الاثنين، 23 يوليو 2018

اﻻب مكسيميليان كولب


حياة بدل حياة:
في 17 فبراير 1941 ترجل 3 جنود نازيين من سيارة عسكرية امام دير "نيبو كالاناوا" ببولندا يريدون مواجهة الاب ماكسميليان كولب، فاذا بهم ازاء راهب شاحب الوجه، اضناه المرض والجهد، فاقتادوه على الفور الى سجن بورياك. وبعد ايام استدعى الاب كولب امام القائد الالماني النازي الذي استبد به الغضب لدى رؤيته الثوب الرهباني. فصرخ بوجهه:
ايها الكاهن...، قل لي هل تؤمن بالمسيح؟
نعم اؤمن!
واذا بصفعة قوية تهوى عى خده. وجاء السؤال مجددا بتشنج:
وبعد هذا هل تؤمن ايضا؟
نعم اؤمن!
فراح القائد ا والكاهن المسكين لا مقاومة له سوى الاصرار على ايمانه.
وفي 30 من يوليو 1941 هرب احد السجناء من الفرقة 14 من سجن اوشوايتز، فتذكر السجناء المنكودون التهديد القاضي باعدام عشرين سجينا عن كل هاربمن الفرقة. واصطف المعتقلون امام القائد ليختار ، كالجزار، من يرسله الى المحرقة.. وارتفع الزفرات، ويختلط الاستنجاد بالحسرات. واذا باحدهم يصرخ بصوت تخنقه الغصة: "اه، زوجتي التعيسة، اولادي الاعزاء!".
وفي هذه اللحظات ترك احد المعتقلين صفه وتقدم من القائد، فشهر هذا مسدسه وصرخ:
مكانك! ماذا تريد ايها الخنزير؟
فاجابه الاب ماكسميليان – وكان هو المتقدم:
تن تسمح لي بان اموت عوضا عن احد المحكوم عليهم!
من انت؟
انا كاهن كاثوليكي.
عوض من تريد ان تموت؟
عوض هذا (واشار الى الرجل الذي انتخب من قليل).
ولماذا؟
لانه رب عائلة مسكينة!
ووافق القائد ، واقتيد الكاهن المتمثل بسيده المسيح مع المحكومين الاخرين الى غرفة الموت.. غرفة مظلمة تحت الارض، يهمل فيها المعذبون الى ان ينهشهم الموت رويدا رويدا، بانياب الجوع والعطش. واقسى عذاب يعانونه هو العطش المحرق الذي يلهب الاحشاء، ويجفف الدم في العروق. وما اقسى الموت اذا اقبل ببطء!
وفي صباح اليوم 14 من اغسطس كان الاب ماكسيميليان اخر من تبقى من زملائه، فقضى عليه حارس المعتقل بطعنة بخنجر مسموم بمادة الفينول واحرقت جثته! وكان عمره انذاك 47 عاما، لكنه منذ تلك اللحظة دخل عمره الابدي في السماء..
الى ساحة التكريم والمجد:
وفي يوم الاحد 10 اكتوبر 1982 ، وفي ساحة القديس بطرس بروما، وقف البابا يوحنا بولس الثاني يعلن رسميا قداسة مواطنه الاب ماكسميليان كولب، امام حشد غفير يربو على مئة الف شخص من جملتهم فرنسيس كايوفنيكزك نفسه الذي كان الاب كولب قد قدم حياته عنه قبل 40 عاما، وعمره الان 82 عاما.
وفي الكلمة التي القاها بالايطالية والالمانية والبولندية، علّق البابا على قول السيد المسيح "ليس لاحد حب اعظم من هذا، ان يضع احد نفسه لاجل احبائه"(يو15: 13) بان الاب كولب اكمل قول الفادي بحذافيره في معتقل اوشوايتز المشؤؤم، حيث مات 4 ملايين شخص بالتعذيب والاعدام.