مقدمة:
ان مجئ يسوع هو اعظم حدث في الكون، سوا مجيئه الاول او الثاني. وقد جذب انظار المؤمنين حديث يسوع عن مجيئه. واصبح الايمان بمجيئه و القيامة العامة احد بنود قوانين الايمان المسيحية. وقد عالج الاباء الرسل في كتاباتهم هذا الموضوع ومن اجله عقدت مجامع وحرم هراطقة ينادون بتعاليم غريبة تخص هذا الامر. هذا عن الناحية العقيدية.
اما من الناحية الروحية فمجي الرب هو شغل المؤمن الشاغل، حتى ليبدو وكأن هدفه من الحياة "منتظرين وطالبين سرعة مجيئه".
علامات مجئ يسوع:
لو كان العالم قد درس نبوات نجئ المخلص لكان قد استقبل ميلاد يسوع بالترحاب، استقبالا يليق بالملوك وبمجئ من اتي ليخلصهم من ربقة الشر والموت. ولكن للاسف لم يحدث، وولد يسوع في قرية مجهولة بدون ادنى علامات الاستعداد التي تليق به. فهل هذا يحدث ذلك غند مجيئه الثاني؟
من حديث يسوع مع تلاميذه انه سيفارقهم ثم يرجع ثانية، اصبح امرا امنوا به. فسألوه عن علامات تسبق مجيئه؟
في نصف الاصحاح ٢٣ من انجيل معلمنا متى يخبرنا ان يسوع اجاب على تلاميذه وربط مجيئه بنهاية الايام. واخبرهم انه في نهاية العالم يسلك الناس كما كان ايام نوح "يأكلون ويشربون ويزوجون ..". اي العالم سيكون في سلام وتجري الأمور بصورة طبيعية، ولكنه يعود في النصف الثاني ليخبرنا عن ازمنة شدة وضيق لا مثيل لها في تاريخ البشر، فهل ثمة تناقض وكيف نوفق بين القولين؟
في الحقيقة يؤمن اخوتنا البروتستانت بعقيدة الاختطاف اي ان الكنيسة او جماعة المؤمنين يختطفون قبل حدوث الضيفة العظيمة. ولكنهم ايضا للتوفيق مع النصوص التي تتحدث عن الضيق، يعودون ليقولوا ان الاختطاف سيحدث في منتصف الضيق. ويقولون بان هناك فرق بين غضب البشر متمثلا في (الوحش والنبي الكذاب و ضد المسيح) واضطهادهم المؤمنين، وبين غضب الله المصبوب في الجامات السبعة على الارض متمثلا في كوارث مادية.
ثمة تناقض اخر ظاهري، اذ ان يسوع حذر تلاميذه من محاولة تحديد موعد رجوعه في وقت معين بالضبط، اﻻ انه اعطاهم علامات موجودة في كل اسفار اﻻنبياء كما هي ظاهرة في كلامه هو معهم.
كنت في مقال سابق عنوانه ( نهاية الايام) كتبت عن ١٢ علامة اخبرنا بها الوحي.
موضوع ذو صلة: