الثلاثاء، 26 يناير 2016

بورتريه للمسيحية


تقدم المسيحية اعلانا عن معنى الحياة. اني ارى تأثير المسيحية كصورة زيتية جدارية متألقة مرسومة بالوان جميلة لامعة. فبدون المسيحية ، سيكون هناك قدر كبير من البهتان، ومجرد خطوط قليلة متناثرة متفرقة هنا وهناك ليس لها اي معنى. لمسات الفرشاة في الصورة سوف ترسم المناظر التي تكشف عن الدوافع الانسانية الشاملة التي الهمتها حياة المسيح وتعليمه. فالمسيحيون اشتركوا في مساعدة الفقراء والمحرومين والمعوزين. واذا افترضنا عدم وجود كل هذا العمل الخيري في المستشفيات ومؤسسات الاعانة لاطعام الجوعى وكساء الفقراء ستكون ضربة قاصمة للعالم.

المسيحيون سلموا عقولهم لله ولو حذفت اسهاماتهم الادبية والموسيقية والمعمارية والعلمية والفنية سيصير العالم بلا شك اكثر بلادة وضحالة بشكل كبير. فكر في المؤسسات التعليمية العظيمية الرائدة التي بنيت. 

لي ستروبل في كتابه "القضية – الايمان"

ميمر القديس يوسف الرامي



ميمر للقديس ابيفانيوس اسقف قبرص.

لما ولد المسيح ارتضى بالاقماط وههنا لما دفن لف بالاكفان.
لما ولد قبل المر من المجوس، وعندما دفن قبل المر والصبر من يوسف ونيقوديموس.
انك تشاء ان تعرف كيف وضع جسد المسيح في القبر؟ واي وقت دفن؟ ومن قام بدفنه؟

قال الانجيل المقدس: دخل انسان غنى من الرامة اسمه يوسف الى بيلاطس وطلب جسد يسوع..
دخل انسان الى انسان يطلب ويلتمس منه جابل الانسان.
طلب الطين من طين مثله ان يأخذ خالق كل الارض وملؤها.
القطرة الصغيرة طلبت ان تأخ من النقطة اليسيرة اللجج التي لا قرار لها.
من ابصر وسمع منذ الدهر ان انسانا يهب انسانا خالق الناس .

قال: لما صار المساء اقبل غني من الرامة اسمه يوسف ..
حقا انه غني ، لانه استحق ان يأخذ الدرة التي لا ثمن لها.
حقا انه لموسر لانه حمل قارورة فائضة من ملء اللاهوت.

وكيف لا يكون يوسف غنيا بما انه قبل بارئ الكل ومالئ الكل؟
رغم انه فعل ذلك لما صار المساء لانه منذ ذلك الوقت كان شمس العدل قد غاب في الجحيم،

تلميذان في السر اتيا يخفيان جسد يسوع في قبر معترفين باستتارهما بالسر المكتوم في الجحيم ،
سر الاله المخفى في صورة بشر. ..
وما قال اعطني يا بيلاطس جسد يسوع الذي عند موته اظلم الشمس وشقق الصخور وزلزل الارض وفتح القبور وشق ستر الهيكل وصنع تلك المعجزات.
لم يقل لبيلاطس شيئا من هذا. فماذا قال اذن؟
انه قال ايها الحاكم قد جئتك راجيا اجابة طلبة صغيرة. اعطني ميتا لادفنه.
اعطني جسد ذلك الانسان الذي حكم عليه. يسوع الناصري. يسوع المسكين. يسوع المعلق عاريا.
يسوع المحتقر من كل احد. يسوع ابن النجار.. يسوع الغريب في الغربة،
اعطني جسد هذا الغريب فانه قد جاء من بلده ليستخلص الغريب.
اعطني هذا الغريب فانه انحدر الى البلد المظلم لاجل الغريب.
اعطني هذا الناصري الذي وضع في مزود كغريب لا بيت له ولا مأوى.
اعطني هذا الغريب الذي تغرب في براري مصر هاربا من وجه هيرودس.
ايها الوالي اعطني هذا المعلق عاريا على خشبة لاستره فقد سبق وستر عرى طبيعتي.
اعطني هذا الميت لادفنه كما دفن هو خطيتي في (نهر) الاردن.

الاثنين، 25 يناير 2016

ادراك الهوية



الفكرة لا توجد الى ان تدرك. اي شيء لا يدرك حتى يتم "اكتشافه". ويمكن تطبيق هذا المفهوم المثالي للهويات الخاصة بنا. لا يعتمد وضعنا حسب الكيفية التي ننظر بها لأنفسنا، ولكن كيف ننظر الى انفسنا عندما "نكتشف" انفسنا. ومع ذلك، نحن نريد أن ينظر الينا بالطريقة التي ننظر إليها لانفسنا وليس بالطريقة التي ينظر بها الينا أولئك الذين لا يعرفون حقيقتنا لانهم كثيرا ما أخطأوا في الحكم علينا. وبالتالي، يصبح الصراع لموائمة تصور الاخرين عنا وهو في حد ذاته قوة دافعة لنا لمحاولة جعل انفسنا تتفق مع الطريقة التي يخبرنا الاخرين أننا يجب أن نكون عليها. هل نهتم باراء الاخرين عنا؟ هل نتأثر بمديحهم وبذمهم؟ هل نستطيع ارضاء الناس دائما؟ هل هم على حق دائما في حكمهم علينا؟ وان كان الجواب لا، فمتى ننصت لارائهم ومتى لا نفعل؟

انه سؤال هام يجب ان نجيب عنه بعمق بعد ان نتأمله مليا.

الصورة، اوالهوية، كيف يمكن قياسها بطريقة نوعية و / أو كمية، في نظام صارم لمجتمع يلتزم بشدة بالتقليد، ويتم الترويج للكم على حساب النوع في كثير من الامور؟ على سبيل المثال، قد يكون أكثر أهمية بالنسبة لك عدد من يضغطون زر الاعجاب على البوستات أو عدد الأصدقاء في صفحتك على الفيسبوك وليس عمق تواصلك مع هؤلاء الأصدقاء. ومع ذلك، من دون عمق التواصل فان نوعية الصورة الذهنية عندك او الاخرين لا تزال سطحية ويمكن اعتبارها ضعيفة.

هل سيأتي وقت يقيس البعض منا معنى حياته من خلال نوعية المعلومات التي يخرج بها محرك البحث جوجل عند البحث عن اسمه. هذا يبدو مرعبا، ولكن أصبحت شبكة الإنترنت بالفعل عاملا حاسما في عالمنا ينظر إليها وليس ما لدينا من إدراك عن انفسنا.

الشفافية ايضا هي عامل حيوي في هويتنا، كيف نحتفظ بحاجتنا الأساسية للخصوصية؟ حاجتنا لإخفاء أنفسنا لأي سبب من الأسباب: ربما لأننا نريد الهدوء. لأننا نريد السلام والصمت والخصوصية؛ او لأننا تعبنا من أن يساء فهمنا من قبل الاخرين ...الخ؟

الأحد، 24 يناير 2016

هوذا انا امة الرب



الوضعية التي يظهر فيها الملاك جبرائيل وهو يبشر العذراء فريدة .
ربما الرسالة التي اراد الفنان ان تصل الينا هو ان الملاك ينتظر.. انه ينتظر رد العذراء مريم.

عزيزي الله ينتظر قبولنا لمواعيده، ينتظرقبولنا لعطاياه، ينتظر قبولنا لاعمال محبته..

السبت، 23 يناير 2016

ابرص يروي قصته


"ألم يوجد من يرجع ليعطي المجد لله غير هذا الغريب الجنس"(لو11: 17-19)
كنا معزولين خارج المدينة بسبب اصابتنا بمرض معد خطير. كان ذلك المرض هو البرص. كنا عشرة مصابين بذلك الداء او تلك الضربة المؤلمة. يعلم الجميع بالطبع انها ضربة بسبب خطايانا وليست مرضا عاديا وحسبما جاء في الناموس هي تمثل اللعنة وعقاب الخطية. نشعر جميعا نحن العشرة بما ارتكبناه من ذنوب، ولذلك تحملنا المعاناة بصبر على امل انه في يوم ما يتحنن علينا السيد الرب ويرفع عنا هذه الضربة. كانت احوالنا المعيشية سيئة وتزداد سوءا يوما بعد يوم. بالاضافة الى معاناة الشعور بالوحدة وبالنبذ من الاخرين. كان يتحتم علينا ان نصرخ "ابرص ابرص" اذا ما تصادف احد بالمرور بالمنطقة التي كنا مقيمين بها حتى يبتعد عنا. ما اصعب الانفصال عن الهنا الحي وعن شعبه المقدس. 

وصلت إلينا يوما الأخبار أنّ يسوع نبيٌّ عظيم، وأنّه يتمتّع بقُدرةٍ فائقة على شفاء الأمراض كلّها، بلمسةٍ واحدة أو بكلمةٍ واحدة يتفوّه بها ولو عن بُعْد.

وبَلَغَنا أيضاً أنّ يسوع يتجوّل مع تلاميذه بين الجليل والسامرة، في المنطقة التي كنا نسكن فيها. انه يعلّم الناس وهو سائر إلى أورشليم. فتوجّهنا إليه ورأيناه من بعيد وهو يدخل قريةً صغيرة.

أخذنا نصرخ عن بعدٍ بأعلى أصواتنا: " رُحماكَ يا يسوع المعلّم ". فهم يسوع معنى هذه الصرخة. وادرك اننا نطلب منه مُعجِزةً تشفينا وتخلّصنا من آلام البَرَص وعار النجاسة، وتُمَكّنا من العودة إلى بيوتنا وأُسَرِنا.

سمع يسوع أصواتنا والتفت إلينا ورقَّ لحالنا وأمرنا بصوتٍ عالٍ أن نذهب إلى الكهنة ونعرض عليهم انفسنا ليفحصوننا مجددا، هذا ما كانت تأمر به شريعتنا اذا وجدونا اطهارا رجعنا الى المدينة واذا وجدوا ان الضربة ما زالت فينا رجعنا الى معاناتنا مرة اخرى. ولكن كيف نذهب الى الكهنة ونحن لا زلنا برصا؟ لماذا لم يقل لنا يسوع كلمة لنبرأ؟

على العموم لقد اطعنا كلامه فقد كانت تحدونا الرغبة الشديدة في العودة الى ذوينا. توجّهنا إلى مجمع تلك المنطقة ليُطلع الكهنة على حالنا. وما كدنا نسير بضعَ خطوات حتّى شعرنا بأنّ آلام البَرَص قد زالت عنا، وأنّ أجسادنا أصبحت نقيّة سليمة، لا أثر فيها للبُقَع السوداء ولا لتآكل المرض الخبيث.

هكذا كان مفعول صرخة الرجاء. لقد حرّكت عاطفة الرأفة في قلب يسوع فأشفق علينا وشفان نحن العشرة. قفز قلبي داخلي من الفرح. سجدت الى الارض شاكرا الرب وقلت لرفقائي "علينا العودة لنقدم الشكر لمن منّ علينا بالشفاء.". لكن رفقائي استثقلوا مشقة الرجوع واخذوا يلقون باعذار وتبريرات. 
قال توراس:
- انا متشوق لرؤية اسرتي.
وقال يهوذا:
- وماذا اذا رأى الكهنة اننا لم نشفى بعد.
وقال شمعي:
انا مرهق واكاد اسقط من الاعياء. الا ترون كم ضعفت وصار جسمي نحيلا من قلة الطعام ومن صعوبة الايام التي قضيناها في المرض. ورغم انني ارى جلدي سليما، الا انني اشعر وكأني على بعد خطوات من الموت بسبب ما اصابني من هزال. سأذهب فيما بعد واشكره. لكن ليس الان.. ليس الان.
وقال اليآب: 
وماذا اذا وجدنا يسوع قد غادر القرية؟ هل سنضطر الى تكبد عناء الارتحال ورائه والبحث عنه؟ ان الساعة الان التاسعة، وارى انه سيكون المساء قد حلّ حين نصل الى هناك، وبالتالي علينا ان ننتظر ليوم اخر.

وهكذا قدم الباقون اعذارا.. بينما كنت انا السامري الوحيد بينهم. وجدت نفسي غريبا بينهم. ولكني وجدت انه من غير اللائق الا ارجع. وعلى الرغم من ان كل اعذارهم كانت مقنعة لي الا ان قلبي كان يختلج بشعور عارم بالامتنان تجاه يسوع. على ان ارجع لاشكره مهما استبد من ألم وهزال. لذا تركت رفاقي ورجعت إلى يسوع وارتميت على قدمَيْه حين رأيته وشكرت نعمته بصوتٍ عالٍ.

تأثّر يسوع بما فعلته وبما اظهرته من عاطفة وامتنان، فقال:" أليسَ العَشَرةُ قد برئِوا فأينَ التسعة؟"(لو10)
لم يكن يسوع يريد بهذا القول أن يَفرُضَ على البُرْص التسعة الذين طهروا العودةَ إليه والتعبيرَ عن شكرهم لإحسانه، بل كان يريدهم ان ينالوا بركة اكثر بتقديم المجد لله. نظر اليّ يسوع برقة بالغة وقال عبارة اسعدتني تلك اللحظة ولا ازال اشعر بنفس السعادة الى الان. لقد قال لي: "ايمانك خلصك"

الجمعة، 22 يناير 2016

القديسة مريم القبطية


كان من عادة الاباء الرهبان في فترة صوم الاربعين المقدسة ان ينطلقوا في البرية. كان الاب زوسيما يتجول في البرية وإذا به أمام امرأة عمرها حوالي الثمانين سنة، قد أحرقت الشمس بشرتها. تضرّع إليها أن تسردَ له قصتَها وكيف أتت إلى الصحراء، فأجابته بسبب إلحاحه:
"اسمي مريم وأنا من الإسكندرية، في صباي كنت جميلة جداً وطبعاً تافهة جداً. لم أكن أهتم بما لله ولا بالأخلاق. كنت أقول لنفسي: سوف أفعل ما أشاء ولن يستطيع أحدٌ إيقافي، ما دمت أمرح وأقضي وقتاً ممتعاً.. لم أبال بكوني قاسية أو سيئة الطباع أو أني أسخر من الناس. ذات مرّة رأيت جمعاً كبيراً من الناس يتجهون نحو الشاطئ. سألت عن السبب، فقالوا لي إنهم ذاهبون إلى أورشليم لرفع الصليب المحيي بعد أيام قليلة. أعجبتني الفكرة وأردت الذهابَ معهم لعلي أجد تسليات جديدة. وأبحرت إلى أورشليم. وصلت إلى هناك، وأخذت ألهو وأتسلّى. وجاء يوم عيد رفع الصليب، فرأيت حشوداً من الحجاج يتجهون إلى كنيسة القيامة فانضممت إليهم.

كان الحجاج يدخلون الكنسية، وكنت أسير معهم عندما أحسست فجأة أن شيئاً ما يدفعني بعيداً عن الباب. حاولت مجدداً الدخول، ومن جديد شعرت بأنّ هناك قوةً تمنعني من الدخول. حاولت مرةً ثالثة لكن دون جدوى، لم أستطع عبورَ باب الكنيسة. لماذا لا يمكنني أن أدخل؟ لا أستطيع أن أفهم. هل هي خطاياي الكثيرة التي تمنعني من الدخول إلى بيت الله. في اللحظة التي فكرت في ذلك، بدأت أتغيّر. لم أعد أحاول الدخول إلى الكنيسة، بل نظرت إلى أيقونة لوالدة الإلة مرسومةٍ فوق مدخل الكنيسة. نِظْرةُ والدة الإله في الأيقونة جعلتني أخجل من نفسي. كيف أحاول الدخول إلى حضرة الله وأنا قد صنعت أموراً كثيرة لا ترضي الله؟ لم أفكّر يوماً في ما هو جيّدٌ لأفعله بل ما أريده كنت أفعله. كم كانت حياتي مختلفة عن حياة والدة الإله". هنا توقفت الناسكة العجور وأخذت تبكي وهي تفتكر بسني شبابها التي أضاعتها في أمورٍ تافهة. ثم أكملت: "ثم خرجتُ من الكنيسة وسجدتُ لأيقونة والدة الإله وطلبتُ منها أن تمنَحَني فرصةً للتوبة عن خطاياي.

كان مجرّد التفكير في خطاياي يعذّبني. بكَيت بحسرة كبيرة. غير أنّي شعرت برجاءٍ في قلبي فتحركْتُ صوب باب الكنيسة مجدداً وإذا بي أدخل دون أيِّ عائقٍ، علمت، إذ ذاك، أنَّ الله يقبل توبة الخاطئين. في هذا المكان المقدّس سجدت للصليب المحيي وقبّلتُه برعدة. ثم خرجت من الكنيسة وسجدت لأيقونة والدة الإله وطلبت منها أن تمنحني فرصةً للتعويض عن خطاياي. فجاءني صوتٌ من السماء يقول لي :"اذهبي إلى الصحراء عبر نهر الأردن". هذا حصل منذ أكثر من خمسين سنة. في البدء كانت الحياة في الصحراء صعبة عليّ، كنت أتذكّر حياتي السالفة، أصدقائي، الأوقات الجميلة التي كنّا نقضيها سوية، وكنت أتذكّر الأطعمة الطيبة والشراب اللذيذ وكلَّ الأشياء الجميلة الأخرى التي اعتدتُ عليها، وفي الصحراء لا أستطيع أن أجد نقطة ماء لأشرب. كثيراً ما شعرت بالجوع، والشمس تُحرقُني بلا رحمة. مراراً مرضت وقاربت الموت. أحياناً، عند تذكّري حياتي السالفة بتوجعٍ، كنت أستلقي على الأرض وبدموع أتوسّل إلى الربّ الإله أن يعينني. في النهاية أعطاني الربّ الإله سلاماً في قلبي. بكيت كثيراً على خطاياي والربُّ الرحيم قَبِل توبتي وعزّاني.

الثلاثاء، 19 يناير 2016

فضل المسيحية على العالم


كثير من الدارسين من القرن العشرين حين يتأملون شكل الحضارة بدون المسيحية يصيبهم القنوط. فهل العالم اسوأ ام افضل حالا بسبب وجود المسيحية؟ لقد كتب احدهم قائلا: "ان كلا من ارسطو وافلاطون اعتقدا ان معظم البشر بالطبيعة عبيد ومناسبين فقط للعبودية". وعلى النقيض اصرت المسيحية ان كل انسان محبوب من الخالق ومخلوق على صورة الله لكي يدخل في صداقة ابدية معه.
ان الصدمة المدوية للالحاد ارسلت موجات مدمرة عبر اوربا وفيما ورائها كانمن نتيجتها قتل اكثر من مائة مليون انسان في القرن الماضي وحده. لقد دفعت الانسانية ثمناباهظا فادحا للاختبارات المرعبة للمقاومة المتعمدة للايمان، منفذة على يد لنين وهتلر، ستالين، ماوتسي تونج واخرين – حيث كان كل منهم متأثرا بشكل عميق بكتابات قادة الالحاد.. وبعد رؤية نمو الالحاد.. من السهل ان نرى ونقول انه بدون الله كم نحن ضائعون!

من حوار لي ستروبل مع احد اللاهوتيين- في كتابه "القضية – الايمان"

كتاب: بدونك لا يوجد نحن



بدونك لا يوجد "نحن"، كتاب من تأليف كاتبة من كوريا الجنوبية تدعى سوكي. وهو بمثابة مذكرات لكيم التي هي في الأصل من سيول ولكنها تعيش الان في نيويورك عندما كانت تقوم بالتدريس في جامعة بيونغ يانغ للعلوم والتكنولوجيا في كوريا الشمالية، وهي جامعة ممولة بشكل من تبرعات من الكنائس الإنجيلية في جميع أنحاء العالم. وهذه المدرسة لا يحضرها إلا أبناء كوريا الشمالية الأكثر حظا او بتعبير اخر النخبة. كيم امضت ستة أشهر في تدريس اللغة الإنجليزية في الجامعة، وكانت أيضا تأخذ سرا بعض الملاحظات على ما سيصبح فيما بعد هذه المذكرات. "بدونك، لا يوجد نحن" في إشارة إلى واحدة من العديد من الأغاني ذات الطابع العسكري لكوريا الشمالية، تحت عنوان "معك" في اشارة الى "كيم جونغ ايل" رئيس كوريا الشمالية.

كيم  في مذكراتها تكشف بتفصيل عن القيود الصارمة التي تفرض على السكان في كوريا الشمالية من قبل نظام الحكم للتحكم في حياة المواطني. كم التفاصيل الكثيرة التي تمتلئ بها صفحات الكتاب، تبث الشعور بالحزن والالم والصدمة في نفس اي قارئ. ولكن كل لحظة من لحظات الصدمة تنطوي على تذكير لا مفر منه لنا بملف حقوق الانسان - بأنه لا توجد حقوق للإنسان في كوريا الشمالية.

الكتاب يذكرنا بالرواية الشهيرة لجورج اورويل بعنوان "1984" والتي تصف انظمة الحكم الشمولية. من المعروف ان كوريا الشمالية البلد الوحيدة حاليا في العالم التي تفرض حظرا على جميع وسائل الاتصال سواءا داخليا او خارجيا- بمعنى انه لا يوجد بها هواتف محمولة او اتصال مع العالم الخارجي بالانترنت.

يمكنك قراءة بوست عن رواية "1984" هنــــــا

رابط لبوست بالانجيليزية هنــــــــــــا يحوي مقالا وفيديو للكاتبة سوكي كيم وهي تتحدث عن الفترة التي قضتها في كوريا الشمالية مع اولاد النخبة.

الاثنين، 18 يناير 2016

الكتب


تنطلق المعرفة من صدور الكتب،
بعد صوم دهري عن الكلام،
فهي مخزونة هناك في صمت و ترقب،
في انتظار لنابش متعطش،
و لعاشق كتب،
و لضال موشك على الهداية.

نجدها تعاهد الساعي لها،
وقارعة لباب الغافل عنها،
وحين يرفضها،
تتركه إحتراما لرغبته،
يقين شديد وثقة كاملة بقدرتها على إستعادته يومًا ما.

تلك هي المعرفة المخزونة في كتب،
والتي تبغي ان تكون حبيسة في عقول البشر،
بعد عان اكتظت بها رفوف المكتبات حتى لم يعد لها مكان.

هلا تذكرنا دور الرقابة في احدى الروايات،
حيث اضطلعت وزارة الحقيقة بدور الرقيب على كل المطبوعات،
ويا لسخرية القدر!
وزارة الحقيقة تقوم بتزييف حقائق التاريخ،
لتنطق بنبؤات مذهلة عن انجازات احد الطغاة!

الأحد، 17 يناير 2016

صورتان


عند الصليب نرى صورتان للانسانية،
تمثل كل منهما وجها للحياة،
صورتان للعالم تتجاذبانه وتشطرانه شطرا.
قوتان تتنازعانه، قوة الخير وقوة الشر،
امكانية النعم،وامكانية البلاء والشقاء. امكانية قبول النعمة وامكانية رفضها.
فئتان في الحياة فئة تفهم قيمة الحياة، وفئة تعبث بها.
فئة تفهم قيمة الالم وفئة تستنكره.
فئة تقبل الالم وتحوله الى ينبوع بركة وخلاص للنفس.
وفئة ترفضه وتصب سيلا من اللعنات ووابلا من التذمرات.
هناك عند اقدام المصلوب وعلى مقربة من هذين اللصين نقف صامتين،
يجب علينا ان نتأمل في مجد السماء وفي عذاب الجحيم.
الديان اختار ان يعلق على الجلجثة ليقيم الخراف عن يمينه والجداء عن يساره.
حقد اليهود الاشرار جعلهم يصلبون المسيح بين اللصوص ليؤكدون عار موته.
لكننا رأينا في المذنبين اللذين صلبا معه رمزا للشعبين اليهود والامم.
اليهود حكم عليهم الناموس انهم مذنبين بتعدي الناموس،
والامم كانوا مذنبين لانهم عبدوا المخلوق دون الخالق.

السبت، 16 يناير 2016

فن القيادة


في الكتاب المقدس أمثلة عديدة عن رجال الله الذين واجهوا مشاكل وصعوبات. من هؤلاء كان موسى. لقد واجه مشكلة في إحدى مراحل حياته عندما حاول أن يعمل كل شيء بنفسه. يتصرّف البعض بالطريقة ذاتها. تتلخّص فلسفة هؤلاء الناس في الحياة في هذه الجملة. "إذا أردت عملاً جيداً فاعمله بنفسك".

كان في حياة موسى ما يدعو للإعجاب وهو انهماكه شخصياً في شؤون الشعب. فهو لم يكن مجرّد مراقب لا يقوم بعمل. لكن قوته هذه كانت مصدر ضعفه. "وحدث في الغد أن موسى جلس ليقضي للشعب، فوقف الشعب عند موسى من الصباح إلى المساء" (خروج 18: 13). لقد أعطى موسى كل هذا العطاء لأناس حاولوا قبلاً رجمه حتى الموت. إذا كنت تخدم وتساعد أناساً يقدّرون ما تعمله فذلك سهل نوعاً ما، ولكن موسى كان يبذل أقصى جهد من أجل فئة ناكرة للجميل تحقد ولا تقدّر ولا تفكّر بل حاولت قبل ذلك بقليل أن تقتله. كان موسى خادماً لله، وكان يحاول أن يبيّن أمام الشعب صفات من له روح الله.

وفي أحد الأيام لاحظ حموه ما كان يفعله فسأله: "ما هذا الأمر الذي أنت صانع للشعب؟ ما بالك جالساً وحدك وجميع الشعب واقف عندك من الصباح إلى المساء؟" (خروج 18: 14). فأجاب موسى "إن الشعب يأتي إليّ ليسأل الله. إذا كان لهم دعوى يأتون إليَّ فأقضي بين الرجل وصاحبه وأعرّفهم فرائض الله وشرائعه" (خروج 18: 15- 16).

عندما سمع حموه هذا الشرح أعطى موسى نصيحة قيّمة. "فقال حمو موسى له ليس جيداً الأمر الذي أنت صانع. إنك تكدُّ أنت وهذا الشعب الذي معك جميعاً. لأن الأمر أعظم منك. لا تستطيع أن تصنعه وحدك. الآن اسمع لصوتي فأنصحك. فليكن الله معك. كن أنت للشعب أمام الله وقدّم أنت الدعاوي إلى الله، وعلّمهم الفرائض والشرائع، وعرّفهم الطريق الذي يسلكونه والعمل الذي يعملونه. وأنت تنظر من جميع الشعب ذوي قدرة خائفين الله أمناء مبغضين الرشوة، وتقيمهم عليهم رؤساء ألوف ورؤساء مئات ورؤساء خماسين ورؤساء عشرات. فيقضون للشعب كل حين ويكون أن كل الدعاوي الكبيرة يجيئون بها إليك، وكل الدعاوي الصغيرة يقضون هم فيها، وخفّف عن نفسك فهم يحملون معك. إن فعلت هذا الأمر وأوصاك الله تستطيع القيام، وكل هذا الشعب أيضاً يأتي إلى مكانه بالسلام" (خروج 18: 17- 23).

إن أشد ما يثير الإعجاب في هذا الحادث هو أن موسى كان ذا وعيٍ وتبصّر فقبل تلك النصيحة. كان من الممكن أن يرفضها بدافع الكبرياء. كان ممكناً أن يقول: "من تظن نفسك لتعلّمني ماذا أفعل؟ ألا تعرف من أنا؟ أنا موسى الرجل الذي تكلم مع الله بالذات وجهاً لوجه. لو كنت بحاجة لنصيحة فأنا أعرف أين أبحث عنها. أنا قادر على الذهاب إلى الله نفسه ولست بحاجة لأن يأتي أحد أقاربي ويقول لي عما يجب عليَّ عمله". كان من السهل أن يتصرف موسى على هذا الشكل ولكنه لم يفعل. "فسمع موسى لصوت حميه وفعل كلّ ما قال" (خروج 18: 24).