1- شركة مع المسيح والمؤمنين.
يقول الرب "من ياكل جسدي ويشرب دمي يثبت في.. له حياة". نلاحظ ان العبارة وردت في الاناجيل الاربعة. مما يدل على ان الافخارستيا كانت محور لحياة الكنيسة الاولى. كذلك معجزة اشباع الجموع وردت في الاناجيل الاربعة. وقد قدمها الانجيليون بسرد يوحي انها اشارة للافخارستيا. نجد نفس الطريقة التي استخدمها الرب في العشاء الرباني "شكر.. بارك.. كسر". ونجد يوحنا ان لم يذكر رواية تأسيس العشاء الرباني كما اوردها الانجيليون الثلاثة الاخرون ، اكنه اورد ما بتعلق بحقيقة هذا السر في كلمات يسوع مع الجموع عقب معجزة اشباعهم.
ان المن الذي نزل من السماء يستخدمه يسوع كخدث معجزي يلفت انتباه اليهود الى التفكير فيمن يا ترى هو مصدر الحياة؟ هل هو شئ، ام شخص؟ وقد دلل على حقيقة ما يعلنه، بان اباءهم اكلوا المن وماتوا. اذن فليجربوا الخيار الثاني. ما هو؟ امه شخص الرب الذي اعلن انه نزل من السماء؛ فهل يمكنه أن يقدم ذاته على مثال المن ، ليمنحهم حياة؟ بالفعل، هذا ما علم به الرب "انه المن الواهب حياة للعالم". استصعب اليهود الفكرة،. وكأن معجزة المن لم تحدث! وكأنها لم تكن حقيقة وانما خبال او خرافة! وهنا تمادى يسوع بان اعلن لهم السر، لم يؤمنوا لكنهم نفروا. "كيف يعطينا جسده ودمه؟". كان الدم محرما عند اليهودي. فكيف نشرب دمه؟
المسيح قال لهم كما باركت الخبز واشبعت الالوف، اكثرته بمعجزة خلق من العدم، فانا يمكنني ان اقدم جسدي لتأكلوه بمعجزة.
بالقعل يقول ذهبي الفم (ان كلمات يسوع في العشاء الرباني تردد من قبل كهنته ليكون لها نفس التأثير في التحول.. انها على مثال كلمات الخالق عندما بارك ابوانا ودعاهما ، اكثرا واملأ الارض.. تبقى ذات فاعلية الى يومنا".
يريدنا الرب كشعب وليس كأفراد منعزلين. انه يقول "اريد ان يكونوا واحدا"(يو١٧). وايضا" بهذا يعلم العالم انكم تلاميذي ان كان لكم حب". الحب يوحد. لكن الافخارستيا قمة هذا الاتحاد "فَإِنَّنَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ خُبْزٌ وَاحِدٌ، جَسَدٌ وَاحِدٌ، لأَنَّنَا جَمِيعَنَا نَشْتَرِكُ فِي الْخُبْزِ الْوَاحِدِ. (١ كورنثوس ١٠: ١٧).
2- المذبح ملجا.
انه اﻻلتجاء الى قرون المذبح. في قصة ادونيا خوفا من سليمان، اذ انه نصب نفسه ملكا دون موافقة ابيه وابيه ﻻ زال حيا. وكانه اﻻبن الضال اراد ان يرث ابيه حيا. ادونيا كان اﻻكبر سنا وكان يحق له الملك، ولكن هذه الخطأ التي ارتكبه افقده الملك. كان عليه ان يتعلم من ابيه فقد انتظر الملك من يد الرب، ولم يمد يده الى شاول واعتبره انه مسيح الرب رغم ان شه كان معروفا للكل. نفس اﻻمر تكرر مع يواب خوفا من داود. “اوثقوا الذبيحة بربط الى قرون المذبح". عند قرون المذبح نجد الذبيحة معدة لتقديمها كفارة. نضع ايدينا عليها ونعترف.
ايضا حزقيا التجا الى المذبح ونشر رسالة ملك اشور امام المذبح. وقال للرب: انظر يا رب الى تهديده. اي انه اخرج نفسه من المشكلة. لذلك جاءت اﻻجابة اﻻلهية لملك اشور "على من عليت صوتك، الى من رفعت عينك الى قدوس اسرائيل؟ استهزات بك العذراء ابنة صهيون"(اش38).
4- المذبح نصرة:
“تهيئ قدامي مائدة تجاه مضايقي"(مز23) . هل ممكن تدخل معركة بمائدة؟ ان تريد سيوف وخيول وجنود. المائدة هي مذبح العهد الجديد الذي قال عنه الرسول "ﻻ تقدرون ان تشتركوا في مائدة الرب ومذبح شياطين". المذبح نصرة على الخطية.
5- المذبح صعود:
درجات السلم التي تفصل عن الخوارس الثلاثة تشير الى ذلك اﻻرتقاء. “طريقا كرسه لنا حيا، جلس عن يمين ابيه السموات". كرسها بدمه. هلموا نصعد فيها بضمير صالح واجساد طاهرة مغتسلة وقلب نقي… قدس السكة للسماء. “نعمة فوق نعمة" و "من قوة الى قوة"(مز76).
6- المذبح شفاء من سم الحية:
اكلنا ثمرة سامة بمعصية ادم. جلبت الينا الموت. ماذا تفعل يا رب؟ باكلة اخرى انقذكم. انه المصل وترياق الحياة. دواء لهذا الداء العضال. انا خاطئ وماله؟ خذ فانه يعطى لغفران الخطايا. انا قديس . حلو. فان القدسات للقديسين. هذا السر للخطاة والقديسين. “بقربان واحد قد اكمل للابد المقدسين". كنا ناقصين. صليت لكن ينفصك. تعترف لكن ينقصك شئ.. اذن المذبح يكملك بالكمال المسيحي.
7- المذبح كرازة:
“بموتك يا رب نبشر وبقيامتك نعترف.. “. اتريد ان تنفذ وصية يسوع "اذهبوا الى العالم واكرزوا"؟ انك تنفذها في كل مرة تتناول فيها اﻻفخارستيا. نتذكر موته وقيامته وصعوده.. نفهمها . ولكن قوله "ومجيئه الثاني" تبدو غريبة!. هل المسيح في المذبح ام السماء؟ تتحد باحداث خلاصية. المزود تجده في المذبح. عرش المسيح وهو جالس عن يمين اﻻب تجده في المذبح. لو تريد القبر تجده في المذبح .. افتحوا ايها الملوك ابوابكم". اين ملك المجد؟ انه جالس على عرشه. ﻻ. انه واقف على الباب، فقد سبي سبيا.
8- المذبح مصالحة:
الكاروب يقف ممسكا بالسيف. ممنوعين من الدخول. نجد الملائكة في القيامة تشهد لقيامته ونجدها في الصعود تقول لنا المسيح صعد وسياتي ثانية. حقا ان "ملائكة الله اضحوا يصعدون وينزلون". ﻻن الصلح حدث اصبح الطريق ممهدا.
9- المذبح يحقق فكرة الدخول وغلق الباب:
مثل العذارى "اغلق الباب". الذين لم يتناولوا من الوليمة واقفين يقرعوا خارجا. المذبح هو محور حياة الكنيسة الارثوذكسية. ترانيم و صلوات وعظات.. لكن المذبح هو قمة اﻻتحاد بالرب.