السبت، 3 أغسطس 2019

مزمور 107 - ترنيمة المفديين


يستهل الكتاب الخامس والاخير من سفري المزامير بقصيدة تنتمي الى مجموعة تاريخية تتعلق بالماضي كان المزمور السابق مثلا رائعا لها . والمزامير التاريخية البارزة هي كزامير 78 و105-107 و 135-136. انظر ايضا اجزاء من مزامير 44 و48 و68 و74 و77و80 و81 و83 و89 و95-100 و114. كل هذه المزامير – باستثناء 83 و89 تتطلع الى الماضي بذكريات الخلاص من عبودية مصر.
ويختص مزمور 107 باول فترة ما بعد السبي. وهذا واضح في عددي 2 و3 خصوصا وان عبارة "مفديو الرب" يبدو انها مقتبسة من اشعياء. فضلا عن ذلك فان الاعداد التمهيدية متصلة بالصلاة الواردة في مز106: 47 اي ان تلك الصلاة استجيبت.
ع4-32 تحتوي 4 صور مختلفة من المناظر لكنها منشابهة في النموذج . وهذا الجزء يمكن تقسيمه كما يلي : 4-9 و10-16 – 17-21 واخيرا 32-32.
هذه المصنفات الاربعة تطوي على ماساة الحياة ونصرتها او خلاص الرب. هي تصور رحلات سائح و سجن ومرض نفس ينذر بالموت و بحر هائج يهدد بالغرق. وراى بعضهم فيها اشارة الى الاختبارات التي جاز فيها الاباء. رحلات ابراهيم اع7: 5 واسر اسحق وعماه تك22: 9 و27: 1 وحزن يعقوب تك37: 34 وسفر يوسف الى مصر تك40: 15 و45: 7. ولا يمكن اغفال كطابقة هذه الافكار الاربعة لقصة العهد الجديد وتعليمه. وفي الحقيقة لقد اختار المرنم 4 مجازات للحقيقة التي تتكرر مرارا .
والمقطع الخامس 33-43 يكون قسما قائما بذاته، يختلف في تركيبه عن الصور الاربعة السابقة، وموضوعها ليست حاجة الانسان، بل السيادة الالهية؟ مع انه يظهر في هذا الجزء عودة الى مشاهد عدد 4-9 الا ان المرنم يظهر في الحقيقة انه يعالج ظاهرة السبي. لكنها يستعمل تشبيهات الخروج لانها لا يمكن ان تمحى ولا تختفي.
لاحظ انه في هذا الجزء الاخير يصف نشاط الله في 4 دوائر هي: الطبيعة – التاريخ – الحزن والالم – التعجب. لكن لا يوجد انعكاس دقيق للصور الاربع السابقة وهي: البرية – السجن – المرض – البحر. اما اولا فهناك لعنة للارض المثمرة 33 و34 تتلوها استعادة طبيعية 35-38 يعقب ذلك اضطراب وحزن 39-40 واخيرا رد روحي اما رمزيا كما في مز40 و71 او قوميا كما في اش65: 9 و10 وليس من الواضح اذا كان يمكن افتراض ترتيب زمني دقيق هنا. انما يبدو ان المرنم ادرك ان السبي والرجوع منه ملخصا لناريخ الامة .