الجمعة، 24 سبتمبر 2021

تذكار نياحة القديس اغاثون العمودي

اليوم الجمعة ٢٤ سبتمبر ١٤ توت. تذكارات:

١- القديس اغاثون العمودي (التذكار الاصلي)

٢- شهادة القديس فيلكس واخته  و٣ اخرين من الفرقة الطيبية.


والقراءات كلها تدور حول القديس اغاثون العمودي وهو من القديسين الذين ارتبطت سيرتهم بطقس الوحدة تمثلا بالقديس سمعان العمودي الذي توحد فوق احد الاعمدة ( جبال او صخور شديدة الانحدار تشبه الاعمدة وهي منتشرة في نواحي سوريا وارمينيا وشمال العراق). وتعيد الكنيسة بتذكار نقل اعضاءه  من انطاكية الى القسطنطينية في احتفال عظيم يوم ٣ مسرى.


الموضوع: تضع الكنيسة قراءات بها كلمات مثل صخرة.. برج .. كموضوع لتأملنا في هذا اليوم لنقترب من سيرة القديس الذي فضل سكنى الصخور والاماكن المرتفعة عن الحياة في العالم.


مزمور عشية

(مز٣٩: ٣):

"اقام على صخرة رجلي".. الصخر يرمز للرب "هو الصخر الكامل صنيعه... (التثنية ٣٢: ٤). بل انه هو الصخرة الحقيقية "لأنه من هو إله غير الرب؟ ومن هو صخرة سوى إلهنا؟. (المزامير ١٨: ٣١).

"جعل في فمي ترنيمة جديدة. سبحا لالهنا". عاش القديس اغاثون ومن قبله سمعان حياة الوحدة الدائمة والتسبيح غير المتقطع فشابه الملائكة في سيرته.

انجيل عشية

(مت٧: ٢٢-٢٥):

".. بنى بيته على الصخر". هنا ايضا نسمع عن الصخر في مثل الرجل العاقل الذي بنى بيته على الصخر، اي على ايمانه وثقته في الله، وعلى اساس طاعة وصاياه التي تمثل اساس الحياة الفضلى.


مزمور باكر

(مز٨٨: ١٦،١٣):

"يرتفع قرنه .." القرن يمثل القوة، وذلك بتعبيرات ساكني المناطق الرعوية. وهنا نجد في كلمة "يرتفع قرنه" ما يرفع انظارنا الى حياة القديسين التي سمت عن الارضيات، حتى انهم احبوا سكنى الجبال والمغائر. 

"حينئذ قلت اني وضعت عونا على القوي..". هنا الله يتحدث ويعلن انه منح المعونة للقوي وهو داود الذي مسح ملكا، وهو ايضا كل مؤمن لان اولاد الله دائما اقوياء مثلما يقول الوحي " كتبت إليكم أيها الأحداث، لأنكم أقوياء.. (١ يوحنا ٢: ١٤).


انجيل باكر

(لو١٣: ٢٣-٣٠):

"يا رب اقليلون هم الذين يخلصون؟..". هذا السؤال كان يشغل فكر التلاميذ. وكانت إجابة الرب لهم "اجتهدوا انتم ان تدخلوا.. ". ليس من الحكمة ان نسعى لمعرفة امور لا تفيدنا في خلاص انفسنا.. وكان مسعى القديسين هو خلاص النفس ففي قصة القديس ارسانيوس سمع صوت (اخرج من العالم وانت تخلص).


البولس

(١كو٣: ١-٨)؛

"كاطفال في المسيح.. ". لم يقصد الرسول بالطفولة هنا البساطة التي اوصانا بها الرب حين قال"ان لم ترجعوا وتصيروا مثل الاطفال فلن تدخلوا ملكوت السموات". بل كان يقصد انهم ما زالوا في ضعف الاطفال او مستوى ادراكهم المنخفض او عدم نضجهم، ومع ذلك فقد تعامل معهم بحسب ما يقتضيه مستواهم الروحي المتدني جدا، وذلك على رجاء نموهم وبلوغهم الى قامة المسيح يوما ما. فلنتطلع ونطلب بجد ان يكون لنا قامة المسيح.

"كل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه.". لاحظ انه لم يقل (حسب عمله) بل (حسب تعبه) ، الوحي يحثنا على نبذ محبة الباب الواسع والراحة والكسل. الله لا يطالبنا فقط بالعمل ولكن بمستوى اعلى هو (العمل حتى التعب او الجهاد). 


الكاثوليكون

(١بط١:١-٨):

"قدموا في ايمانكم فضيلة وفي الفضيلة معرفة.. الخ". بالحقيقة كانت حياة القديس اغاثون العمودي مزينة بكل الفضائل وممتزجة بالمعرفة. تبدأ سلسلة الفضائل بالايمان وتنتهي بالمحبة. فالايمان هو الاساس (١ كورنثوس ٣: ١١), والمحبة هي المنتهى او الكمال او القمة (١يوحنا٤: ١٨). وكأنها بناء عال من طوابق تبنى فوق بعضها.


الابركسيس

(اع١٥: ١٣-٢٩):

يتناول الفصل ذكر مجمع اورشليم وفيه اكد اباؤنا الرسل ان الخلاص من خلال الايمان بالمسبح وليس بممارسة الطقوس اليهودية. كما نرى حكمتهم في قولهم "لا يثقل على الراجعين الى الله من الامم" فهم لم يفعلوا مثل الكتبة والفريسيين الذين كانوا "يحملون الناس احمالا ثقيلة"(مت٢٣) لا تناسب مستواهم وقدراتهم. عرف الرسل ان يتدرجوا مع "الراجعين الى الله من الامم" مثلما يعامل الاباء ابناءهم الصغار بدون قسوة  لئلا يفشلوا.. (كولوسي ٣: ٢١)


مزمور القداس

(مز٦٠: ١-٢):

"على الصخرة رفعتني وارشدتني.". داود كتب هذا المزمور وهو هارب من وجه ابنه ابشالوم. و لأنه خرج من  ملكه ذليلاً مهاناً وعبر نهر الأردن للناحية الثانية . والصخرة (الجبل) كانت في حياة القديسين تمثل السمو و الارتفاع عن مستوى الارضيات.. وايضا تمثل الارشاد، لانه الوقوف في مستو عال يمكن الانسان من مراقبة الاعداء وهم مقبلين. 

"صرت رجائي". فالقديس اغاثون العمودي وكل القديسين عاشوا "منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح"(تيطس ٢: ١٣).

"برجا حصينا". البرج ايضا يذكرنا بالارتقاء والارتفاع عن مستوى الارض والمادة. وهو يستخدم قديما لمراقبة مجئ العدو لاتخاذ الحيطة والحذر.


انجيل القداس

(لو١٤: ٢٥-٣٥):

"من منكم وهو يريد ان يبني برجا..". ربما يرمز البرج لحياة الانسان عموما او اي عمل او مشروع يربد القيام به. وكلمة برج تذكرنا بالصخور المرتفعة التي تحدث عنها المزمور، والتي اشتاق لتسلقها والاحتماء فيها.

ومثلما نتأمل في الصخور والابراج ومتعة السكنى بعيدا عن ضوضاء العالم، علينا ان نلتفت الى تحذير المسبح في هذا المثل. فقد تكون البداية بشكل بريق من المجد، لكن سرعان ما يخبو هذا البريق؛ وفي هذه الحال سيكونون محطّ سخرية الناظرين لأنهم ابتدأوا حسنًا لكي ينتهوا بشكل معيب. والعالم لا يكنّ إلاّ مشاعر الاحتقار لأولئك المسيحيين أصحاب القلوب المجزَّأة. ولذلط طلب الرسول "لا يرتئي احد فوق ما ينبغي ان يرتئي"(رو١٢: ٣). فالحذر، كل الحذر من ان نقبل المسئولية المسيحية بخفَّةٍ.