اتذكر ان تناولي الاول من الاسرار المقدسة كان باخلاص او باستعداد روحي جيد، لدرجة انني اعتقدت انني اعتليت الدرجة الاولى نحو السماء، ولكنني سرعان ما رجعت عن الطريق الروحي. على باب الكنيسة نفسه كان العالم ينتظرني بطريقه الواسع السهل المؤدي الى جهنم. وكم مرة من المرات في ايام شبابي ظهر انني ملئ بالامل ان اصير صالحا ولكني لم اصر ابدا. كانت للنعمة القدرة ان تمس قلبي، ولكن الجسد كان قويا وامسكتني الدنيا ببراثنها.. اوه، ان ذكريات انصاف الجهود هذه يصحبها ندم مرير.
اتذكر ما قاله ذلك القس في عظة ذلك القداس. كانت كلماته لها القدرة علي مس القلب. كان يومها يعظنا عن الآية التي تقول "تصالحوا مع الله". يا للحسرة لقد نسيت هذه الكلمات في وقتها. كيف امكنني ذلك؟ والان هذه الكلمات تتردد مرارا وتكرارا في ذهني. لازلت اذكر كلمات تلك العظة– ولكن لا استطيع ان استعيدها بالكامل لأن هوة عظيمة تفصل بين زمان تلك الكلمات والآن وحتى تذكري لها لا يفيدني لأنها تبدو الان خالية من التعزية والتعليم، عاجزة عن ان تمنحني سلاما. هذه الكلمات تدخل عقلي فقط اما قلبي فمغلق. ويبدو كما لو كانت هذه الكلمات جوفاء او بالحقيقة انا الاجوف الخالي ولا يملأني شئ.
"تصالحوا مع الله" ترن حولي هذه الكلمات ليست كصدى من الفردوس ولكن مثل لعنة في جهنم ... تصالحوا! .. لماذا يحتم علىّ ان اسمعها ولم يعد هناك باب للمصالحة وباب للرحمة مغلق. انه لعذاب مريع!
انني مثل ذلك الغني الذي ذكره المخلص في امثاله، اتعطش الى نقطة ماء ولكن ليس من يمنحها. ابذل جهدا مضنيا من اجل اي كلمة اتذكرها فاتألم لانني لا استطيع ان امسك بها. تتراءى لحيظة قريبة مني جدا، و عندما اريد ان آخذها لنفسي تكون قد اختفت عني. وهذا المجهود الشاق هو ايضا احد عذابات الجحيم.
ربما تفهمون الآن كيف انه من الممكن ان اتكلم عن الاشياء المتعلقة بملكوت السموات، واذكر المخلص المصلوب، واتحدث عن التوبة والايمان – لكن دون ان يمسني اي نصيب من بركاتها. اذكرها بشفتي فقط بينما يملأ الحزن قلبي. هي الان مجرد مخارج الفاظ، لا معنى لها عندي. فمثلا اعرف انه يوجد "المخلص" ولكن لا اعرفه.. انها معرفة فارغة، حتى اسمه نفسه اصبحت لا اعرفه. في الواقع لا استطيع ان اتذكر سوى اثنين. اعرف شيئا عن الآب وشيئا عن المخلص، ولكن اما كان هناك شخص ثالث يعينني ان اقول "يا ابانا" و "يا مخلصي"؟ - الذاكرة تخونني وتجعل تذكر الشئ الثالث يعذبني.
اكره نفسي الان، و اعرف انني استحق ما انا فيه من عذاب ولكن ذلك الندم لا ثمر له. توبة بلا دموع مطهرة. اما عن الايمان – فطبعا اؤمن – بل محتم علىّ ان اؤمن. ولكن ايمان ميت. ألا تؤمن الشياطين؟- بل محتم عليهم ان يؤمنوا ويقشعرّروا. في الواقع هناك ثلاثة امور اجتهد ان اعيدها الى قلبي – الايمان والرجاء والمحبة ، لكن دون جدوى.
"تصالحوا مع الله"! اي قوة كانت لهذه الكلمات عندما سمعتها لأول مرة. لقد شعرت في تلك الساعة ان غرض الانسان الوحيد في حياته على الارض ان يتصالح مع الله حتى اذا تم ذلك يهرع اليه مجتازا وادي الموت.
اتذكر ما قاله ذلك القس في عظة ذلك القداس. كانت كلماته لها القدرة علي مس القلب. كان يومها يعظنا عن الآية التي تقول "تصالحوا مع الله". يا للحسرة لقد نسيت هذه الكلمات في وقتها. كيف امكنني ذلك؟ والان هذه الكلمات تتردد مرارا وتكرارا في ذهني. لازلت اذكر كلمات تلك العظة– ولكن لا استطيع ان استعيدها بالكامل لأن هوة عظيمة تفصل بين زمان تلك الكلمات والآن وحتى تذكري لها لا يفيدني لأنها تبدو الان خالية من التعزية والتعليم، عاجزة عن ان تمنحني سلاما. هذه الكلمات تدخل عقلي فقط اما قلبي فمغلق. ويبدو كما لو كانت هذه الكلمات جوفاء او بالحقيقة انا الاجوف الخالي ولا يملأني شئ.
"تصالحوا مع الله" ترن حولي هذه الكلمات ليست كصدى من الفردوس ولكن مثل لعنة في جهنم ... تصالحوا! .. لماذا يحتم علىّ ان اسمعها ولم يعد هناك باب للمصالحة وباب للرحمة مغلق. انه لعذاب مريع!
انني مثل ذلك الغني الذي ذكره المخلص في امثاله، اتعطش الى نقطة ماء ولكن ليس من يمنحها. ابذل جهدا مضنيا من اجل اي كلمة اتذكرها فاتألم لانني لا استطيع ان امسك بها. تتراءى لحيظة قريبة مني جدا، و عندما اريد ان آخذها لنفسي تكون قد اختفت عني. وهذا المجهود الشاق هو ايضا احد عذابات الجحيم.
ربما تفهمون الآن كيف انه من الممكن ان اتكلم عن الاشياء المتعلقة بملكوت السموات، واذكر المخلص المصلوب، واتحدث عن التوبة والايمان – لكن دون ان يمسني اي نصيب من بركاتها. اذكرها بشفتي فقط بينما يملأ الحزن قلبي. هي الان مجرد مخارج الفاظ، لا معنى لها عندي. فمثلا اعرف انه يوجد "المخلص" ولكن لا اعرفه.. انها معرفة فارغة، حتى اسمه نفسه اصبحت لا اعرفه. في الواقع لا استطيع ان اتذكر سوى اثنين. اعرف شيئا عن الآب وشيئا عن المخلص، ولكن اما كان هناك شخص ثالث يعينني ان اقول "يا ابانا" و "يا مخلصي"؟ - الذاكرة تخونني وتجعل تذكر الشئ الثالث يعذبني.
اكره نفسي الان، و اعرف انني استحق ما انا فيه من عذاب ولكن ذلك الندم لا ثمر له. توبة بلا دموع مطهرة. اما عن الايمان – فطبعا اؤمن – بل محتم علىّ ان اؤمن. ولكن ايمان ميت. ألا تؤمن الشياطين؟- بل محتم عليهم ان يؤمنوا ويقشعرّروا. في الواقع هناك ثلاثة امور اجتهد ان اعيدها الى قلبي – الايمان والرجاء والمحبة ، لكن دون جدوى.
"تصالحوا مع الله"! اي قوة كانت لهذه الكلمات عندما سمعتها لأول مرة. لقد شعرت في تلك الساعة ان غرض الانسان الوحيد في حياته على الارض ان يتصالح مع الله حتى اذا تم ذلك يهرع اليه مجتازا وادي الموت.