الأربعاء، 15 يناير 2020

الخطايا الجنسية

الخطايا الجنسية
النهي عن كل سلوط غير طبيعي:
في (تث22: 5) نهي عن ارتداء ملابس الجنس الاخر. ويحتمل ان هذا الحكم لا يقتصر على النهي عن ارتداء الملابس غير اللائقة رغم ان شعب اسرائيل منهي عن كل ما هو غير طبيعي (قارن9: 11 و 14: 1و2). وهناك راي يقول ان هناك ارتباطا بين هذا وبين ممارسات دينية كنعانية مما جعلها رجسا في نظر الله. وكتاب اخرون مثل لوسيان السامسطي ويوسابيوس ذكروا ان الكنعانيين في بعض طقوس عبادة عشتاروث كانوا يرتدون ازياءا تنكرية، وواضح ان النساء ك يرتدين ازياء الرجال، بينما كان الرجال يرتدين ازياء النساء، وهذا الوضع غير الطبيعي يعتبر مكروها لان التمييز بين ملابس الرجال والنساء امر بديهي في كل العالم. ولئن كان هذا التشريع لا يعالج مشكلة من مشاكل الحياة الحديثة مباشرة، الا انه يتضمن بعض التطبيقات ولو بطريق غير مباشر.
الزنى:
(تث22: 13-30) تعالج 6 حالات:
عذرة الفتاة المخطوبة. والملاحظ ان الكلمة المترجمة الى زنا هي في الاصل العبري حماقة او جهالة. وفيها حالتين: اذا كانت الفتاة عذراء فعلا ، في هذه الحالة لا يقدر زوجها ان يطلقها كل ايامه. اما ان كات زنت بالفعل ففي هذه الحالة ترجم لانها عملت قباحة في اسرائيل بزناها الذي يعتبر تعديا على القوانين التي كان معمولا بها قديما في اسرائيل وما زال معمولا بها في كل مكان بالنسبة للجرائم الجنسية (تك34: 7 و قض19: 23 و 20: 6-10 و 2صم13: 12).
حالتين اخرتين هما الزنى مع متزوجة وعقوبتها رجم الرجل والمراة معا (5: 18). لم يكن هذا الاعدام ارضاءا للزوج الذي جرحت كرامته فقط، لكنه كان ايضا لتطهير المجتمع من خطر يتهدد كيانه،حيث تعتبر الاسرة حجر الاساس في بنيانه. وفي هذا المجال لا يختلف القانون لاسرائيلي عن غيره من القوانين التي كان معمولا بها في بلاد ما بين النهرين. ففي قوانين حمورابي (المادة 129) تنص على وجوب ربط الزاني والزانية معا واغراقهما في النهر، الا اذا عفا الزوج عن زوجته، وفي هذه الحالة كان من حق الملك ان  يعفو عن الزاني. وكان عند الاشوريين نفس القانون.
لكن من (ام6: 26- 35) يبدو ان تنفيذ هذه العقوبة لم يكن اجباريا في اسرائيل في جميع الحالات.
هناك حالتين هما حالات اغواء فتاة مخطوبة. وهي في عرف التقليد متزوجة. الحالة الاولى اغتصاب في المدينة وفي هذه الحالة يرجم الاثنين – الزاني والزانية، لانه يفترض ان الزنى تم برضاها اذ لم تستغيث كما انها على ذمة رجل اخر وهي في حكم المتزوجة. الحالة الثانية هي اغتصاب في حقل: يرجم الرجل فقط لانه يفترض انها استغاثت ولم يكن هناك من يسمع صوتها.
هناك حالتين اخرتين:
اغواء فتاة صغيرة لم تخطب بعد. وفي هذه الحالة يتزوج منها الرجل ولا يقدر ان يطلقها كل حياته.
الاضجاع مع زوجة الاب: الزواج من المحرمات كان شيئا عاديا عند الحثيين وبعض الافريقيين، حيث يستطيع الابن الزواج من امراة ابيه المتوفى، الا ان الساميين لا يوافقون على مثل هذا الزواج، حتى ينظر الابن لامراة ابيه على انها امه، فلا يجوز زواجه منها حتى بعد وفاة ابيه. لكن رغم ذلك حدثت مخالفات لذا القانون حسبما يذكر لنا حزقيال النبي في ايامه (حز22: 10).
رغم اننا في عالم لا نعاقب مرتكبي هذه الجرائم الجنسية بذات العقوبات، الا اننا بحاجة ان ندرك ان الطهارة والوفاء هما من العوامل الاساسية لسلامة المجتمع. وما اكثر الامم التي دالت بسبب الاباحية الجنسية.