الاثنين، 14 أكتوبر 2019

هوشع: ص5-10




ان الرفض للسلطة الدينية، ذلك الظاهر في قوله "كما رفضت المعرفة ارفضك انا ايضا حتى لا تكهن لي" يقصره البعض على الكهنة من بين الشعب، ولكن الكلام الافتتاحي في العدد يوحي ان الشعب بكامله مخاطب هنا بوصفه كاهنا لله (خر19: 6). هذه من ناحية ومن ناحية اخرى، يبدو ان التقريع موجه الى الكهنة في ع8، لان التورية في كلمة خطية تعني ايضا ذبيحة خطية، فهؤلاء الكهنة الجشعون الذين رغبوا في ازدياد خطايا الشعب كي تزداد حصتهم من ذبائح الخطية (لا10: 17) انما كانوا بالفعل يعيشون من خطية الشعب.
"عصاه تخبره" اشارة الى عادة وثنية من عادات العرافة بواسطة موقع عصا كانت ترمى ارضا.
"بيت اون" بدلا من "بيت ايل" تهكم .
"مكان واسع" هو البرية حيث لا يوجد مرعى. وهذاتهكم مرير فان رحاب تحررهم من الله تغدو رحاب البرية والقفر.
لان افرايم اكبر الاسباط الشمالية فان اسمه مستعمل كمرادف لاسرائيل. "مجانها" اي تروسها اي الذين هم تروس لهم احبوا الهوان. ع19 معناه ان العقاب يخطف الخطاة بجناحيه بغتة.
العظمة والمذلة :
ص5:
الخطية سيطرت عليهم بحيث فقدوا القدرة على التوبة "افعالهم لا تدعهم يرجعون الى الرب". فقمة ماساة الشعب هي انهم حينما يستعيدون القدرة على التوبة يكون الاوان قد فات (عب12: 17). "الان يأكلهم شهر"(7): ستقع عليهم الدينونة بسرعة في غضون شهر.
يدعو للضرب بالبوق (8) تحذيرا ن العقاب المقبل.
"ناقلي التخم" لا يشير نقل التخم هنا الى طغيان الاغنياء على الفقراء (اش5: 8 و مي2:2) وانما الى الحرب الارامية الافرايمية، وفي اثنائها انتهزت مملكة يهوذا ضعف المملكة الشمالية لتحقيق بعض الانتصارات السهلة.
"ارتضى ان يمضي وراء الوصية" واضح انها وصية بشرية وربما كانت مشورة باقامة العجول الذهبية في مملكة الشمال. والسبعينية تترجمها "وراء الاباطيل".
اعتراف بالتوبة سطحي (5: 15 – 6: 11):
"اذهب وارجع الى مكاني" يصرّح الله انه سيحجب حضوره حتى تحدث توبة حقيقية. (6: 1-3) كلام يضعه النبي في افواه الشعب. لكن هل هو تعبير عن توبة اصيلة، ام افتراض سطحي من جانب الشعب ان الله سوف ينسى ويغفر؟ ان البديل الثاني هو الاكثر احتمالا، بالنظر الى ما يتميز له كلام الشعب من عدم الاعتراف بخطيتهم، واذا اخذنا في الاعتبار ازدراء الله بصلاح الشعب في عدد4.
"يقتلون نحو شكيم" كانت شكيم احدى مدن الملجأ مما يجعل جريمة الكهنة اشد هولا وفظاعة.
ان الحصاد المعد ليعوذا (11) هو حصاد بركات لان يهوذا على عكس افرايم ستكون له بقية تكون نواة لجماعة مجددة.
فضح المآثم (7: 1-16 ا):
"كتنور محمّى من الخباز" صورة عن الاشتعال بالشهوة الحسية.. لا يوجّه النبي احتجاجه ضدساسة خارجية معينة، سواءا كانت تاييدا لاشور او تاييدا لمصر، بل ضد كون اسرائيل تبحث عن امانها في شبكة من التحالفات الخارجية عوضا عن الايمان بالهها.
"خبز ملة لم يقلب" اي احترق احد وجهيه وبقى الثاني غير ناضج. وهذا رمز الى النجاح العظيم الذي احرزه شعب الله في شؤون الحكمة الدنيوية الى حد انها احرقتهم، النجاح الذي لم يعقبه نجاح مواز له في المجال الروحي. "لا تعرف" قارن مع 2: 8 و6: 6. فمن لا يلم بطبيعة الله وسجاياه ، يفقد في اخر الامر الالمام بطبيعته وواقعه.
"بلا قلب"(11) الافضل بلا فهم. كالحمامة التي تهجر عشها فتطير على غير هدى هنا وهناك، كذلك تتقلب اسرائيل ما بين اشور ومصر، حتى تسقط اخيرا في فخ هذه السياسة الرعناء.
"حينما يولولون على مضاجعهم" بتغيير طفيف في السواكن في النص العبري نحصل على قراءة اكثر قبولا "حينا يولون على مذابحهم".
"يتجمعون" في الترجمة السبعينية "يجرّحون انفسهم" وهذه مع القراءة السابقة تذكرنا بالصورة الموصوفة في 1مل18: 28.
حصاد الزوبعة (ص8):
بيت الرب" هم اسرائيل. والادعاء "نعرفك نحن"(2) صادر عن السطحية ذاتها التي ادت الى الاعتراف المتضمن في 6: 1-3، وهو يستحضر الى الاذهان كلام الرب في لو13: 26 و27.
"قد كره اسرائيل الصلاح" اي ما هو لمصلحته فانمن لا يعرف الله" في خطر الا يعرف ما هو لخيره.
"اقاموا ملوكا وليسوا مني" يشير الى اقامة الملوك ليس بتفويض الهي وهو الانشقاق الناجم عن تأسيس المملكة الشمالية.
"قد زنخ عجلك يا سامرة"(5) على نحوادق – قد طوّح الله عجلك، وهذا هو الرد الالهي على فعل اسرائيل المذور في ع3. ع10 يفيد "اجمعهم الان فيكفّون منا قصيرا عن تأدية الجزية لملك الرؤساء". وقد حدث هذا الانقطاع المؤقت عن دفع الجزية في عهد الملك هوشع (2مل17: 4).
ان تكثير المذابح (11) كان خطية بحد ذاته بما ان الناموس نهى عنه (تث12: 5-14). ع12 يفيد ان هوشع كان ملما بمجموعة كبيرة من الشرائع المكتوبة. اما الوعيد بارجاعهم الى مصر (13) فينذر بالسبي اذ ان مصر ترمز الى النفي. اما بناء الهياكل (القصور)(14) فكان بدوره مثل اقامة المذابح (11) انتهاكا لشريعة الله.
الدينونة الحتمية (9: 1-11: 11):
يقينية السبي (ص9):
"احببت الاجرة" قارن 2: 5 وار44: 17. بات الاحتفال بعيد الحصاد فرصة لممارسة الخلاعة. ومن شان هذا ان يعطي زخما لوصف النبي خيانة الشعب للرب بالخيانة الزوجي.
"ويكذب عليهم المسطار" تماما مثلما كذبوا هم على الرب الههم. "يأكلون النجس"(3): لم يكن اكل اللحم متاحا الا بمناسبة عيد ديني، وعليه ففي اشور – حيث لا مذابح للرب – كان اللحم كله نجسا. وكان من شان شرب الخمر في مثل هذه الظروف يلوثهم بالنجاسة. ان طعامهم غير طاهر ، اذ انه بالرغم من انه يسد جوعهم "خبزهم لنفسهم" لا يليق تقديمه للرب. ثم يصل بنا العدد 5 الى قمة تعبيرية: فان كان حرمانهم من الذبيح اليومية مصدر حزن لهم، فكم بالحري سيحزنهم، وهم في السبي، ان تفوتهم اعياد الرب الكبرى. اما ع6 فيرسم صورة خراب كلي حيث سينبت الشوك فوق اطلال منازلهم المهجورة (10: 8). ثم يصوّر النبي نفسه كمن جن جنونه حزنا على اثام الشعب. ويحتمل ان تكون الاشارة الى الانبياء الزائفين، الذينهم جواسيس عند الهي، فخ صياد على جميع طرق اسرائيل. ولكن بعض الترجمات توحي بان الشعبيسعى الى ايقاع النبي في فخ حقدا وكرها لالهه.
كانت لباكورة التين قيمة خاصة. "نذروا انفسهم للخزي" اي لبعل. ع14 اما لعنة او تشفعا؟ التشفع لانه خير لهم الا يلدوا اطفالا من ان يسلموا الى الموت. "يرفضهم الهي" استئثار مؤسف بالله من قبل النبي ويعني ضمنا ان الشعب ترك الهه.
زرع وحصاد (ص10):
كلما ازدادات اسرائيل ازدهارا ازدادت استسلاما لعبادة الاصنام (1). "لا ملك لنا"(3) فترة فوضى لعدم وجود ملك. واذ يتم اولا التأسف لعدم وجود ملك يسارع النبي الى استدراك ذلك فيقول "ان كنا لا نخاف الرب فماذا عساه الملك يفعل للامة؟". ثم تلي ذلك صورة ذات حيوية رهيبة: فان اسرائيل قد حرثت حقلها انما لتتلقى في اتلامه علقم الدينونة (العلقم نبات سام).
"هناك وقفوا"(9) "هناك استمروا). فان حفدة مرتكبي تلك الجريمة المروعة لم تتبدل قلوبهم، اذ ما زالوا بعنادهم واقفين على ارض خطيتهم. والسخرية المرة التي تنضح بها الاوضاع الراهنة في اسرائيل انذاك، هي انهم، بكونهم قد ربطوا الى النير (وهذا هو المعني الضمني في قوله "ارتباطهم باثمهم")، قد ظهروا وهم يحلون محل بهائم الحمولة والعمل التي جعلوها لهم آلهة.
"اجتاز على عنقها الحسن"(11) في بعض الترجمات اشفقت على عنقها الجميل. يصف افرايم بصورة عجل مدلل يؤثر دراسة الحنطة لكونها عملا سهلا.