الخميس، 26 أبريل 2018

نار وكبريت



مما يدعو للتعجب هو ان جميع امثال المسيح لم يستخدم فيها اسماء ما عدا مثل الغني ولعازر. هذا هو المثل الوحيد الذي ذكر فيه اسم الرجل المسكين في حين انه لم يذكر اسم الرجل الغني بل تركه مجهولا. الا يدعو هذا للخوف فمن الممكن ان يضع كل واحد نفسه بدل هذا الرجل. وهذا يدعونا للخوف من ان نسلك في الحياة مسلك هذا الرجل الذي لم يعطف على المساكين ولم يصنع الرحمة مع المسكين والذي لم يكن ليتكبد المشقة في الذهاب اليه بل ها هو ملقى عند باب قصره. ونحن في يومنا هذا نرى المساكين في كل مكان ، من يحتاجون الى ان نصنع معهم اعمال الرحمة والمحبة. فهل نفعل؟


الامر الثاني الذي يدعونا للتعجب هو ان ابانا ابراهيم يخاطب هذا الغني القاسي القلب، والذي اصبح مصيره الهلاك في الجحيم ومن ثم الموت الابدي في بحيرة النار والكبريت، يخاطبه بعبارة "يا ابني" وهذا يشير الى باب الرجاء المفتوح لنا.
وهذا ايضا يعلمنا ان نخاطب الناس بكلمات الوداعة واللطف بدلا من الكلمات القاسية او القاء اللعنات. نفعل ذلك حتى مع اولئك الذين قطعوا انفسهم من معية القديسين لعلهم يتوبون ويكون مصيرهم الفردوس بدلا من الجحيم.
استخدم يسوع في هذا المثل كلمة النار ليشير الى عذاب الجحيم. وهذا يدحض اولئك الذين يقولون انه لا يوجد هناك عذاب بعد الموت بل فناء. انه امر يدعونا للتأمل في الموت وما بعد الموت. يدعونا للخوف المقدس "راس الحكمة مخافة الرب" فبداية الطريق الى الله هي مخافته. وايضا قال الرسول "لا تستكبر بل خف" خف من السقوط، وخف من الخطية التي "طرحت الكثيرين جرحى وكل قتلاها اقوياء"، وخف من عدوك الشيطان الذي قيل عنه "ابليس خصمكم كاسد يجول ملتمسا من يبتلعه"، وقد استطاع ان يضل حتى بعض المختارين، والعجيب انه اضل البعض حتى انه اقنعهم بعدم وجوده، وبعدم وجود الجحيم وجهنم.
وحينما نترك حياة الخطية ونبدأ حياة التوبة نذوق حلاوة التوبة ونحيا حياة التوبة ومتى ذقنا حلاوة الحياة مع الله نسير "من قوة الى قوة" و "من مجد الى مجد" وهذا هو طريق القداسة .. فان كنا لم نترك بعد طريق الخطية فمتى نسير في طريق التوبة ومتى نسير في طريق القداسة ومتى نصل الى الكمال وهو طريق طويل وقد اوصانا الرب قائلا "كونوا كاملين كما ان اباكم السماوي هو كامل".
موضوعات ذات صلة:
الشيطان حقيقة ام خيال
هل الجحيم فعلا مكان نار وكبريت