خذ خذ!
"انظر صهيون مدينة أعيادنا. عيناك تريان أورشليم مسكنا مطمئنا، خيمة لا تنتقل، لا تقلع أوتادها إلى الأبد، وشيء من أطنابها لا ينقطع.
.. بل هناك الرب العزيز لنا مكان أنهار وترع واسعة الشواطئ... (إشعياء ٣٣: ٢١)
".. حينئذ قسم سلب غنيمة كثيرة. العرج نهبوا نهبا.. (إشعياء ٣٣: ٢٣)
العرج نهبوا نهبا ..
يا له من تعبير رائع. لقد ملك علي مشاعري فقلت:
تعال ايها السائح
انت رفيق كل الطريق
اريد ان امكث معك طول الليل
واصارع معك حتى الفجر
عبثا تحاول ان تتخلص من يدي
فلن اطلقك
اانت من مت عني؟
سوف اصارع معك ولن اتركك
حتى اعرف اسمك واعرف طبيعتك
وان كنت اخمع فساخذ الغنيمة
وكايل يقفز اطير الى بيتي
جرت العادة ان العرج ﻻ ياخذون الغنيمة. وضعت اﻻم سلا من التفاح. هجم اﻻوﻻد كلهم واخذ كل تفاحة فيما عدا جيمي وكان اعرج. انتبهت اﻻم ورات ما حدث فقالت:
اﻻن ، اعيدوا ما اخذتموه من التفاح"
فاطاع اﻻوﻻد. ثم قالت "اﻻن يا جيمي اذهب وخذ ما تريد".
رعاية محبة اﻻم الحارسة تشبه عناية الله باوﻻده البشر. فهو لا ينس الضعفاء.
بدا كل واحد من الشعب الإسرائيلي ينظر بقلق عندما رأوا جيش العدو يحاصر المدينة. تطلع الازواج الى زوجاتهم وقد نذروا ان يقتلوهن بايديهم فهذا خير من ان يسقطن سبايا في ايدي هؤﻻء الغزاة ويغتصبن. وتطلعت اﻻمهات الى فلذات اكبادهن واعتزمن على قتلهم فهذا خير من ان يروهم يتطوحون من سن رمح الى سن رمح اخر لتسلية الجنود الوحشيون.
لم يكن هناك بصيص من اﻻمل. ان سقطت اورشليم شمتت بها مؤاب ومصر. ما عدا شخص قال " الرب قاضينا. الرب شارعنا. الرب ملكنا هو يخلصنا.. (إشعياء ٣٣: ٢٢).
انني اعرف انني لم اتخذ من المسيح قاضيا ومشرعا وملكا . فليسامحني الرب!
يخيل الي انه حين بنى داود اورشليم فوق الجبل وقد حاصرها جيش سنحاريب احدهم قال لماذا بنيت فوق جبل ، فلا تتوافر مصدر للماء. اليس من الافضل ان تكون اريحا حيث يفصلها عن الاعداء نهر الاردن ويتوفر مصدر دائم للشرب. ولكن هنا يقول النبي "الرب لنا انهار". ليس لأورشليم أنهار كالفرات والنيل تُغني المدن المبنية على شواطئها وتسير فيها قوارب ولكن الرب يكون لهم عوضاً عن الأنهار فيعطيهم كل الخيرات التي للمدن المبنية عليها. لاَ يَسِيرُ فِيهَا قَارِبٌ يسير فيها قوارب تجارية ولكن لا يسير قوارب بمقذاف أو سفينة عظيمة أي قارب من قوارب أعدائهم الحربية. والكلام ليس حرفي كأنه سيكون في أورشليم أنهار عظيمة فهو معنى روحي ويشير إلى تمام النجاح والسلام.