادر على الدفاع عن نفسه. وايوب لن تكون هناك حجة مثل هذه في حواره مع اليهو لان
محاوره انسان مثله (7).
في
ع8-13 يوبخ
ايوب على تأكيده على استقامته وعلى اتهام
الله بعداوته. لان
الله الذي تسمو عظمته جدا لا يمكن ان يدخل
في عراك بشري زهيد. لكن
بينما لا يتكلم الله كمنازع الا انه يتكلم
عن طريق اعمال رحمته.
ع14-30
يشير
اليهو الى الطرق المختلفة التي يطلب بها
اله صبور ان يعطي حسابا في الشؤن البشرية.
فاولا،
يتكلم عن طريق الاحام والرؤى التي يترك
بها حكم نعاليمه على العقول البشرية،
ويسترد الناس من النيات الشريرة (17)
والتي
حتما تؤول الى الموت (18).
وثانيا،
انه يتكلم عن طريق الالم (19)
الذي
يفقده شهيته ويبلي لحمه وقد ياتي به الى
الموت حيث ينتظره الملائكة المهلكون (22).
ولكنه
قد يعطى فرصة (23) اذ
يتدخل ملاك الرحمة ليختلس من الملائكة
المهلكين فريستهم . "واحد
من الف" قد
لا تعني العدد ذاته فالفكرة ان الله عنده
عدد لا حصر له من خدام الرحمة.
وان كان
الراي الارجح انها نبوة عن السيد المسيح.
ع24-30:
تتحدث
عن النتائج التي تحدث من تجاوب المتالم
مع تأديب اله عطوف. الهتاف
والغناء بين الناس شهادة مفرحة للاخرين
عن معاملات الله الحانية. ع31-33 يتحدى
اليهو ايوب ان يرد عليه.
شكوى
ايوب تلخص (34: 1-9):
يعقب
ما سبق صمت من ايوب. لذلك
يلجا اليهو الى اذان كل المميزين ليتبين الحق
من الباطل. ويلخص
شكوى ايوب في امرين:
ان
الله اساء اليه وهو برئ اذ اصابه بجرح
مميت حسب هواه (5 و6)
وتوجد
قراءة اخرى للعدد 6 "اكذّب
رغم انني على حق". ومثل
هذه الاراء تظهر ايوب وكانه في ظما شديد
لان يكون موضعا للهزء (7). انها
تعلن عن الزمرة الخاطئة التي عاش معها
(8). والشكوى
الثانية انه قال "لا
ينتفع الانسان بكونه مرضيا عند الله".
شكوى
ايوب الاولى تفند:
يؤكد
ايوب ان الله بار وانه وضع الانسان في
عالم ادبي (10-12) فالانسان
يحصد ما قد زرع.
ان
السلطان المطلق له فلم ياته زورا من قوة
اخرى (13) فان
ذلك قد ينتج حكومة اقل اهتماما او لاتبالي
الا بنفسها. وعدم
الاهتمام من الله يحطم كيان الكون في
لححظة (15 و16).
ان كان
اتهام الملوك الارضيين بالظلم تهمة خطيرة
(18) فكيف
يوجه تهمة كهذه الى خالق كل الاس والذي
عنده الجميع سواسية. اين
الباعث على اغفال العدل؟
الى
هذه النقطة كان يسير اليهو على اسس نظرية
في محاجاته. والان
يتقدم الى اعتبارات عملية.
ان علم
الله الكامل يضمن عدله (20-28).
ان الشعب
والرؤساء يشعرون بثقل قدرة الله "لا
بيد" اي
بدون واسطة بشرية. ع23
يترجم
هكذا "لانه
لا حاجة له ان يراعي الانسان حتى ياتي
امام الهله للدينونة". وفهم
العدد يبنى على طلب ايوب من الله ان يعين
ازمنة عدل (24: 1). وفي
ترجمة اخرى ان المعرفة الالهية لطرق
الانسان ودينونة هذه الطرق تحصلان في ذات
الوقت ويبدو الامر كما لو ان الدينونة
كانت "بدون
فحص" وذلك
يرتبط بالعدد السابق اي 23.
في
29 يتحرك
اليهو من تامل عام لعمل الله في التاريخ
الى حالة ايوب. فسواء
وسط السكون والطمانينة او وقت المحن حين
يبدو الله كمن حجب وجهه يجب على البشر
الخضوع دون تذمر. فهذا
لا يتم الا لخير الناس (30).
ثم
يطلب اليهو حكم ذوي الالباب عن الفاظ ايوب
الشديدة (34-37) فان
اليهو يظن ان تمرد ايوب افظع من بلاياه.