الخميس، 28 نوفمبر 2019

تفسير سفر راعوث


جرت احداث السفراثناء حكم القضاة الذي استمر 450 سنة (اع13 20). على انه لا نعرف بالضبط التاريخ.
تحديد زمن كتابة السفر صعب. فالسفر كتب بعد حكم القضاة (1:1) وبعد وقوع حوادث راعوث بوقت طويل، لان بعض العادات المدونة، كان قد بطل العمل بها (4: 6-8). اكثر من هذا فانه لا يمكن ان يكون السفر كتب قبل حكم داود لان هذا مذكور في تسلسل الانساب (4: 22). لذا فالغالب انه كتب اثناء حكم داود.
تضيف الترجمة العبرية انهما خالفا وصية الرب واخذا لهما امرأتين.. في الواقع لم يكن هناك نص خاص يمنع الزواج من موابية، ولو انه كان محظورا على الموابيين دخول جماعة الرب (تث23: 3).

"رجعت سلفتك الى الهتها"(15) رجوع عرفة الى مواب كان يعني العودة الى الهة مواب، فلم تترك عبادة الرب اثرا باقيا في ذهنها كما تركت في ذهن نعمان(2مل5: 17).

تعمدت راعوث ان تقسم باسم الرب دلالة على اختيارها اله اسرائيل. هذا القسم يجعل الجدل بعد ذلك عقيما ان لم يكن تجديفا.

كان سهلا ان يتحدث بوعز مع راعوث لان الاختلاف بين اللغتين كان قليلا جدا. والبرهان على ذلك ما وجد في نقوش على حجر ميشع سنة 890 ق م (2مل3: 5).
ايفة الشعير (مكيال يساوي 15 كجم) وهي كمية استطاعت راعوث ان تحملها في طرف ردائها. وهي اكثر جدا مما يستطيع امهر الملتقطين جمعه.

الالتجاء الى القانون:
لنعمى الاولوية في الرجوع الى بوعز لكنها ارتضت التنازل عن هذا الحق لصالح راعوث. 
ان اقتراحها لراعوث تبرهن لبوعز ان اختيارها قد وقع عليه ليكون وليا ، وانها استبعدت حقها من اجل راعوث. 
راعوث الان تعرف انها طرف في شعيرة دينية معترف بها (6)، وبواسطتها تسوى قضية مثل قضيتها. وكانت الشعائر الدينية يسودها الوقار والمهابة حتى ان تصرفها خلا من اي اشارة الى عدم الحشمة. هنا يلزم التاكيد بان هذه الامور انما هي لمحة من عادات لا نعرف عنها شيئا. ومن العبث ان نناقشها في ضوء عادات المدنية الحديثة.

"ابسط ذيل ثوبك" طلبا للزواج (حز16: 8 وتث22: 30).

شريعة الولي:
"الى الباب" كانت الاسوار سميكة مما يجعل الباب سردابا قصيرا يمد الناس بالظل والنسمة الباردة. وهنا كان يجتمع رجال المدينة (قارن مع تعبير الباب العالي في تركيا).
"يا فلان الفلاني" ربما كان مجهولا وربما لم يستحق الذكر لعدم اتمامه حق الولي.
"نعمي تبيع" الترجمة الاصح "نعمى .. باعت" اما ان اليمالك باع الارض قبل هجرته الى مواب ثم حلت سنة اليوبيل اثناء المجاعة فعادت ملكية الارض الى نعمى (لا25: 8) او ان الارض في السنوات العشر الاخيرة تركت في عهدة احد الاصدقاء. وكيفما كان الامر فان نعمى باعتها تحت ضغط الحاجة.
"اشتر.. فك.. لتقيم اسم الميت" وضعت شريعة الولي لمنع تحويل ملكية اي عقار الى اجنبي ولمنع انقراض اي اسرة.
"لا اقدر لئلا افد ميراثي" يقترح يوسيفوس والترجوم ان الرجل كان متزوجا ، لكن يبدو ان هذا لم يكن ليعفيه من واجبه. عدا ذلك فانه كان سيفسد ميراثه بانفاق النقود في شراء ارض يكون مآلها لمن تلدهم راعوث وليس له هو.


"سابقا" هذه الكلمة توحى بان القصة كتبت في وقت اهملت فيه التفاصيل المدونة في تث25: 5-10 وحتى في زمن القصة كان اتباع هذا القانون اتباعا جزئيا فالاتصال بالولى كان يتم بالوكيل وليس بالارملة في حفل علني. والولي نفسه يخلع نعله فلا يشنع به الجمهور كما ينص القانون. والواقع ان انتقال النعل لم يكن يدل على شئ اكثر اهانة من انتقال الارض الى الى بوعز. ربما اعطى الابن الضال حذاءا برهانا على اعادة حقه في الميراث الذي تركه. 
مع ان راحيل هي الصغرى الا انها ذكرت اولا لانها ماتت في بيت لحم.
فارص ذكر لان هذه الحادثة مثالا يناسب الحالة فيما يختص بالتزامات الولي.