الجمعة، 20 مارس 2015

لا اريد امي ان تعرف

 كان سامي ولدا شقيا جدا حتى انه ارسل الى الناظر مرات كثيرة. فلما تعب منه الناظر فتح امامه احد ادراج مكتبه، واخرج ملفا وبدأ يذكر له كل اساءة وكل عقاب وقع عليه. وجلس سامي وطلب الناظر منه ان يكتب معللا سبب ارتكابه كل غلطة، وبعد ما نظر  الى ما كتب وادرك مدى اساءاته طلب منه الناظر ان يعيد كتابة التقرير بخطه لارساله الى امه ، كان جائعا ومتعبا ، بكي سامي بحرقة ورفض ان يطيع، سأله الناظر:
لماذا تبكي؟
- لاني لا اريد ان تعلم امي اني بهذا السوء.
- الا تعلم امك انك كذلك؟
- لا
- هل تظن انك ولد طيب.
- نعم .
- هل لذلك لا تريد ان تقرأ امك هذا التقرير؟
- نعم.
- لكن، نحن مضطرون ان نخبر والدتك فقد جربنا معك كل شئ اخر.
اخذ الرئيس يذرع الغرفة ذهابا وايابا مرات عدة مفكرا، ثم قال:
- هل تظن انه يمكنك ان تكون الولد الذي تظنه امك؟
- نعم.
- حسنا، دعني اخبرك ماذا نعمل، نضع ما كتبته في هذا الدوسيه ونغلفه ونضعه في خزانتي، فاذا لم ترسل الي شكوى عنك لمدة سنة، فاني احرق هذا المظروف. ولم يستطع الولد الا ان يوافق. ولكن القصة لم تنتهي، فقد بقيت امورا كثيرة جيدة فقد اصبح الولد صديقا عزيزا للناظر الى نهاية الدراسة.
===
الله يعمل لنا شيئا مثل هذا لاخطائنا . اذا كنا فقط مستعدين ان نترك طرقنا الشريرة فان الله مستعد ان يصفح عنا وينسى الماضي. اصغ الى ما يقوله الله لنا:
كبعد المشرق عن المغرب ابعدت عنكم معاصيكم،
خطاياكم لا اعود اذكرها،
اطرحها في عمق البحر،
قد محوت كغيمة ذنوبك وكسحابة خطاياك.