السبت، 14 أغسطس 2021

وحي مصر

وحي مصر
فيما ندرس اصحاحي اش19 و20 لن يخفى علينا ان نرى يد الله الممدودة على هذه المملكة التي كانت متكبرة ومتعجرفة وهذا ظهر في استعبادها لشعب الله عبودية مرة. ومع ان مصر ، زمن تنبوء اشعياء ، كانت متحالفة مع يهوذا ظاهريا، فقد تبين انها غير جديرة بالثقة اطلاقا عندما احتاج احاز معونتها ومن بعده حزقيا، لصد الهجوم الاشوري.
يجوز تلخيص عبرة التاريخ بالاية "ما يزرعه الانسن اياه يحصد"(غلا6: 7). فعلى مدار التاريخ بركات الله استقرت الامم العادلة الساعية وراء البر، وحلت احكام الدينونة بالامم التي اتبعت الشر.  فاننا نعل ان مصر خاضت انذاك غمار حرب اهلية "اهيج مصريين على مصريين"، حتى ان فرعون كان عاجزا عن السيطرة على الاوضاع، او اقله على الجيش المصري. ونتيجة لذلك اطاحت سلالته واقيمت عدة دويلات مستقلة، الى ان قام ملك واستطاع توحيدها في مملكة واحدة ويجب الا يفوتنا ان مصر كانت في بادئ الامر خالصة للايمان بالله الواحد. الا ان ما جاء في رو1 حدث ان ارتدوا بعيدا عن الله وعبدوا المخلوق، فاقاموا الاصنام الشبيهة بالبشر في بادئ الامر وبعد ذلك الهوا الطيور كابي منجل والدواب كالثور البيس والهر كالالة بوبيستة، ثم انحطوا الى عبادة الزواحف كالتمساح والافعى والحشرات كالخنفساء.
يظهر الرب في الايت الاولى وكانه راكب في مركبته الالهية وهابط من السماء لمعاقبة هذه الامة الاثمة.
نفذ صبر الله على مصر اخيرا. فهو بنفسه سيتعامل مع الهتها الزائفة ليفضح عجزها عن الانقاذ واذ يلجاون اليها يكتشفون عجزها "ويذوب قلب مصر"ويتحولون في ياسهم صوب المدعين باستحضار ارواح الموتى ، صوب العرافين واذ لا يرعى المصريون بعد مهابة ملكهم ، تتمرد عليه مدينة تلو الاخرى، فتقوم دويلات متطاحنة.
في اعقاب بعض سنى الحرب يدون التاريخ قيام رئيس طاغية عرف باسم ساميتيخوس، "اقيم عليهم مولى قاس". قد يثار تساؤل حول وجوب تعاقب الاحداث فوريا. اذ راى بعضهم ان هذه النبوة تتطلع الى يوم تضعف مصر حتى تصبح عاجزة عن صد الفتوحات العربية ومن بعدها الاتراك. كم ان المولى القاس" لا يشير الى فرد معين بل الى توالي الرؤساء الاتراك.
اما الايات من 5-10 فتتحدث عن تدمير جميع المؤسسات التجارية والاقتصادية التي كانت تفاخر بها مصر. وتشهد القرون التالية عن صدق النبوة، فقد تلاشت اعمال الصيد الضخمة وانقطع النيل الذي كان زاخرا بالسمك. وبعد ان كانت مصر فيما مضى مركزا لصناعة ورق البردي  لم يعد ينمو على ضفاف النيل بكميات وافرة. ومن المعروف ان الاقمشة المصرية كانت تصدر الى جميع البلدان المتمدنة، توقفت كليا بالتقريب.
ع11-15:
تصور النبوة حالة ركود تجاري وحيرة سياسية عظيمين، عندما يتبين عجز مستشاري فرعون في تصريف الشئوة كما ينبغي. فلم تقدم نصائحهم حلا للمشكلات التي كات تواجه الامة. فعبثا حاول رؤساء صوعن(تانيس العاصمة القديمة)لا ورؤساء نوف (ممفيس) وسبب اخفاقهم يبرز في الايات الختامية للاصحاح ، انهم رفضوا الالتجاء للمخلص الوحيد اله اسرائيل، لذلك كانوا اشبه بالسكارى "سيطر عليهم روح غي" اي ضلال. مصر رمز للعالم الشرير، ذلك النظام الذي استعبد شعب الله، ولم يتحسن العالم منذاك "الناس الاشرار المزورين سيتقدمون الى اردا ضالين ومضلين"(2تي3: 13)
ع16-17
تطالعنا 5 مقاطع كل منها يبدا بالقول "في ذلك اليوم" ولذلك فجميعها تتطلع الى يوم الرب، يوم نصرته.
راينا اسرائيل يعودون الى مصر (في عدم ايمان) الامر الذي يبدو مرعبا لمصر.. ولسنا نرى هنا الا خوف مصر ،كما في القديم، من تكاثر الاسرائيلين والاستقواء عليهم. الا ان البابليين كانوا قد سبوا يهوذا.
ع18:
يرى المفسرون انها اشارة الى هجرة كثير من اليهود الى ارض مصر. ويفيدنا التاريخ انه جاء يوم كان اليهود يقطنون حيين من 5 احياء هي قوام الاسكندرية. واقيمت المجامع والتالي ليس غريبا ان نجد "لغة كنعان" وان كنا نرى ان لغة كنعان هي لغة السماء حين تصبح مصر للسيح.
ع19 -22:
من المؤكد ان المخلص الذي سيرسل الى مصر هو الرب يسوع. فقد اتى اليها طفلا وتكسرت اوثان مصر .
ع28:
يشير لى يوم تقوم معاملات تجارية بين البلدين – وستعرفان مصر واشور – مع اسرائيل – بانهما شعب الله (اش35: 8-10) فعندئذ يؤتى بهاتين القوتين المتحاربتين فيما مضى الى ملء البركة على حد ما رى في العددين التاليين 
ع24-25:
نرى اليهود والامم يتمتعون ببركات الملكوت يوم يكون الرب نفسه الحكم على العالم.
اش20:
ظهر اسم سرجون مؤخرا في الانصاب المكتشفة حديثا فتايد بذلك ما دونه اشعياء. فقد تولى السلطة المطلقة لفترة قصيرة، وقد امر الله اشعياء ان يصير اية (وسيلة ايضاح) للمصريين عل المصائب التي تحل بهم. ذلك انه امره بخلع حذائه والسير معر وحاف . التعري هو التفضل اي خلع الملابس الخارجية وقد اشار الى ان المدة لم تكن حرفيا 3 سنوات وانه استبدلت ب 3 ايام
اما بقية الاصحاح فتبين ان المصريين في عجزهم سيصرخون طالبين منقذا  وهذا المنقذ سوف يستعلن بعد في يوم الرب القادم.