الثلاثاء، 4 يونيو 2019

تحديات التعليم الكنسي



يوم روحي جميل جدا في كنيسة الشهيد ابي سيفين بمنطقة حدائق القبة اليوم الثلاثاء 4 يونية والذي بدا بالقداس اﻻلهي ثم اغابي ويليه تشريف الدكتور سامح فوزي والذي عرض موضوعه الشيف حول:
تحديات التعليم بمناسبة مئوية مدارس اﻻحد
وتداولت المناقشات في اتجاهات مختلفة وبعد ذلك فترة راحة ثم مناقشات ختامية.

تعريف بالمتكلم:
دكتور سامح فوزي يعمل حاليا رئيس قطاع الإعلام والاتصال بمكتبة الإسكندرية، ويكتب بانتظام مقالات باللغتين العربية والانجليزية لعدد من الصحف والدوريات، حصل على الماجستير والدكتوراه في الإدارة العامة من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وماجستير في التنمية السياسية من جامعة ساكس ببريطانيا، وزمالة معهد التنمية والديموقراطية وحكم القانون بجامعة ستانفورد بالولايات المتحدة.

ولسامح فوزي مؤلفات عدة في: السلام اﻻجتماعي في المجتمع المصري، رأس المال الاجتماعي، التحول الديموقراطي، المواطنة، الحكم الرشيد، المساءلة والشفافية والإسلام السياسي. كما انه صدر له حديثا رواية بعنوان "حدث في برايتون". 


عنوان الندوة: رؤية مستقبلية للتعليم الكنسي
سنتناول 5 مشاكل او تحديات تواجه التعليم الديني في مصر. هي:
(1) التعليم عامة:
التعليم في مصر عامة يعاني مشاكل. عندما نجد ان هناك ازمة في التعليم الكنسي فلا نتعجب لان التعليم الكنسي جزء منه: التعليم في مصر عامة يعتمد على التلقين، غياب روح اﻻبتكار، ضعف البحث العلمي، عدم التركيز على البناء الفكري. المنتج البشري نفسه في العالم المتقدم ستجده يكتب بلغة ارقى، يناقش قضايا مختلفة، يراه الناس بزوايا مختلفة. خذوا مثلا "جامبل" رائد التعليم اﻻنجليزي. بالتأكيد ستجد انه نتاج للنظام التعليمي اﻻنجليزي، سترى هذا من خلال مؤلفاته.
التعليم الكنسي يغيب عنه روح النقد، وﻻ اقصد ثقافة التجريح والتشهير، انما امتحان اﻻفكار والممارسات. وحين تفاجئ ان هذه الروح غائبة. ﻻسباب مختلفة. اعتقادا انه يتجاوز او انه ضد روح التلمذة .. او ان اي نقد يتسبب في الهدم او ان الظروف غير ملائمة، او اﻻعتقاد بان من ينتقد متمرد ضد الكنيسة .. وﻻ يناقش لفكاره، في حين انه من الممكن ان تكون افكاره جيدة.
ماذا حصل؟
لم يحدث امتحان للافكار والممارسات عل مدار عقود، فحدث تراكم، فحدثت مشكلة. هذه المشكلات كان من الممكن ان تتعامل معها ونعالجها كما يحدث في اي مكان في العالم اذا لم نصل الى هذه المرحلة الصعبة. في التعامل مع المشكلات، اي مجتمع يريد تطوير نفسه يعطي فرصة لاي شخص ان يتكلم، هذه هي الشفافية ..
قلت ان هناك 5 مشاكل في التعليم الكنسي. وهي مشاكل تتعلق بمن ينتجوا اﻻفكار وليس من يروجوها او ينشرها. في البداية، ﻻبد ان نعرف ان عالم اﻻفكار مثل اي عالم. يبدأ بالمنتج اﻻصلي ثم تبدا هذه اﻻفكار تنزل للقاعدة الشعبية.

1) ضعف المؤسسات التعليمية:
المؤسسات التعليمية ضعيفة بمؤشرات مثل: حجم اﻻنتاج ، حجم اﻻفكار الجديدة، اتصالها بمؤسسات تعليم خارجية، الجهود فردية، ﻻ يوجد خطة، منهج، رؤية.. لم تنتج شخصيات عامة.. اذن هناك مشكلة، ويجب ان نتساءل: ما نوعية القائمين عليها. هل هم على مستوى التحديات، ما هي عدد البعثات التي سافرت للخارج، ﻻ يوجد ..
ثقافة شعبوية وﻻ يوجد بناء فكري: الفكر سطحي، يدور في فلك التعلق الشديد بالخرافات .. وتركوا الليتورجية والايمان اﻻرثوذكسي القويم.. هذا النمط من التفكير غير قائم على التكوين بل على الانفعال.

(2) غلبة النشاط اﻻجتماعي:
المجتمع مغلق والكنيسة تمثل رئة ولكن ياتي على النشاط التعليمي والروحي، الناس تقابل بعضها من غير عمق.. احدهم ظل يحدثني عن امور سيقعلها، قلت له: يجب ان تعرف ماذا يريدون. في اي دولة توزع استمارات استبيان. يجب ان تعرف مشكلات مجتمعك، اعرف مشكلات المجتمع، واﻻ ستجد الجمهور disconnectedالبابا اعطى تصريح في تويتر رائع : "ﻻ نكون عبيدا للمحمول. انه يناقش قضية مجتمع. اذا لم تعرف قضاياهم حينها ستناقش قضايا ﻻ تمسهم. اما كيف نصنع هذا الجسر. فهذا يحتاج الى اناس لهم ثقافة مختلفة. واذا لم يحدث ذلك ستجد ابسط شئ انه يقف عند مربع الحلال والحرام ولكن لن يستطيع ان يتعامل مع المشكلة.

(3) الرهبنة:
كيف تتعامل معها. الرهبنة خرجت التعليم والنسك والفضائل والقديسين واقوال اباء.. ولكن المشاكل الحالية صدمت المجتمع..
(4) اﻻنقسام:
اﻻنقسام له شكل تعليمي، تجد ان هناك فريق يحافظ على الايمان وفريق يريد ان يفرط فيه. ويحدث تراشق على وسائل التواصل اﻻجتماعي.. وميلشيات الكترونية. وفي النهاية ماذا استفدنا؟ مزيد من التشويش واﻻضطراب حتى في علاقتنا مع الكنائس اﻻخرى.

5) الصراع:
ان تتحول اﻻختلافات الى صراع في وسائل اﻻعلام، والعامة يدخلون في هذا الصراع وهم ﻻ يعرفون ابعاد القضية.
هذه هي المشاكل الخمسة:  غياب التكوين، ضعف المؤسسات التعليمية، عدم القدرة على مواجهة التغيرات ، الموقف من الرهبنة، التشاحن.

ما هو الحل؟
1- تغيير المناهج:
القضية ليست قضية مبنى بل فكر. احتاج الى دراسات .. كل الكليات والمعاهد الدينية في العالم تدرس مناهج اخرى بجوار المناهج الدينية. كامبريدج مثلا تدرس علم اجتماع وعلم نفس لتتفتح مدارك طالب اللاهوت على المجتمع وكيف يوصل رسالة دينية تعالج قضايا تهم من يخاطبه، وحتى يكون غير محصور في مساحة معينة.
2- ارسال البعثات:
 وﻻ يجب ان نخشى من تغيير افكارهم، ينقل فكر جديد اسلوب جديد والمجتمع ﻻ يتقدم اﻻ بهذاخبرة التقدم في مصر جاءت من البعثات التي ارسلها محمد علي.
نحتاج ان نستعيد مفهوم المؤتمرات العلمية: عقد مؤتمرات مثل اي معهد علمي.. مثلا مؤتمر عن الرهبنة .. تقدم فيه ابحاث .. واﻻفكار تنتقل من القاعات المعلقة الى الناس.
تناقش قضايا مستمرة.. تشجيع حركة النشر، وليس ان مجموعة من الناس تكتب كتب .. نحتاج الى باحثين من المجتمع الديني..
تطوير التعليم حالة وليس قرارات: ﻻبد ان نوجد حالة نجعل فيها الناس تهتم باﻻفكار، بالتكوين، بروح النقد، وهو ما نسميه في المجال الديني بالقدرة على اﻻفراز ، التمييز بين اﻻفكار، التعامل بروح ايجابية في التعامل مع المشكلات.

فقرة الاسئلة:
نحتاج ان نخرج اناس يقولوا ﻻ، كيف يحدث هذا وانا خائف ان ارسلهم في بعثات الى بلاد يتفير فيها تفكيرهم. وصايتي على التعليم اصبحت محدودة: يمكنه ان يدخل على الانترنت .. يجب ان اساعده ان يعرف متى يقول ﻻ ، ومتى يقول نعم – وهو بعد ذلك يختار. لكن ان اتصور انني خائف عليه . جيد ولكن الخوف ماذا يترجم. اﻻحتكاك مع ثقافات اخرى. اﻻحتكاك هو ما يعطي الوعي والخبرة واتساع افق,
فكرة ان اتصور اني خائف من تعاليم خارجية فاغلق عليه.. اﻻفضل ان اجعله على درجة من الوعي..
**
كان مستوى التعليم هو مستوى الكتاتيب. جاء البابا كيرلس الرابع ثم بعده حبيب جرجس .. كانت مدارس اﻻحد قاصرة على مرحلة التعليم اﻻبتدائي. منهج التعليم في الكنيسة يحتاج لتطوير.
**
اختلاف الاراء يشبه تملة تقف خلف الفيل وتحاول ان تصفه فتقول انه كائن ضخم له ديل بينما نملة اخرى تقف من اﻻمام وتصفه بانه كائن ضخم له ذلومة او نابين.
كلمة ختامية :
د. سامي متري مؤسس جمعية محبي التراث القبطي.
كوننا لجنة من 10 افراد. واسسنا مؤسسة فيلوباترون لترجمة تراث اﻻباءﻻن من يميز تراث اﻻنسان عن الحيوان ليس هو العقل بل ان له تاريخ.. فهو محصلة تراكم تراث .. 14 الف صفحة لو اخذنا اباء اﻻسكندرية فقط وهذا تجدونه في موسوعة "ميني". البابا كيرلس اﻻول له 2500 صفحة في ميني ولكنه ليس له اي كتابات في نيسين". وحينما سالنا عن السبب قيل لنا ﻻنه نحت الفاظ وبالتالي وجد صعوبة في ترجمته الى اليونانية. وفي نفس الوقت اخرجت طبعة امريكية لقاموس لكلمات البابا كيرلس وعندها فكرنا في ترجمة كتابات اﻻباء بالترتيب، ﻻنه كان قبل ذلك كانت هناك ترجمات لموضوعات معينة ويترك البعض اﻻخر. القرون اﻻربعة استطاعت مصر ان تصدر للعالم الفكر المسيحي والرهبنة.
بعد مجمع خليقدونية انعزلنا عن الثقافة اليونانية وقامت النزعة القومية ونشأت اللغة القبطية .. وبعد الفتح العربي ابتعدنا عن تراثنا القبطي. فاصبح الحاجة اليوم الى العودة الى التراث اليوناني والقبطي.
في هذه الفترة نشات 3 افرع: مدارس اﻻحد والمسكونية واﻻبائيات. مدارس اﻻحد انطلق بدعم البابا كيرلس الرابع وحبيب جرجس.