كانت كلها قلبا .. كانت كلها روحا..
كان لها قلب الاطفال و لا اشك مطلقا انها لو عاشت طويلا لما تركت قلب الاطفال.
انها من الذين يسيرون على الارض فيحفظون ثيابهم ناصعة البياض مهما كثرت حولهم الاوحال. و لو زججت بهم في اماكن الاثم لخرجت و طهارتها لم تمس.
كانت روحها اعلى من ان تتلوث.
كانت تعرف الخطية حسبما يوحي لها عقلها الصالح الصبياني.
كانت تحب قصص الكتاب المقدس اكثر من سواها.
كان هذا طعام لنفسها المستيقظة.
لم يؤثر بها شئ اعمق من موت ابن الله على الصليب، اعنى محبته للخطاة و بذله نفسه عنهم. و لا اشك ان ملاكا قد احصى دموعها التي ذرفتها كلما وقفت امام الصليب.
علمتنى آنا انه توجد في الحياة اشياء احسن بكثير من ارضاء النفس و اشباع الجسد. و يوما بعد يوم كان حديثها معى يرفعني .. كنت اتدرج لاصبح صالحا. جذبتني وراءها! ما هذه القوة او ما هذا التأثير المنبعث منها؟!.. لم تبذل مجهودا بل كنت اتبعها و كأنما روحها مصباح ينير لي الظلام.
انفتحت امام عيني دنيا جديدة - دنيا الروح - و بدأ يتمثل امامي رؤيا الحياة الابدية.
تحت تأثيرها راجعت الماضي مع نفسي - فكنت اشعر بخجل و خزي مما كنت اسميه حبا. كان حبا من النوع الذي يمكن ان يدنس تلك الكلمة المقدسة.