الخميس، 9 فبراير 2017

انتاج الافلام



هناك سؤال مطروح في مجال السينما عامة وهو: الى اي مدى يكون تصوير الامور المشينة في الاعمال الفنية امرا غير مقبول فنيا؟
ونقول ان هناك مشاهد في كثير من الافلام ليست فقط تعد اسفافا فنيا بل وتعتبر شرا او جرما يجب ان يقع تحت طائلة القانون؟

والسؤال التالي الذي يجب ان يسأل هو: إلى أي درجة تعتبر الجهات المسئولة عن انتاج الأفلام مسؤولة عن ذلك؟ 
في احد الايام كنت اشاهد فيلما جيدا حين تخللته عبارات سباب - انه شعور مريع، وربما أقرب إلى تناولك لقرن فلفل من النوع الحار. إن السؤال الذي اضعه للنقاش هو ما إذا كان الممثل يقع تحت طائلة المسؤولية الأخلاقية عن الخطايا التي يصورها او يجسدها على الشاشة؟
 ارجو ان تلاحظوا، انني لا احاول الإجابة على السؤال: إلى أي درجة يعتبر تصوير الخطيئة في الأفلام خطية؟ فقط ما اجيب عنه هو ما إذا كان الممثلون أنفسهم مخطئون او لا.
أول شيء أريد أن اتجنبه هو التبرير الذي يقدمه البعض "انه مجرد تمثيل"، وبالتالي فإن الجهات المنتجة للفيلم لا تتعرض للمساءلة عن أي شيء. هذا لم يكن أبدا إجابة مقبولة بقدر ما أشعر بالقلق، لأنه يمكن تقديم العذر نفسه عن الجهات المنتجة للأفلام الإباحية. 
أعتقد أنه من المفيد تصنيف أنواع الخطايا التي يمكن أن تصور في السينما: في المقام الأول، لدينا الجرائم التي يمكن محاكاتها ببراءة، وهي جرائم التي يمكن تصويرها دون القيام بالفعل. تتم عندما يظهر الممثل وهو يرتكب جريمة في الفيلم والتي ستكون جريمة بالفعل في الحياة الحقيقية، ولكنها بسبب الوضع والظروف، وما إلى ذلك ليست خطية فعلية يقع فيها الممثل. على سبيل المثال السطو على بنك حين يصور في الأفلام. قيام شخص بالقيام بما هو محاكاة في الأفلام في الحياة الحقيقية، سيكون خطية خطيرة. ولكن لأن الممثل لا يسطو على بنك حقيقي ولكنه يؤدي ما في النص، لأن الذي يسرق ليس موظفين حقيقي في البنك كما أن المال الذي يسرق ليس مالا حقيقيا.
ويمكن أن يقال الشيء نفسه بالنسبة لمشاهد تحتوي على "قتل" على الشاشة – لأنه لا يقتل أحدا في الواقع، وكذا تعبيرات الغضب أو الحقد؛ يمكن محاكاة هذه الأنواع من الخطايا دون أن ترتكب فعلا. وأعتقد أنه سيكون من السهل أن نقول بعد ذلك أن الممثلين يمكنهم محاكاة هذه الأنواع من السلوكيات دون أن يعتبروا متهمين بارتكاب جريمة.
ليس خطية بسيطة او يمكن ان نستهين بها او نبررها مثلا رجل يسب او يلفظ لفظ خارج بعد أن دق إبهامه بمطرقة او اي كلمات تجديف تكتب في السيناريو، لعدة أسباب:
1) هذا اللفظ سبق كتابته في السكربت، والتدرب عليه في البروفات مع التعمد قوله، ​​على عكس الحالة الأخيرة حيث الرجل ببساطة صدر منه لفظ خارج بسبب الألم.
2) كلمات السباب المكتوبة في السيناريو خطية ابشع او أسوأ لأن الممثل يأخذ المال عن القيام بدوره.

وما ذكر عن كلمات السباب او الالفاظ الخارجة يمكن ان ينطبق على باقي الخطايا التي يتم تصويرها في افلام، وتهبط بالذوق العام للناس، وتعلم الاجيال الصغيرة هذه الالفاظ وهذه الافعال المشينة، وربما يحتج المخرج بأنه انما يصور الواقع. والحقيقة انه انما يسئ الى الواقع، بأن يجعل ما يقدمه من اسفاف يبدو وكأنه هو الشائع، وهذا ما يمكن ان تكون الفئات العمرية الصغيرة غير مدركة له و لا تعرفه. 
هل الاسفاف يعتبر فنا؟  طبعا لا، لابد من مراعاة الهدف الراقي في كل الاحوال.