سليمان محب السلام:
لقد كانت ايام سليمان فريدة في كل تاريخ شعبه وتاريخ العالم. كما ان البيت الذي بناه لاسم الرب كان فريدا ايضا. فكل شئ كان ظلا لامعا لايام المجد والبركة التي لنا في الرب يسوع. ان الموضوع الرئيسي للكتاب المقدس في كل جزء منه، هو المسيح.. وروح الله يسر ان يعلن لنا عن شخصه المبارك ولئن كان الكتاب تحدث عن سليمان، فذلك لان فيه ظلالا للمسيح. فان السلام الذي ساد ملكه ، ورخاء الشعب في عهده ، وولاء الملوك من حوله له.. كل ذلك يوحي ويرمز لعهد افضل. وان كنا نشهد النهاية المريرة لسليمان ، نظرا لعدم امانته، فان الامر سيكون على عكس ذلك تماما مع المسيح. فهو "سيسلم الملك لله الاب متى ابطل كل رياسة وكل سلطان.. حينئذ الابن نفسه ايضا سيخضع للذي اخضع له الكل كي يكون الله الكل في الكل"(1كو15: 24- 28). سيخضع كنائب عن البشر، سيخضع كرأس للكنيسة. فذاك الذي كان امينا هنا في الفقر والاتضاع في حال الجسد، سيكون امينا في يوم رفعته وعظمة ملكه.
لما ولد سليمان دعا ابوه اسمه "سليمان" الذي معناه محب للسلام (2صم12: 24). وهكذا سماه الرب قبل مولده (1اي22: 9). لكنه لما ولد ، ارسل الرب بيد ناثان النبي الى داود اسما اخر للطفل الوليد – اسم "يديديا" الذي معناه "محبوب الرب"(2صم12: 25). ويضيف روح الله ان "الرب احبه"..
تأمل هذه التعبيرات: محب السلام، محبوب من الله، .. ما اغناها من رموز تعبيرية عن سيدنا المبارك فهو الذي انفتحت السماء وجاء صوت منها في حادثتين مختلفتين "هذا هو ابني الحبيب".. وهو الذي تنبأ عنه المرتل في المزمور "يتكلم بالسلام للامم وسلطانه من البحر الى البحر ومن النهر الى اقاصي الارض"(زك9: 10).