الأربعاء، 30 يونيو 2021

تذكارات القديسين: قديسي التوبة

قراءات يوم الخميس ١ يوليو ٢٠٢١ الموافق ٢٤ بؤونة ١٧٣٧ ش.

الموضوع: تذكار استشهاد الانبا موسى الاسود. لذلك فالقراءات تتحدث عن التوبة وعدم النكوص والعودة الى الخطية.

مزمور عشية
(مز٣٩: ٣):
وهو يقابل ( مز٤٠ : ٣) في طبعة بيروت. "اقام على صخرة رجلي. ثبت (سهل) خطواتي". الخاطئ يعيش في جُب رهيب. والمؤمن الذي يبتعد عن الرب، أيضًا يجد نفسه في حمأة رهيبة. كان موسى الاسود في احد هذه الجباب، ولكنه حين قدم توبة فان الرب اقامه على صخرة ثابتة، وانتشله من طبن الحمأة فاصبح يسير بخطى ثابتة في طريق القداسة.
"وضع في فمي تسبيحا جديدا". لانه بدا حياة جديدة بحمد الرب الذي رفعه من الجب و الحمأة.

انجيل عشية
(مت٧: ٢٢-٢٥):
يحدثنا فصل الانجيل عن مثل البيت المؤسس على الصخر. 

مزمور باكر
(مز٨٨: ١٣-١٦):
"حقي ورحمتي معه، وباسمي يرتفع قرنه" وجاءت في طبعة بيروت هكذا "أما أمانتي ورحمتي فمعه، وباسمي ينتصب قرنه.. (المزامير ٨٩: ٢٤).

"حينئذ بالوحي تكلمت مع بنيك وقلت جعلنا عونا على القوي".
في طبعة بيروت جاءت هكذا "حينئذ كلمت برؤيا تقيك وقلت: «جعلت عونا على قوي. رفعت مختارا من بين الشعب.. (المزامير ٨٩: ١٩). قد يكون هذا التقي الذي كلمه الله بالرؤيا هو ناثان (راجع 1أخبار 17: 15) أو داود ذاته. وتقول الترجمة اليسوعية «لقد كلمت صفيك في رؤيا فقلت إني هيأت نصرة للجبار ورفعت المختار من الشعب». فان الله عوناً لداود على عدوه القوي الملك الجبار. والله اعطى عونا لموسى الاسود على "قوي" وهو الشيطان الذي قيل انه حاربه حتى ذهب الى معلمه ١١ مرة في ليلة واحدة يشكو اليه حروب الشيطان.

انجيل باكر
(لو١٣: ٢٣-٣٠):
يقابلنا في تلاوة فصل الانجيل سؤال احد التلاميذ "اقليل هم الذين يخلصون؟"كان اليهود قد فهموا من عدَّة نبوات أنهم لا بدَّ أن يجتازوا في زمن ضيق شديد قبل أقامة الملكوت بوقت وجيز وأنهم يتنقون بهِ، ولا يدخل الملكوت إلاَّ البعض منهم والذي اطلق عليهم البقية "لولا أن رب الجنود أبقى لنا بقية صغيرة، لصرنا مثل سدوم وشابهنا عمورة.. (إشعياء ١: ٩).
ولكن الرَّبَّ رفض أن يجاوب هذا السؤال بحسب مقصد الذي سألهُ بل اتخذ الفرصة لينبه الجميع على شيء أعظم من تلك المباحثة. فقال لهم: "اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق". والباب الضيق هو التوبة والايمان، لانه فيه جهاد ضد الخطية حتى الدم كما جاهد الانبا موسى.
"اكلت معنا وعلمت في شوارعنا" انتسابهم إلى المسيح كشعبهِ وهو على الأرض أو كتلاميذهِ وهو في السماء لا يخلّصهم من دينونتهِ وقت الدينونة بل بالعكس يزيدها مضاعفًا.

البولس
(١كو٣: ١-٨):
"سقيتكم لبنا لا طعاما". يقول الرسول للعبرانيين «لأنكم إذ كان ينبغي أن تكونوا معلمين لسبب طول الزمان تحتاجون أن يعلمكم أحد ما هي أركان بداءة أقوال الله وصرتم محتاجين إلى اللبن لا إلى طعام قوي لأن كل من يتناول اللبن هو عديم الخبرة في كلام البر"(عب-). وقال الرب يسوع لتلاميذه: «إن لي أمورًا كثيرة أيضًا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن» (يو16: 12). وكأنه يعاتبهم لعدم نموهم الروحي. كان الأمر المأساوي أنهم لم ينموا لدرجة تمكِّنهم من قبول حقائق أعمق ينقلها إليهم الرسول.
"ولكن كل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه.. (ع٨). وفي مواضع اخرى "سيجازي على عمله". وهذا مستوى اعلى من مجرد العمل، وهو التعب في العمل او العمل لدرجة التعب. وهكذا قد يكون طريق الرب ضيق وفيه تعب، ولكنه تعب للمنفعة (ام١٤::٢٣). فيه تعب ولكنه في المقابل سيأخذ اجرة، ولن يبخس حقه.

الكاثوليكون
(٢بط١: ١-١١):
"قدموا في ايمانكم فضيلة". فالايمان النظري لا يكفي. لابد من ان نقدم فضائل اي ثمر الايمان، والا سبكون ذلك علامة ان الايمان ميت. وما اكثر الفضائل في حياة القديسين. فمثلا القديس موسى الاسود كانت له فضائل النسك، اضافة الغرباء وعدم الادانة و.. 
"اجتهدوا ان تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين". وجميع قديس التوبة ثبتوا في طريق الرب ولم يعودوا للخطية مرة أخرى.

الابركسيس
(اع١٥: ١٣-٢٣):
"لا يثقل على الراجعين الى الله من الامم". وهذه تظهر حنو الرب ومحبته للخطاة. فهو لا يثقل على المبتدئين ولا على التائبين. بل يتدرج معهم، "وأنا درجت أفرايم ممسكا إياهم بأذرعهم، .. كنت أجذبهم بحبال البشر، بربط المحبة، وكنت لهم كمن يرفع النير عن أعناقهم، ومددت إليه مطعما إياه.. (هوشع ١١: ٣-٤). وكلمة درجت اي تدرج معه، بل انه رفع النير اي ثقل الخطية والمشقة التي يمكن ان يتعرضوا لها لاي سبب.
" بل يرسل اليهم ان يمتنعوا عن..". وكان المنع عن ٤ اشياء فقط وهي اساسيات: ما ذبح للاصنام والزنا والمخنوق (الميت) والدم. ومن هنا نعرف ان المسيحية لم تنقض الناموس بل انها اكملته.


مزمور القداس
مز٦٠: ١-٢):
"على الصخرة رفعتني و.. صرت رجائي وبرجا حصينا في وجه العدو". بدون عمل النعمة في حياة الانسان ما استطاع الانتصار على الخطية او ابليس.

انجيل القداس
(لو١٤: ٢٥-٣٥):
"من لا يحمل صليبه ويتبعني لا يكون لي تلميذا". وحمل الصليب عو تحمل الضيقات والآلام من اجل الرب.
ثم ينبه الرب اولاده الى انتهاج الحكمة، فيقول ان من يريد بناء برجا "يجلس اولا ويحسب النفقة.. هل عنده ما يلزم لكماله؟". 
والمسيحيون الذين لا يحسبون النفقة ويسلكون بخفة في هذه الحال سيكونون محطّ سخرية الناظرين لأنهم ابتدأوا حسنًا لكي ينتهوا بشكل معيب. وسيقال عن اي منهم "هذا الإنسان ابتدأ ولم يقدر ان يكمل". فالعبرة ليست بالبداية ولكنها بالاكتمال. من اجل ذلك قال الرب كامر الهي "كونوا كاملين.".