عكسة ابنة كالب بن يفنة وزوجة عثنئيل قاضي إسرائيل:
كالب بن يفنة: هو رئيس سبط يهوذا وأحد الجواسيس الاثني عشر الذين أرسلهم موسى والشعب إلى أرض الموعد ليتجسسوا الأرض (عدد13: 2 و 6). وبينما عاد عشرة من الجواسيس وأشاعوا مذمة الأرض، وأذابوا قلب الشعب، بل وتمردوا على الرب وعلى موسى، فإن كالب بن يفنة ويشوع بن نون وحدهما كان معهما روح مختلفة (عدد 14: 24). لقد كان عندهما الإيمان المطلق بالله الذي وعد بإعطاء الأرض للشعب. وعليه فقد أصبح كالب هذا واحدًا من اثنين من كل الشعب الذي خرج من أرض مصر تحت قيادة موسى، وسر بهما الله بسبب إيمانهما، وأدخلهما الأرض.
عثنئيل بن قناز أخو كالب الأصغر: هو الذي أخذ قرية سفر وأصبح قاضياً وانتصر على كوشان رشتعايم ملك آرام النهرين وخلص شعبه وحكم كقاضي أربعين سنة. وهو القاضي الأول في دور القضاة وحكم من سنة 1367 الى 1327 ق.م.
ورد ذكر عكسة في الكتاب المقدس في سفرين بنفس الكلمات:
فَقَالَ كَالَبُ: «الَّذِي يَضْرِبُ قَرْيَةَ سَفَرٍ وَيَأْخُذُهَا، أُعْطِيهِ عَكْسَةَ ابْنَتِي امْرَأَةً». فَأَخَذَهَا عُثْنِيئِيلُ بْنُ قَنَازَ، أَخُو كَالَبَ الأَصْغَرُ مِنْهُ. فَأَعْطَاهُ عَكْسَةَ ابْنَتَهُ امْرَأَةً. وَكَانَ عِنْدَ دُخُولِهَا أَنَّهَا غَرَّتْهُ بِطَلَبِ حَقْل مِنْ أَبِيهَا. فَنَزَلَتْ عَنِ الْحِمَارِ، فَقَالَ لَهَا كَالَبُ: «مَا لَكِ؟» فَقَالَتْ لَهُ: «أَعْطِنِي بَرَكَةً. لأَنَّكَ أَعْطَيْتَنِي أَرْضَ الْجَنُوبِ، فَأَعْطِنِي يَنَابِيعَ مَاءٍ». فَأَعْطَاهَا كَالَبُ الْيَنَابِيعَ الْعُلْيَا وَالْيَنَابِيعَ السُّفْلَى. (قضاة 1: 12 – 15 ويشوع 15: 16 – 19).
لقد أخذت عكسة من أبيها حقلًا كبركة تقدمها لزوجها، ثم عادت فنزلت عن الحمار لتطلب ينابيع ماء لرجلها فأعطاها أبوها الينابيع العليا والينابيع السفلى.
لقد طلبت ينابيع ماء فأعطاها أكثر مما طلبت، أعطاها ينابيع عليا وهي غالبًا من الجبال حيث تتجمع مياه الأمطار. والينابيع السفلى و هي الآبار في الأراضي المستوية ونلاحظ قول عكسة "أعطينى بركة.. أعطينى ينابيع ماء". وعكسة التي تربت في بيت كالب رجل الإيمان تشير لما يجب على كل مؤمن أن يطلبه من الله أبوه أي الامتلاء بالروح القدس، هذه هي البركة الحقيقية التي نطلبها.
ونوعية الطلبة التي طلبتها عكسة من أبيها، إنها لم تطلب جواهر أو ذهبًا تتزين بها، كي تتباهى بها على الآخرين، ولا طلبت خدمًا وحشمًا لتتكاسل أو لتستريح، بل إنها حقًا امرأة فاضلة «تتأمل حقلاً فتأخذه» (أمثال 31: 10و16). ولقد أخذت الحقل فعلاً، ولذلك فإنها طلبت ينابيع ماء لتروي ذلك الحقل، ليكون حقلاً مثمرًا. ونالت «أكثر جدًا مما طلبت أو افتكرت». فلقد قالت لأبيها أعطني ينابيع ماء، فأعطاها كالب الينابيع العليا والينابيع السفلى.
ماذا تمثل هذه الينابيع روحياً:
1 - الينابيع العليا هي صورة للبركات الروحية في السماويات، وفي الينابيع السفلى صورة لملء كل الاحتياجات الجسدية والزمنية. فنحن من الجانب الواحد لنا الأفراح الروحية، كما أن الآب لا يمنع خيرًا عن السالكين بالكمال. ونحن كثيرًا ما اختبرنا جفاف الينابيع السفلي، فلقد جفت تلك الينابيع بالنسبة للرسول بولس في سجن رومية، إذ تخلى الجميع عنه، لكن بقيت له الينابيع العليا، لم تجف على الإطلاق «الجميع تركوني .. لكن الرب وقف معي وقواني، لكي تتم بي الكرازة ويسمع جميع الأمم، فأنقذت من فم الأسد، وسينقذني الرب من كل عمل رديء، ويخلصني لملكوته السماوي» (تيموثاوس الثانية4: 16-18).
2 - الينابيع العليا تمثل لنا شركتنا مع الآب ومع ابنه بقوة الروح القدس (كورنثوس الثانية 13: 14)، والينابيع السفلى تمثل شركتنا بعضنا مع بعض بقوة الروح القدس أيضًا (فيلبي 2: 1). ونحن نقرأ عن هذين الأمرين معًا في رسالة يوحنا الأولى 1: 3و 7.
3 – تمثل لنا الينابيع العليا والينابيع السفلى رمزًا للروح القدس:
الينابيع العليا: يقودنا الروح القدس إلى اعلا لنقدم السجود للآب أي علاقتنا مع الآب.
يوحنا 4: 10 لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللهِ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا
الرب يريد ان يعطينا الماء ولما اطلب منه يعطيني الامتلاء من الروح القدس والماء يتكلم عن الروح القدس.
يوحنا 4: 14 مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ.
اذا الينابيع العليا هي علاقة الشخص مع الرب و يطلب من الرب الماء الحي أي الجاري المتدفق أي الروح القدس، بينما الينابيع السفلى هي قيادة الروح القدس لنا إلى الخارج لنقدم المياه المروية للنفوس المحرومة والقلوب العطشى. .