الجمعة، 2 أغسطس 2019

مزمور 104 - في حمد اله الخليقة كلها

هذا المزمور من ابرز الفصول الكتابية في وصف مجد العالم الطبيعي. وهو يقف على قدم المساواة مع اي38 و39. انظر ايضا مز8 و29 وحب3. ويمكن اعتبارره وصفا شعريا للاصحاح الاول من سفر التكوين وهو يتكون من 3 اجزاء: 

اولا- الوصف (1-23): 
هذا العرض للدائرة الخارجية من الحياة يتناول 5 نواح هي جلال الرب وقوته (1-4) البحر واليابسة (5-9) انشا موارد المياه (10-13) اعداد الطعام والوسائل الطبيعية لتامين حياة وسكن الانسان (14-18) واخيرا ترتيب دورة الحياة والفصول (19-23). 
هناك 3 مبادئ يرتكز عليها هذا الوصف. الاول، هو الكمال او التمام. فمثلا تشبع الارض من ثمر اعمال الرب بنفس المعنى الذي به تنمو الاشجار التي غرسها الرب في لبنان نموا كاملا. وارواء ظما الحيوانات (11) وتمتع الشخص السليم بالطعام (15) . وما يشعر به الوبار بين الصخور من امن (18) واللقلق في السرو والأسود في مرابضها . كل هذى ترديد لصدى الكمال الالهي الذي يعبر عنه بقوله "اللابس النور كثوب" وهذا يقابل الغمر العميق الذي كان يغطي الارض في بدء القصيدة. هذا الفكر قد يشير الى الطوفان لكن بما ان كثيرا ما تعبر الخليقة كثوب يعلن عن الرب غير المنظور رو1: 20 ومع ذلك يغطي بعض مجده. 

المبدا الثاني – مبدا النشاط والاسال فكثلا يبسط الرب باستمرار سمواته (حتى تطوى يوما مز102: 26) ويمشي على الرياح (3) ويرسل ملائكته الى ابعد المسافات كالرياح وبسرعة كالنار الملتهبة (14) وينتهر المياه فتهرب ويفجر الينابيع حتى تغطى الارض (10) والعشب النامي والحيوانات السريعة الحركة وطواف الحيوانات ليلا (20) وخروج العمال ودخولهم يوميا (23) كل هذه تعكس مبدا النشاط. 

المبدا الثالث، حياة الانسان ترتبط مع الحيوانات لكنها اسمى منها. فان كان الشمس تشرق وتغرب فذلك لتحديد فترة عمله اليومي. وان كانت البرية تنتج طعاما فلكي تفرح قلبه. 

التأمل (24-30): 
يتحول المرنم كم دائرة الظواهر الطبيعية الى الفلسفة فيهتف اولا بكثرة اعمال الله وتنوعها، ثم بعظمة الحكمة الالهية. 

ويؤثر فيه بشكل خاص البحر "لوياثان" الدلافين او الحيتان. كل المخلوقات تعتمد على الله في طعامها وتجديد نوعها للجيل القادم. طلها خلقها روح الله الذي يجدد باستمرار حياة الارض. 

العبادة (31-35): 
اخيرا يتحول المرنم الى اختباره الشخصي. ان بيئته (1-23) وتقييمه لها (24-30) غير كاملين في ذاتهما. فاشد اعمال الله ثباتا تزول كدخان (اي26: 7-14). اذا فليبد الخطاة فلا يبق شئ يغضب الرب. والكلمة الاخيرة "هللويا" لم ترد من قبل في سفر المزامير.