السبت، 25 فبراير 2017

بيتي بينت الصلاة يدعى


شيد هيكل سليمان على جبل صهيون في اورشليم. شيد من الرخام الابيض المغطى بالذهب. وكان يقال ان احدا لم يجرؤ على النظر للهيكل لحظة سطوع الشمس عليه بسبب البريق الشديد الذي كان ينعكس منه. وتعتبر نظرة المسيح للهيكل هامة جدا، فقد كان يحترم الهيكل، ولكنه على الصعيد الاخر كان يوليه اهمية مؤقتة. فنسمعه يقول عن الهيكل "بيت الله"(مت12: 4 ويو2: 16).، ولكنه يقول ايضا انه سيهدم سريعا (مت24: 2). وهو ما تحقق في عام 70م عندما جاء تيطس الروماني الى اورشليم وهدم كل شئ فيها. ويقال ان حرارة النيران جعلت الذهب الموجود في الهيكل ينصهر. وفي سعي الجنود الرومان للحصول عليه، اصدرت السلطات الرومانية امرا بهدم كل حجر موجود في الهيكل، الامر الذي تنبأ المسيح بحدوثه قبل اكثر من 30 عاما. فقد قال "انه لا يترك ههنا حجر على حجر لا ينقض"(مت24: 2).
وفي مناسبتين مختلفتين طهر المسيح الهيكل. كان على كل يهودي ان يدفع جزية الهيكل لتمويل العبادة المستمرة فيه. وكانت قيمة الجزية نصف شاقل وتعادل اجرة يومين. وكان مسموحا في فلسطين بتداول جميع العملات، ولكن لابد ان تدفع جزية الهيكل بالشاقل الجليلي او بشاقل الهيكل. اما بقية العملات فكانت مرفوضة باعتبارها نجسة.
كان الحجاج يجيئون من كل مكان في العالم، ويقدر عددهم بنحو مليوني شخص، للاحتفال بالفصح. كانوا يجيئون حاملين معهم عملات بلادهم ، فيغيرونها في ساحة الهيكل من الصيارفة.. وكان تغيير العملة يحدث فيه سلب ونهب للوافدين من بلاد غريبة.
وكان في الهيكل باعة حمام واغنام وثيران، فقام المسؤولون عن الهيكل  بتعيين اشخاص للكشف على الحيوانات والطيور وكانوا يرفضون الذبيحة التي يحضرها المتعبد من خارج ساحة الهيكل، بحجة ان بها عيب، فكان لابد للمتعبد ان يشتري الذبيحة من الباعة الموجودين في ساحة الهيكل، وهنا كان الاستغلال في ابشع صورة، حيث كان ثمن الذبيحة عشرين ضعفا.

كان معظم الحجاج الذين يسافرون للاحتفال بالفصح من بلاد الامم، فلم يكن مسموحا لهم الا بدخول الساحة الخارجية للهيكل وهي ساحة الامم، حيث كان يتم تغيير العملة وبيع الذبائح، فبدلا من ان يلتقي هذا الاممي باله اليهود في هيكله، كان يتقابل مع كل انواع هذا الفساد الديني. لذا فقد وبخ المسيح رؤساء الكهنة قائلاعن الهيكل انه ينبغي ان يكون بيتا للصلاة لكل الامم.