هذا المزمور هو الثاني من الترانيم الاربعة العظمى التي تسرد تاريخ شعب الله (مز78 و106 و126). لاحظ التكرار الدائم للضمير "هو" الذي ورد اكثر من 40 مرة سواءا ظاهر او مستتر في الاعداد 5-45.
وقد عنى المرنم خاصة بالخطة التي نمى بها الشعب من جماعة ضعيفة الى شعب اله الذي لم تسنطع ان تقاومه امة ولا قوة ولم تفقه في الفرح او تضاهيه في مبادئ الحياة القويمة. بمعى اخر كان المرنم يوجه المسبيين الى تاريخهم السابق الذ كان مشرقا بالامل. لاحظ ان ال 15 عددا الاولى موجودة في النشيد الذي قيل اثناء عودة التابوت الى اورشليم (1اي16: 8-22).
دعوة للعبادة (1-4):
غنوا قد تعني نظموا لحنا. الفكر يتحول من الشهادة الى العبادة في عددي 3 و4.
عهد الله (5-15):
"ملوكا"(ت12 و21) "مسحاتئ" اي مفروزين قارن مع اش61: 1.
"انبيائي”(تك20: 7). ولاحظ نبوة يعقوب (تك48: 19).
يوسف والاقامة في مصر (16-24)
لاحظ ان الرب هو الذي "دعا بالجوع" مما ادى الى تقلد يوسف السلطان.
موسى وانقاذهم (25-38)حوّل قلوبهم" تظهر قدرة الله الفائقة وغرضه الأسمى . ان الرب لم ينشئ هذا، بل هذا حدث فسمح به ضمن خطة لتحقيق غرضه الرئيسي لكل البشر عن طريق شعبه.
وتعاقب الضربات يختلف عن سفر الخروج لا ن غاية الكرنم الاساسية كانت ترمي لاظهار قوة عمل ارادة الله. لذلك نراه يترك الثماني ضربات الاولى وينكلم فورا عن الضربات التي جعلت المصريون يذعنون لمطالب الله. ويلاحظ ان سفر الحكمة يتوسع في وصف ضربة الظلام (حك17). ويلخص المرنم بعد ذلك الضربات السابقة لكنه يترك الضربتين الخامسة والسادسة، ويضع الرابعة قبل الثالثة. فالنيل الذي جلب الحياة جلب الموت. علاوة على هذا فمظاهر الحياة الاجتماعية التي تشير اليها "مخادع ملوكهم" فاضت بالمكروه. ثانيا، نفس مادة الحياة تافهة كالتراب وقصيرة العمر كحياة حشرة (اي13: 28-14: 2). ثالثا يتركز عماد الحياة البشرية حول انتاج الطعام لكن اللعنة الاصلية تضاعفت بارسال سيف "نار ملتهبة" فاحرق الكروم وشجر التين وجاء الجراد يزحف كالحية فسلبت الانسان محصوله العتيد. ان نواحي الجدب الطبيعي كانت تمهيدا للموضوع الاخير – الموت (36).
عناية الله بشعبه (39-41)
واضح ان المعجزات الثلاثة (خر13: 21 و 16: 4 و 17: 6) قد اختيرت لتقابل الثلاث مجموعات الرئيسية من الضربات .
"بسط سحابا" كما كانت سحب الدراد والنار مدمرة لمصر. "السلوى والمن" كانت وسائل للحياة مقابل الذياب والبعوض عنوانا للخراب. "فجرا عينا " كانت نيلا مجازيا (1كو10: 4 ويو7 39)
سبب هذا العمل العجيب (42-45) :
يختم بترديد صدى روح العبادة الذي اشار اليه في الاعداد الافتتاحية. ولكنه يمزج معها اختبارا غنيا. لقد ذطر الله عهده واخرج شعبه بترنم ولكن ربما تكون هناك اشارة الى اش51: 11.