الجمعة، 22 مارس 2019

عظات رثائية في موت شاب


عن كتاب: عظات رثائية للقمص لوقا اﻻنطوني

عظة للتعزية في موت شاب:
"ايها الشاب لك اقول قم"(لو7: 14)
  1. الدنيا دار احزان:
من يستطيع ان يصف جميع الاحزان التي تحيط بجميع الساكنين على الارض، فتعكر صفوهم وتحبط امالهم؟ وقد شهد بهذا رجال الله "كلت عيناي من الحزن"(اي17: 7). وقال ارميا "اما اليكم يا جميع عابري الطريق. تطلعوا وانظروا ان كان حزن مثل حزني"(مرا1: 12). وقال "ايضا في الضحك يكتئب القلب وعاقبة الفرح حزن"(ام14: 13).
فالحياة كلها سلسلة اوجاع واحزان لا يفلت منها انسان مهما عظم شانه. فرب المجد خضع لهذا الناموس العام وصرخ "نفسي حزينة جدا حتى الموت".
  1. يسوع هو المعزي الوحيد:
قال الرب "لاعزي كل النائحين. لاعطيهم جمالا عوضا عن الرماد، ودهن فرح عوضا عن النوح، ورداء تسبيح عوضا عن الروح اليائسة"(اش61: 3)
في معجزة اقامة ابن ارملة نايين تراءف يسوع دون ان يساله احد. راى الجميع يتنهدون ويبكون فتحنن. من مثله يقدر ان يرثي؟ يقول المرتل "عند كثرة همومي في داخلي تعزياتك يا رب تلذذ نفسي"(مز94) وقال اشعياء "ترنمي ايتها السموات وابتهجي ايتها الارض. لتشد الجبال بالترنم لان الرب قد عزى شعبه، وعلى بائسيه يترحم"(اش49: 13).
  1. يسوع يقيم من موت الخطية:
الخطية مرض يفسد كل قوى الانسان، ويعطل عمل العقل والقلب والحواس والضمير. قال النبي "كل القلب مريض وكل الراس سقيم ليس فيه صحة بل جرح .. "(اش1: 6).
فنفس الخاطئ ميتة لانها في حال الجهل التام. كما ان الميت لا يدري بما يجري حوله، هكذا الخاطئ لا يدري شيئا عما يدبره الله لخلاصه ونجاته. عينا الميت لا تنظر واذناه لا تسمع، ولسانه لا بنطق، وقلبه لا يخفق، هكذا الخاطئ مهما سطع نور الانجيل باهرا فهو لا يراه، ومهما رنّ صوت البشارة عاليا فهو لا يسمعه.
قال ابراهيم عن سارة لبني حث "لادفن ميتي من امام عيني". كانه لم يعد يطيق مجرد النظر اليها. وهكذا حال الخطية فانها نزعت من الانسان جماله الاصلي.