لقد اجمع الاباء ان يسوع مثلنا في كل شئ ما
خلا الخطية وذلك لانه اخلى ذاته. مطبقة ذلك على معرفة يسوع التي شابهة معرفتنا
البشرية المحدودة. ويقول الكتاب ان الطفل يسوع "كان ينمو في القامة والحكمة
والنعمة عند الله والناس"(لو1: 54). "تعلم الطاعة وهو الابن بما عانى من
الالم"(عب5: 7 و 8). فيسوع قد تعلم الطاعة فاكتسب الطاعة شأنه شأن كل انسان
يتعلم في الحياة ومن الحياة.
وهكذا فان يسوع تدرج ونما في الوعي لبنوته
الالهية والوهيته. وهو في ذلك انسان حقيقي قد شاركنا انسانيتنا في كل شئ، بما فيها
النمو والوعي المتدرج كما شاركنا في التجارب والضعف والالم والموت.
الحق
يقال ان قضية وعي يسوع شائكة للغاية، اذ ينبغي لنا التمسك بقطبي الالوهية
والانسانية معا ومشاركة كل منهما للاخر في خصائصه: الالوهية تشارك الانسانية ..
بدون اهمال او التقليل من شأن الالوهية والا وقعنا في فخ اريوسية جديدة. ولا
الانسانية والا وقعنا في فخ دوسيتية (الظاهرية) جديدة. وان الازدواجية – ولا نقول
ازدواجية التي قد توقع في فخ نسطورية جديدة. فان لم نسلم .. بهذا، انكرنا واقع
التجسد والتخلي – كما قال القديس كيرلس الاسكندري.
الانسان، ذلك السر العظيم، الاب فاضل سيداروس اليسوعي