الاثنين، 8 يوليو 2019

حوار بلدد مع ايوب #١

احاديث بلدد الشوحي
الحديث الاول (ص8):
يدعو بلدد ايوب ان يقبل الحكمة التقليديةالتقليدية (8: 1-7) القائلة بان الصلاح والشر يحصدان ما زرعا. فقد زرع اولاد ايوب الشر فحصدوا ثماره "اذ اخطا اليك بنوك دفعهم الى يد معصيتهم"(ع4). "اسال القرون الاولى" اي اسال الزمن الماضي وخبرات اسلافنا لان خبرتنا نحن مهما كانت كبيرة فهي الا نتاج زمنا قصيرا.
ايوب يرد على بلدد:
كيف يتبرر الانسان عند الله؟"(9: 1-16). لم يحاول ايوب ان يعطي اجابة مفصلة لكنه استند الى مبدا عام ذكره اليفاز وهو استحالة ظهور الانسان الفاني كبار امام الله. ماذا يمكن ان تكون فائدة محاولة البراءة امام اله ذي حكمة متناهية ان سال الف سؤال لا يستطيع الانسان ان يجيب عن واحد منها؟ وهو ايضا شديد القدرة "المزحزح الجبال"الذي يهز السماء والارض ، والذي يكوّم عجائب فوق علم الانسان. عندما يحوّل الله انتباهه من الطبيعة الى الانسان، تكتسح قوته كل شئ. حتى يضطر اقوى المتمردين (اعوان رهب) ان يستسلم امام قوته. كيف يستطيع ايوب ان يقف امامه انه بالاحرى "يختار كلماته". ربما (اعوان رهب) تشير الى اسطورة تحدثت عن اخماد ثورة في السماء قام بها الوحش البحري رهب واعوانه.
ويمضي ايوب بالقول "ان تبررت لا اجاوب" حتى البراءة بخرس امام الله، واذا قطعت حبل الصمت فذلك ليس الا "لاسترحم دياني".
شكوى على الله: هنا يصور ايوب الله بانه يثور ولا يدعه ياخذ نفسه معتمدا لا العدل بل القوة (19) مفنيا البار والاثيم (22) بدون تمييز ، ضاحكا من عذابات الابرياء (23) تاركا الارض لتكون مكان صيد الاشرار ، مغطيا وجوه القضاة فلا يرون صوابا (24).
ان ايوب يعذبه الخوف لدرجة انه يعترف بجرم لم يرتكبه في الحقيقة (20). انه يؤكد انه مستعد للدفاع عن استقامته ولو مات في سبيل ذلك (21). سوف اعيش او اموت ، سيان، فقد صارت الحياة كريهة (22).
قصر الحياة:
يتحول ايوب من جراحاته للتامل في طبيعة الحياة الزائلة.عندما تنتابه مشاعر اكثر تفاؤلا (27)يهبط ثانية اذ يعلم ان الله مصمم ان يغمس في النقع انسانا يتوق الى طهارة النفس (31) فيصرخ ايوب "اه، لو انني اعامل انسانا وليس الها! لانني حينئذ اكون على اساس اعرفه". ولكن ليس الحال كذلك، فليس بيننا مصالح (33). ان القضيب الالهي يضربه. لو فقط الله يرفعه بعيدا لاستكاع ان ينطق بدون خوفا مثبتا براءته.
في هذه الصرخة النبوية "ليس بيننا مصالح" نرى ابتهالا نبويا للوسيط يسوع المسيح (1تي2: 5).
توسل الى الله:
هل الظلم الالهي يجلب نفعا لله؟ (3) الذي معناه ان الله لا يقدر ان يرى بوضوح ما يعمله (4) ام ان الله يعلم ان ايامه محدودة كالانسان حتى انه يعاقب بسرعة قبل ان يفحص القضية بتمامها؟ (5 و6). ولا يمكن ان يفوت الفقرة دون ان يظهر اقتناعه ان الله يعرف استقامته.
اعماق اليأس:
يتلو هذا التماس الى الخزاف الالهي الذي بالغ في العناية الدقيقة لاخراج عمل متقن. قبل الولادة والسنين التي تلتها يستطيع ايوب ان يرى دلائل قاطعة على العناية الالهية (9-11). في العدد التالي نرى ايوب يغوص في الياس اكثر من اي موضع اخر (13-17). جيش بعد جيش من النائبات (17) التي هي شهود لله ضد استقامته..
يا ليت مهدي الوحيد كان القبر (18 و19). اليس هناك فرصة اخذ فيها نفسي قبل ليل الموت الدائم (20-22).