اسم الفيلم: Don Bosco
مقدمة:
يبدو ان صانعي الأفلام الإيطاليين دائما ما يكون لهم اليد العليا في مجال عمل الافلام المبنية على قصص القديسين. وهذا ليس بالغريب، فإيطاليا يفيض تاريخها بالقديسين، ومنهم القديس يوحنا بوسكو، وهو قس كانت له رؤية وريادة بخصوص العمل الذي كرس له حياته وهو مساعدة الأولاد الفقراء والمشردين خلال القرن ال19 الحافل بالاضطرابات. هذا الفيلم، من إخراج لياندرو كاستيلاني، انتاج 1988م.
الفيلم مترجم:
احداث الفيلم:
قام دون بوسكو بفتح مأوي في مدينة تورينو يوفر للأولاد المشردين العمل اللائق وظروف معيشية لائقة. واستطاع ان يكسب ثقة أفراد احد العصابات من خلال مهاراته الرياضية وروح الدعابة، ونهجه الواضح، وسرعان ما توافد الكثير من الفتيان على ملجأه مما جعل الحكومة تبدأ في توجيه اتهام له بايواء وتحريض حفنة من "الأردياء".
وقفت المتطلبات المالية عائقا امام بوسكو لمواصلة نشاطه، كما بدأت صحته في التدهور، وهدد بالطرد ما لم يدفع الإيجار. بدلا من التخلي عن مهمته كما هو مفترض، يقوم بنقل الأولاد إلى حظيرة متهالكة، حيث يعمل الاولاد بجد لارجاعها الى حالتها الاولى. على الجانب السلبي يقوم شخص في جاردينيير بفتح بيت سيئ السمعة، اي منزل للدعارة.
جوزيبي (النطق الايطالي للاسم يوسف)، وهو واحد من الأولاد الذين أخذهم دون بوسكو من الشوارع، يقع في حب فتاة تدعى لينا، وهي فتاة من عائلة مفككة اضطرت للعمل في جاردينير. والدتها دفعتها الى ذلك للمساعدة في توفير احتياجات جميع أفراد الأسرة. عندما ترفض الاستمرار في العمل، يقوم زوج والدتها بطردها من المنزل، حيث يقوم جوزيبي بانقاذها فيأخذها إلى قبو سري في احد الشوارع. دون بوسكو يعلم عن هذا، ويرتب لها للعمل كمساعد متجر لاحد الاصدقاء. ولكن نفاد صبر جوزيبي وتعجله للزواج من لينا يقوده الى نتائج مؤسفة حيث يقبض عليه بسبب السرقة، وتتكشف هنا حبكة فرعية درامية عن الثقة والفداء. حيث يتوسط لدى مدير السجن ان يأذن للاحداث المقبوض عليهم بالخروج للتنزه، كان من بينهم جوسيبي الذي يهرب للالتقاء ب "لينا"، مما يعرض دون بوسكو للسجن، ولكن جوسيبي يعدل عن قراره بالهرب، ويرجع للسجن ثانية. ثم يخرج بعد قضاء باقي فترة العقوبة، ليصرّح لدون بوسكو انه تعهد للعذراء بتكريس نفسه للعمل كمساعد له. لكن دون بوسكو يقول له ان مكانه ليس هنا، وان العذراء تقدّر موقفه، وان الحب والزواج شئ رائع ايضا.
في تلك الفترة عمت الاضطرابات ارجاء ايطاليا، تستطيع الحكومة ان تكسر تمرد طلابي في صالح توحيد إيطاليا والدستور. ولكن الوضع يتفاقم ويخرج بسرعة عن نطاق السيطرة ويجول الغوغاء في الشوارع. يحاول دون بوسكو دون جدوى تفريق مجموعة من المتمردين الذين يهاجمون المباني الحكومية المحلية، يكسب فقط الانتقام من الثوار الذين يتخذون محاولة لاغتياله من خلال اعطائه النبيذ المسموم. كما يأملون في جذب الأولاد إلى صفهم في التمرد، لكنهم يرفضون ويبقون في اصرار وراء رجل الدين الحبيب.
من ناحية أخرى، يتخذ المسؤولون الحكوميون، اساليب ملتوية في محاولة لوقف نشاط دون بوسكو بين الشباب في تورينو. وعندما لا يستطيعون دفعه لإغلاق مأوى المشردين، يلجأون إلى احد القتلة المأجورين، الذي تحبط محاولته في قتل دون بوسكو بظهور كلب كبير في الوقت المناسب، يعتقد دون بوسكو انه إرسل من قبل عناية السماء.
حتى المسؤولون في الكنيسة يبدأون في الضغط عليه للتخلي عن جهوده. حيث يذهب احد الأساقفة الى أبعد من ذلك لوقف دون بوسكو عن سماع اعترافات الشباب والاهتمام بهم. عندما يقترح عليه أن يأخذ إجازة مريحة في الريف، يستجيب دون بوسكو و بدلا من ذلك يسافر إلى روما ويحصل على مقابلة مع قداسة البابا بيوس التاسع. يخبره البابا انه شكل لجنة من 4 كرادلة لفحص شكوى المطران.. يحصل تعادل في اصوات الكرادلة.. يسألهم عن القانون فيقولوا له انه يجب ان يجرى اقتراع اخر فلابد ان يحصل على موافقة النصف بزيادة واحد. يحصل دون بوسكو على دعم البابا حيث يضم البابا صوته الى جانب الموافقة، وبالتالي يوافق على تأسيس رهبانية الساليزيان ، ويعود الى تورينو ويبدأ النظام الديني الجديد بين الشباب وهو المعروف باسم "رهبنة الساليزيان" تكريما للقديس فرانسيس من ساليز، ولكن وضعه الصحي يسوء، وأيامه الأخيرة تقترب، في ختام عاطفي للفيلم مملوء بالمشاعر المرهفة.
هذا الفيلم هو قصة مؤثرة بعمق للحب الباذل المضحي. وغني عن القول، انه غارق في الروحانية والتصوف، وتستخدم الأحلام التى رآها دون بوسكو باعتبارها عضد ثابت. حيث يحلم دون بوسكو حلما عن جاردينير حتى قبل أن يرى هذا المكان. وعندما يكشف لجوزيبي أنه يعرف علاقته بمحبوبته لينا، يؤكد له أنه لم يعرف ذلك عن طريق التجسس، انه فقط عرف ذلك (يستبط المشاهد انه عرف ذلك عن طريق حلم او بما يسمى موهبة الشفافية عند القديسين). وعندما يقابل البابا في روما، يروي ايضاعن أحلامه عن المسيح الطفل والأم المباركة العذراء وهو الحلم الذي ألهمه لاحتضان مهمته في تورينو.
على الرغم من ان هذا الفيلم كاثوليكي في طبيعته، فإنه لا يخفي إخفاقات أعضاء الكنيسة ويصف كل أعضاءها، في التسلسل الهرمي للرئاسة الدينية، بصدق وصراحة شديدة، لم يأخذ الفيلم جانب مخادع بالتغطية على المشاكل في المؤسسة ككل. وهذا هو النقد المتوازن، جانب منير، وجانب معتم أيضا. هذه العناصر الروحية متوازنة على قدم المساواة مع تقديم الإثارة، من خلال تصوير التمرد الطلابي إلى عدة محاولات اغتيال لدون بوسكو.
رابط الفيلم بالانجليزية على يوتيوب:
https://www.youtube.com/watch?v=lmkViNeSsPQ
مصدر المقالة:
http://silverscreenspiritual.blogspot.com
موضوعات ذات صلة:
القديس دون بوسكو
مقدمة:
يبدو ان صانعي الأفلام الإيطاليين دائما ما يكون لهم اليد العليا في مجال عمل الافلام المبنية على قصص القديسين. وهذا ليس بالغريب، فإيطاليا يفيض تاريخها بالقديسين، ومنهم القديس يوحنا بوسكو، وهو قس كانت له رؤية وريادة بخصوص العمل الذي كرس له حياته وهو مساعدة الأولاد الفقراء والمشردين خلال القرن ال19 الحافل بالاضطرابات. هذا الفيلم، من إخراج لياندرو كاستيلاني، انتاج 1988م.
الفيلم مترجم:
احداث الفيلم:
قام دون بوسكو بفتح مأوي في مدينة تورينو يوفر للأولاد المشردين العمل اللائق وظروف معيشية لائقة. واستطاع ان يكسب ثقة أفراد احد العصابات من خلال مهاراته الرياضية وروح الدعابة، ونهجه الواضح، وسرعان ما توافد الكثير من الفتيان على ملجأه مما جعل الحكومة تبدأ في توجيه اتهام له بايواء وتحريض حفنة من "الأردياء".
وقفت المتطلبات المالية عائقا امام بوسكو لمواصلة نشاطه، كما بدأت صحته في التدهور، وهدد بالطرد ما لم يدفع الإيجار. بدلا من التخلي عن مهمته كما هو مفترض، يقوم بنقل الأولاد إلى حظيرة متهالكة، حيث يعمل الاولاد بجد لارجاعها الى حالتها الاولى. على الجانب السلبي يقوم شخص في جاردينيير بفتح بيت سيئ السمعة، اي منزل للدعارة.
جوزيبي (النطق الايطالي للاسم يوسف)، وهو واحد من الأولاد الذين أخذهم دون بوسكو من الشوارع، يقع في حب فتاة تدعى لينا، وهي فتاة من عائلة مفككة اضطرت للعمل في جاردينير. والدتها دفعتها الى ذلك للمساعدة في توفير احتياجات جميع أفراد الأسرة. عندما ترفض الاستمرار في العمل، يقوم زوج والدتها بطردها من المنزل، حيث يقوم جوزيبي بانقاذها فيأخذها إلى قبو سري في احد الشوارع. دون بوسكو يعلم عن هذا، ويرتب لها للعمل كمساعد متجر لاحد الاصدقاء. ولكن نفاد صبر جوزيبي وتعجله للزواج من لينا يقوده الى نتائج مؤسفة حيث يقبض عليه بسبب السرقة، وتتكشف هنا حبكة فرعية درامية عن الثقة والفداء. حيث يتوسط لدى مدير السجن ان يأذن للاحداث المقبوض عليهم بالخروج للتنزه، كان من بينهم جوسيبي الذي يهرب للالتقاء ب "لينا"، مما يعرض دون بوسكو للسجن، ولكن جوسيبي يعدل عن قراره بالهرب، ويرجع للسجن ثانية. ثم يخرج بعد قضاء باقي فترة العقوبة، ليصرّح لدون بوسكو انه تعهد للعذراء بتكريس نفسه للعمل كمساعد له. لكن دون بوسكو يقول له ان مكانه ليس هنا، وان العذراء تقدّر موقفه، وان الحب والزواج شئ رائع ايضا.
في تلك الفترة عمت الاضطرابات ارجاء ايطاليا، تستطيع الحكومة ان تكسر تمرد طلابي في صالح توحيد إيطاليا والدستور. ولكن الوضع يتفاقم ويخرج بسرعة عن نطاق السيطرة ويجول الغوغاء في الشوارع. يحاول دون بوسكو دون جدوى تفريق مجموعة من المتمردين الذين يهاجمون المباني الحكومية المحلية، يكسب فقط الانتقام من الثوار الذين يتخذون محاولة لاغتياله من خلال اعطائه النبيذ المسموم. كما يأملون في جذب الأولاد إلى صفهم في التمرد، لكنهم يرفضون ويبقون في اصرار وراء رجل الدين الحبيب.
من ناحية أخرى، يتخذ المسؤولون الحكوميون، اساليب ملتوية في محاولة لوقف نشاط دون بوسكو بين الشباب في تورينو. وعندما لا يستطيعون دفعه لإغلاق مأوى المشردين، يلجأون إلى احد القتلة المأجورين، الذي تحبط محاولته في قتل دون بوسكو بظهور كلب كبير في الوقت المناسب، يعتقد دون بوسكو انه إرسل من قبل عناية السماء.
حتى المسؤولون في الكنيسة يبدأون في الضغط عليه للتخلي عن جهوده. حيث يذهب احد الأساقفة الى أبعد من ذلك لوقف دون بوسكو عن سماع اعترافات الشباب والاهتمام بهم. عندما يقترح عليه أن يأخذ إجازة مريحة في الريف، يستجيب دون بوسكو و بدلا من ذلك يسافر إلى روما ويحصل على مقابلة مع قداسة البابا بيوس التاسع. يخبره البابا انه شكل لجنة من 4 كرادلة لفحص شكوى المطران.. يحصل تعادل في اصوات الكرادلة.. يسألهم عن القانون فيقولوا له انه يجب ان يجرى اقتراع اخر فلابد ان يحصل على موافقة النصف بزيادة واحد. يحصل دون بوسكو على دعم البابا حيث يضم البابا صوته الى جانب الموافقة، وبالتالي يوافق على تأسيس رهبانية الساليزيان ، ويعود الى تورينو ويبدأ النظام الديني الجديد بين الشباب وهو المعروف باسم "رهبنة الساليزيان" تكريما للقديس فرانسيس من ساليز، ولكن وضعه الصحي يسوء، وأيامه الأخيرة تقترب، في ختام عاطفي للفيلم مملوء بالمشاعر المرهفة.
هذا الفيلم هو قصة مؤثرة بعمق للحب الباذل المضحي. وغني عن القول، انه غارق في الروحانية والتصوف، وتستخدم الأحلام التى رآها دون بوسكو باعتبارها عضد ثابت. حيث يحلم دون بوسكو حلما عن جاردينير حتى قبل أن يرى هذا المكان. وعندما يكشف لجوزيبي أنه يعرف علاقته بمحبوبته لينا، يؤكد له أنه لم يعرف ذلك عن طريق التجسس، انه فقط عرف ذلك (يستبط المشاهد انه عرف ذلك عن طريق حلم او بما يسمى موهبة الشفافية عند القديسين). وعندما يقابل البابا في روما، يروي ايضاعن أحلامه عن المسيح الطفل والأم المباركة العذراء وهو الحلم الذي ألهمه لاحتضان مهمته في تورينو.
على الرغم من ان هذا الفيلم كاثوليكي في طبيعته، فإنه لا يخفي إخفاقات أعضاء الكنيسة ويصف كل أعضاءها، في التسلسل الهرمي للرئاسة الدينية، بصدق وصراحة شديدة، لم يأخذ الفيلم جانب مخادع بالتغطية على المشاكل في المؤسسة ككل. وهذا هو النقد المتوازن، جانب منير، وجانب معتم أيضا. هذه العناصر الروحية متوازنة على قدم المساواة مع تقديم الإثارة، من خلال تصوير التمرد الطلابي إلى عدة محاولات اغتيال لدون بوسكو.
رابط الفيلم بالانجليزية على يوتيوب:
https://www.youtube.com/watch?v=lmkViNeSsPQ
مصدر المقالة:
http://silverscreenspiritual.blogspot.com
موضوعات ذات صلة:
القديس دون بوسكو