الأحد، 10 نوفمبر 2019

مقدمة في سفر ناحوم

تنذر نبوة ناحوم بسقوط نينوى. بذلك تتأرخ نبوة ناحوم قبيل سقوط نينوى سنة 612 ق.م. كذلك يذكر النبي ايضا حصار نو، اي نو امون او طيبة (3: 8)، باعتبار امرا قد تم. وقد تم نهب هذه المدينة في نحو السنة 666 ق م. على يد اشوبانيبال. فلنا اذا ان نؤرخ هذه النبوة بين هاتين الحادثتين. ثم ان بيّنة يسيرة من الادلة الكتابية الداخلية توحي ان التاريخ يكمكن ان يحدد، باكثر دقة، باعتبار انها جاءت بعيد الاصلاح الذي اجراه يوشيا سنة 621 ق م ذلك ان في السفر نصا واحدا (1: 15) يوحي ان اهمية حفظ الاعياد كانت ما تزال نديّة في اذهان شعب يهوذا. فلنا اذا ان نحدد تاريخ النبوة بانها بين عامي 621 و 612 ق م. وعليه فان النبي كان معاصرا لصفنيا وحبقوق وارميا.
الاسم ناحوم يعني "تعزية" او "راحة". وفيما كانت نبوة ناحوم عن سقوط نينوى ، فان احدى النتائج المترتبة على سقوط اشور هي راحة يهوذا. وبذلك المعنى ، فان رسالة ناحوم بررت اسم لنبي. فلم يكن لديه كلام دينونة لشعبه بل كلام عزاء وحسب. وهو يعلن باسم الرب "اذللتك! لا اذلك ثانية. والان اكسر نيره عنك واقطع ربطك"(1: 12 و13).
"الالقوشي" يرى البعض ان "القوش" هي القاش تقع بين اورشليم وغزة . وبهذا يكون من نفس المنطقة التي جاء منها ميخا.

نبوته:
اول ما ينبه عليه هو "لي النقمة، انا اجازي، يقول الرب"، "الرب اله غيور ومنتقم"(1: 2) والكلمة "غيور" تعني هنا الحماسة والشعور الحاد عند اله نحو اعدائه. وقد ادرك ناحوم ان غضب الله انما يثيره الشر، فاعلن ذلك بالحاح. فان الله طويل الاناة مع البشر، لكنه بالنهاية يغضب، فيعاقب من اغاظوه. انه يضرب ضربات قاضية، وغضبه رهيب ور مفر منه. قيا له من خصم مهول، ذلك الذي يشق برماح البرق الفضاء الملبد بقتام الغيوم، ويحطم الصخور تحطيما!
اضافة الى هذا ، يفرد ناحوم خطيتين اثنتين يندد بهما. اولهما خطية القوة العسكرية الغاشمة. فمن جرّى هذا الشر، يسفك الدم انهارا، وتمحق الامم، وتدمر المؤسسات(2: 11-13). وبشان من ينتهكون على هذا النحو حرمات الحياة البشرية، يعلن النبي ان "ها انا عليك – يقول الرب".
الخطية الثانية هي التجارة المجردة من المبادئ الاخلاقية. فالتجار الذين يدفعهم النهم الى الذهب يبيعون بضائعهم في المدينة الملاى براغبي اقتناء السلع الحسنة. فلا يابهون بزوال الاخلاق واستقامة الشرف كي يجمعوا الثروات ويتمتعوا بالملذات (3: 1-4). على هذه الخطية ايضا ، يطلق حكم الدينونة ببساطة "ها انا ذا عليك – يقول رب الجنود"(3: 5).
الا ان ناحوم يعلن لشعبه اسرائيل ان حاملي البشرى اين اليهم. وتعبيرا عن شكرهم لله سيحفظون اعيادهم ويؤدون واجباتهم الدينية بكل دقة ((1: 15).
تسيطر على ناحوم فكرة واحدة "يجب تدمير نينوى". فنظره شاخص الى نينوى وخطاياها. لا يدعو الى رجعة الى البر سواءا فردية او قومية، بل الى حفظ الاعياد الدينية، كما يفعل عاموس (عا4: 4و5). ولا يسعى الى ربح شعبه برقة ميخا (مي4: 3). كما لا يعلن الرحمة لجكيع الناس، حتى لاهل نينوى كما في سفر يونان.
الا انه ولو ان رسالة ناحوم محدودة، تبقى مكانته بين الانبياء ثابتة. فتاريخ كتابة نبوته يعيننا على تفسير افتقاره الظاهري في الاهتمام بخطايا شعبه الخاص، وامساكه عن ارشادهم الىفروضهم الخلقية والدينية، وما يبدو عليه من غياب المحبة نحو نينوى.
فاذا كانت النبوة قد كتبت قبيل سقو نينوى سنة 612 ق م  فان وقتا طويلا م يكن قد مضى على اصلاحات يوشيا (سنة 621 ق م). صحيح ان ارميا راىان الاصلاحات لم تكن كافية، ولكن ربما كان ناحوم قد شعر ان الامة باتت الان على الطريق المستقيم. 
حسنا دعيت نبوة ناحوم "صرخة ضمير غاضب". فهي توكيد على ان العدالة لابد ان تسود. وان كانت نبوته هي نبوة "الفكرة الواحدة" فهو على الاقل يقدمها بقوة وفاعلية تامة.
***
اقسام السفر:
عنوان السفر

قصيدة مرتبة ابجديا
عقاب الاعداء
صور ثلاثية 
الحصار
النهب
الهزيمة
نشيد حرب
شر نينوى
مقارنة مع مصر
خراب لا قيام بعده