حركة ادونيا:
ان اول اشارة في كلمة الله عن اورشليم، ترسم امامنا صورة مبهجة للمسيح في شخص ملكيصادق ملك البر وملك السلام (تك14: 18-20 و عب7: 1).اما الاشارة الثانية فانها على النقيض واقعا ودلالة. فقد عرض ان يشوع وجد ادوني بازق يملك في اورشليم ، وانه قرر ان يتحدى الرب في مقاصده وذلك بالاستيلاء على المدينة (يش10: 1). هذا الملك يذكرنا بضد المسيح الذي سوف يتحدى الرب عند ظهوره.
ان اعلان مقاصد الرب من شأنته ان يثير حسد ابليس ومن ثم يبذل جهوده ليحول دون اتمام تلك المقاصد. وهذا هو الاصحاح 22 من سفر اخبار الاول، يوم اعلن داود ان الرب اختار ابنه سليمان ليملك. ويومذاك تبوأ الشاب عرش الملك في احتفال مهيب.
حدث بعد هذا وفي ادراك لمقاصد الله "ان ادونيا ابن حجيث ترفع قائلا: انا املك". وفي بطله اعد لنفسه مركبات وفرسانا وخمسين رجلا يجرون امامه (1مل1 5) وكما ان سليمان رمز للمسيح كذلك ادونيا رمز لضد المسيح. لاحظ كلماته "انا املك" فهناك تشابه بينها وبين عبارة تكررت على لسان زهرة بنت الصبح خمس مرات "اصعد.. ارفع كرسي.. اجلس.. اصعد.. اصير"(اش14: 13 و14). وهنا نرى جوهر الخطية وقد تعلمنا من (1يو3: 4) ان "الخطية هي التعدي" اي تحدي القانون. اي صنع الارادة الذاتية وقد علمنا الرسول يعقوب ان نقول "ان شاء الرب نفعل هذا او ذاك"(يع4: 15). ولطالما كانت الذات علة هلاك الكثيرين.
ولزاما علينا ان نتجنب روح الكبرياء وقياسا في نكران الذات هو الانسان يسوع المسيح ذاك الذي جاء الى العالم ولسان حاله "ان افعل مشيئتك يا الهي سررت"(مز40: 8) وفي ليلة الامه لم يطلب الا ان تتم وتكون ارادة الاب. وفي ابان خدمته كان يقول "لاني قد نزلت من السماء ليس لاعمل مشيئتي بل مشيئة الذي ارسلني". نعم، ان كل ذرة من الارادة البشرية لا تحدثنا عن المسيح بل عن ضد المسيح.
واضح ان ادونيا كان ولدا مدللا. يقول الروح "ولم يغضبه ابوه قط قائلا لماذا فعلت هكذا. وهو ايضا جميل الصورة جدا"(1مل1: 6). على ان حركة ادونيا لاغتصاب العرش لم تكتب لها النجاح. وهكذا تكون النتيجة مع شبيه ادونيا الذي نرى في ادونيا ظلا بغيضا له. يبدو ان سليمان كان هادئا صامتا اثناء حركة العصيان، ذلك ان اباه اخذ على عاتقه ان يتصدى للمعتدي. وعلى هذا القياس يتأني مسيح الله على ما يفعله اعداؤه. وكما ان ادونيا لقى مصرعه اخيرا بامر سليمان، كذلك سيلقى انسان الخطية قضاءه من نفخة شفتي ذلك الذي اراد انيرفع نفسه عليه(اش11: 4، 2تس2: 8).