السبت، 16 سبتمبر 2017

ليكن نور


الظلمة لا كيان لها بذتها بل هي غياب للنور، وهكذا ايضا الشر ما هو الا غياب الخير. وكثيرا ما تتخذ الظلمة كرمز للشر.الله لم يخلق الظلمة وكذلك لم يخلق الشر. والذين يسألون لماذا خلق الله الشر، نقول لهم ان الله لم يخلق الشر، بل ان الشر وجد حين اخطأ الانسان. ومع ذلك فالله يستطيع أن يتدخّل ليحوّل الظلمة الى نور، فهو الذي قال في البدء "ليكن نور فكان نور"(تك1). الله كوّن النور وخلق الظلمة (إش 45 :7). وبالنسبة إليه لا تعود الظلمة ظلمة (أي 34 :22؛ أش 29 :15)، لأن النهار يخصّ الله والليل (مز 74 :16). و يوم مجيئه الثاني في اخر الايام سيكون ظلمة لا نورًا (عا 5 :20؛ 8 :9). 
بالمثل يحوّل الله الشر والالم والمعاناة الى خير "انتم قصدتم بي شرا اما الله فقصد به خيرا"(تك47).
الظلمة قوّة معادية تصيب الأشرار (أي 20 :26). ولكن حين يتدخّل الله، يرى الشعبُ نورًا عظيمًا (أش 9 :1). 2) العهد الجديد. عرف متّى (8 :12؛ 22 :13؛ 25 :30) الظلمة الخارجية (يهو 13؛ 2بط 2 :17). وهي تشكّل موضع العذاب للاشرار. 
في ساعة الموت، رأى يسوع قوّة الظلمة تعمل عليها (لو 22 :53). واستعاد بطرس في خطبته (أع 2 :20) نبوءة يوئيل النبي (3 :4) حيث تنقلب الشمس ظلامًا لتدلّ على نهاية الأزمنة. 
وإذ أراد يوحنا الرائي سفر الرؤيا أن يدلّ على نهاية الأزمنة، استعمل صورة الظلمة (8 :12؛ 9 :2؛ 16 :10). وفي نظر بولس، الاهتداء إلى الله هو عبور من الظلمة إلى النور (2كور 4 :6؛ رج يو 12 :46). وهو الذي سمّى الخطايا "أعمال الظلام" (رو 13 :12). وطبّق بطرس (1بط 2 :9) هذا القول على الكنيسة التي عبرت من الظلمة إلى النور العجيب. في مثوى الموتى تسود الظلمة والعتمة. وحين يخضع كل شيء للمسيح، يسود النور (أي 10 :21-22؛ مز 88 :13؛ 1كور 15 :22-28).