توجد انواع كثيرة من الاقفال و لكل قفل مفتاح خاص به، و هناك اقفال مسوكرة لا يمكن فتحها الا بمفاتيح خاصة، كما توجد مفاتيح يفتح المفتاح منها اقفالا كثيرة.
و كما ان المفتاح يفتح الابواب ويغلقها. كذلك يقال ان الكتاب مفتاح المعرفة، فتوجد كتب لعلوم الطب و اخرى للقانون، و هكذا لكل العلوم. فعندما اجد كتابا يعلم الاولاد الاشياء الجميلة و الصفات الحميدة و يساعدهم ان يكونوا رجالا صالحين، اعرف ان هذا الكتاب كتب لهذا الغرض.
و المفتاح المناسب لقفل ما، يصمم ليلائم هذا القفل. و الله قد صمم مفتاحا ليلائم قلوبنا، و هذا المفتاح هو كتاب المعرفة السماوية، و هو الكتاب المقدس الذي يصلح لكل الناس و يناسب كل القلوب.
من الصعب فتح قلب الانسان، و لا يوجد مفتاح في العالم كله يقدر ان يفتحه الا الكتاب المقدس لانه موحى به من الله (2تي3: 16)، و لان القلب ايضا صانعه هو الله.
و كما يحاول السارق الدخول الى البيوت بمفاتيح مقلدة، كذلك يحاول الشيطان ان يدخل قلب الانسان بواسطة اشياء اخرى غير المفتاح الحقيقي، مثل المسرات و الملذات و الكلمات البذيئة، و لكنه لا يصل الى اعماق القلب، فان لم يفتح القلب بكلمة الله و يدخل الروح القدس و يصير لله مكانا فيه، يشعر الانسان بالوحدة و عدم السرور.
و كلمة الله مصممة لفتح قلب الانسان لكي يدخل الله، و مصممة ايضا لكي يقفل الباب في وجه الشيطان و الخطية و حفظ القلب. فان لم نستعمل كتابنا يوميا لقفل قلوبنا ضد الشر، فانه يدخل قلوبنا كالروح الشرير الذي خرج و رجع مع سبعة اشر(مت12: 45).
و كلمة الله كسيف ذي حدين (اف6: 17) تفتح القلب لتدخل شمس البر و تطهره، و هى نافعة للتقويم و التهذيب (2تي3: 16)، و هى تبكت الخاطئ على خطيته فيتوب و يرجع عنها. فكان يوحنا المعمدان يوبخ الناس بكلمة الله، فكان الكثيرون يأتون اليه معترفين بخطاياهم.
و فتحة القلب التي يدخل منها مفتاح كلمة الله هي الاذن، فلنحرص اذا على اذاننا لئلا ندنس قلوبنا.
نرى القطرة في الزجاجة، و لكن متى قطرت في العين فاننا لا نراها بل نشعر بتأثيرها، هكذا لا نرى المسيح داخل قلوبنا بالعينين، و لكننا نشعر به اذ ينظف قلوبنا و يهذب حياتنا.