في احد المرات كان "وجدي" وحيدا في المنزل. تلفت حوله
ولم يجد ما يسليه سوى جهاز الكمبيوتر. جلس ليلعب بعض الالعاب.. ولكنه تعطل منه ..
خاف من والديه .. ولذلك قرر ان يهرب .. ولما تعب من السير في الشارع وامسى الليل نام
على الرصيف .. وفي الصباح صلى قائلا: "يا رب ارشدني ماذا افعل؟.." وقرر ان يقص قصته على الناس ويطلب منهم صدقة فهو
جوعان.. الشخص الاول اعطاه عملة ونصحه قائلا: "ينبغي يا ولدي ان تعود الى
بيتك، فالانسان لا يجد راحة الا في منزله" فشكره.. الشخص الثاني اعطاه ايضا
قطعة نقدية وقال له ".. كيف فعلت هذا ، لقد افسدت جهاز غالي الثمن.. لا شك ان
ابويك سيعاقبانك.. لا تعود الى بيتك" .. اصبح وجدي في حيرة- الشخص الاول نصحه
بالعودة والثاني بعدم العودة. اين الصواب؟ قام وجدي بشراء طعاما بالمال الذي حصل
عليه .. فاكل وشبع وانتظر المحسن الثالث والذي سيكون كلامه هو الفيصل..
واثناء
جلوسه على الرصيف مر به رجل ذو لحية يرتدي نظارة سوداء وقال له "ايهما اغلى عند والديك- انت ام جهاز الكمبيوتر"
فكر وجدي وقال: انا.. فاستطرد الرجل "وايهما يحبان اكثر – انت ام
الجهاز؟" كرر وجدي قوله "انا.." فقال الرجل : اذا هل تظن ان والديك
سوف يحزنان على جهاز الحاسب اكثر من حزنهما على فقدانك؟"
سر وجدي من كلام الشخص الثالث.. وشجعه ان
يسأله: "لكن ماذا عن العقاب الذي ينتظرني؟"
اجاب الرجل:
"ينبغي ان تعلم ان والدك يحبك اكثر من
اي شئ واكثر من نفسه .. والامر الثاني ينبغي ان تعرف انك اخطأت. فهل تريد ان تكون
شجاعا ام جبانا؟
اجاب: شجاعا طبعا..
اذا الشجاع هو من يقر بخطأه. والجبان هو الذي
يهرب. اذا اذهب واعترف بخطأك. وانا واثق انه سيعفو عنك ولن يعاقبك.. هيا اسرع ماذا
تنتظر يا وجدي؟
فوجئ وجدي ان الرجل يخلع نظارته السوداء ويجد
انه ابيه.
ارتمى في حضنه وقال الاب: لقد فعلت هذا لاني
كنت اعلم انني اذا بحثت عنك دون تنكر لهربت مني خوفا من العقاب.
==
اليس هذا هو الهدف من تجسد ابن الله ، اذ
اخلى نفسه واخذ صورة عبد. وهكذا علمنا المسيح ان الاب السماوي يبحث عنا ويريد ان
نرجع الى احضانه.