الاثنين، 9 يوليو 2018

يوميات الين -10



ذهبت الين في رحلة قصيرة للبحيرة في سيارة اجرة لاحضار بعض الحاجات من الشقة التي تركتها هي وشاد منذ بدء الدراسة. وحينما عادت وبينما كانا يأكلان الفشار، مالت عليه وطلبت اليه "شاد، هل يمكنك ان تترك عملك لنقضي هذه الاجازة هنا؟" الا يكن رائعا لو اننا ذهبنا الى البحيرة غدا ليلا ونبقى هناك اسبوعا؟".

صرخ شاد بحماس "سيدتي، يا لها من فكرة رائعة! بالتاكيد يمكنني ذلك. لقد قضيت كثيرا من الوقت في العمل الفترة السابقة لأن المدير طلب مني ذلك، بسبب مرض احد الزملاء. لذا فسوف يكون من السهول الحصول على اجازة. اتمنى ان نذهب. لكني اخاف الا يكون بمقدورك انت الحصول على اجازة."

"لا، سيدي. الاستاذ نيقولاس يرى انني مرهقة وفي حاجة الى راحة. لذا – لو يمكنك ان تذهب –. اوه -" خطر لها خاطر جعل وجهها يمتقع فقالت "امك لن تتوقع رجوعك الى البيت، أليس كذلك؟"

التقط شاد السلة التي كانت الى جانبه ليتسلى بها قليلا. حدق بها وكانت ملامح وجهه اقل تجهما وهو يجيب "لا. انها تعرف انني لن اتمكن من العودة للبيت منتصف العام. لقد وصلني منهم خطابا اليوم ويريدون مني ان اقضي معهم اجازة عيد الميلاد. بوب ومارلين سوف يتزوجان، وبوب يريدني ان اقوم بدور الاشبين"

سألت بسرعة "الا يمكننا ان نساهم ببعض تكاليف العرس؟" واشتاقت ان تضيف "دعني فقط ادفع لهم من المال ما يغطي نفقات العرس" لكنها تعلم ان ذلك امرا مستحيلا.

كان شاد لا يزال يلف خيوط السلة حول اصبعه. التفت اليها وقال "الين، لو امكننا ان .. اقصد هل تذهبين معي وتجعلين عائلتي ترى زوجتي؟"

"لا، لا يمكنني ذلك. اعلم كم يحزنك هذا. لا احب اخفاء خبر زواجنا. لكننا اتفقنا على ذلك.

"لكم اشتاق ان تكون الاشياء مختلفة، لكن – الا يمكننا ان نخبر الناس بعد؟" جاء صوت شاد متقطعا ومكدرا. وقعت السلة وتبعثرت الجوارب التي فيها حين اقتربت منه الين وهي تقول "من فضلك عزيزي، اذهب بمفردك. العام التالي سأدعك تعلن خبر زواجنا. لكن لا استطيع الآن".

قال بتأكيد "لا تخافي هكذا يا حبيبتي. لن اعمل شئ ضد ارادتك. لكن هذا نهائي وانت ايضا يجب ان تعرفي هذا. لا احب فكرة ان تكوني منزعجة من مجرد فكرة عودتنا الى البيت معي كزوجتي. لكني لن اذهب للبيت بدونك بعد الآن".

خالج الين خليط من المشاعر، لكنها قررت انه سيكون من الافضل ان تترك كل شئ لبعض الوقت. لم ترد عليه، لكنها بدأت تجمع الاشياء المبعثرة، وبعد دقيقة تحدث شاد مرة اخرى.

"يوجد شئ اريد ان اخبرك به. لدي مفاجاة لك. لقد اشتريت بوليصة تأمين على الحياة. اخذت الاجراءات الكافية لأحميك من اي شئ يحدث لك. تسلمت البوليصة اليوم. ها هي. يجب ان تحتفظي بها".

فتحت الين المظروف الكبير. عندما رأت مبلغ البوليصة فزعت وصرخت "لماذا فعلت ذلك؟ كان يجب الا تجعل المبلغ كبيرا هكذا! كيف يمكنك ان تدفع اقساطها".

"اردت ان تكون البوليصة كبيرة بدرجة تكفي لتعيشي في رغد بعد وفاتي. صحيح انه من الصعب ان ادفع اقساطها لسنوات قليلة، لكنني تدبرت الامر - لقد بعت فرسي لاخي بوب وهذا غطى الاشتراك للسنة الاولى. بعد هذا يجب ان اعمل باجتهاد لادفع. امي لديها بوليصة صغيرة سوف تتكفل بنفقات –" توقف فجأة بينما يرى علامات الفزع ثم تابع "حبيبتي. لا تحزني هكذا! يجب ان نتحدث عن اشياء مثل هذه احيانا. كما كنت اقول لك، بوب واخواتي البنات سوف يعتنين بها. لكنك لي، وسوف ارعاك".

قالت الين بينما تفر دمعة على خدها "احبك اكثر مما يمكنني ان اعبّر. لكن دعنا نضع البوليصة جانبا وننسى امرها. على اية حال لو مت انت اريد ان اموت انا ايضا".

"حسنا حبيبتي لا اعتقد انك سوف تستخدمي البوليصة قريبا – ما لم تحاولي كسر اطباق جديدة عليّ في ليلة الاحتفال بعيد الشكر. بالمناسبة، اعتقد انه يمكننا نقترض سيارة الاستاذ مرة اخرى. لقد اصلحت الدبرياج له الاسبوع الماضي لذا فانه سيدفع لي مقابل اصلاحها".

ادركت الين الآن ان سرية زواجهما سيكون من الصعب بعد اليوم الاحتفاظ بها ما لم تخبر شاد بما كانت تخفيه. لذا فقد قررت ان المرة القادمة سوف تخبره بوصية عمتها الغريبة.

***

اليوم السابق لعيد الشكر كان الطقس باردا. بينما تغادر الين سيارتها الى الشارع هبت نسمات الهواء البارد ولامست وجهها برقة. يبدو ان شاد وصل الى البيت اذ ان سيارته كانت في الجراج. حالما دلفت الى الداخل اتى شاد وهو يحمل باقة ازهار، قدمها لها وهو يحيّيها قائلا "لقد حزمت حقيبتي واخذت علب الكعك وهذه الاشياء التي تركتها على المائدة. هل وضعت مشطك وفرشاة اسنانك؟"

"سوف استعد في 10 دقائق. يستحسن ان نأخذ معاطفنا. درجة الحرارة اقل من 20 تحت الصفر. وهذه البحيرة سوف تكون ابرد بكثير".

حمل شاد حقيبة الين بينما تتبعه معها آلة التصوير الخاصة بها. توقفا عند السوق بمسافة كافية لشراء ما يحتاجان اليه من مأكولات واستقلا السيارة مباشرة منطلقين الى الكابينة عند البحيرة في الغابة.

***

استمتعت الين وشاد باجازة رائعة. صحيح ان المدفأة كانت مهدمة بعض الشئ. لكنهما على اية حال اشعلا نارا بالفعل وخلال دقيقة كانت النار تتأجج وتشتعل داخلها. وحالا اصبح البيت دافئا. طوال الليل كان الريح تعصف. وعندما استيقظا في الصباح ابصرا الارض بالخارج مغطاة كلها بالثلوج.

"اوه، شاد، انظر! أليس هذا منظرا رائعا؟ الثلج قدم مع عيد الشكر! لم اكن اعرف ان هطول الثلوج يأتي مبكرا هكذا!"

"احببته لاني ذكرني بآخر عيد ميلاد احتفلت به. حين التقيت بك لاول مرة. ولكن المرة نحتفل نحن الاثنان بمفردنا. لقد كنت حينها مسرورة من انه لدىّ اناس حولي الجأ اليهم. هل تذكر انني خفت وابتعدت عنك في البداية؟".

"نعم – انت فعلت – لا. انت تقريبا.. لا تزالين غريبة الاطوار بعض الشئ، لكني احببتك حينها، واحبك اكثر الان- "

"انك رجل ذكي وانا – احبك" انهت الين جملتها بنغمة باردة "هل تدرك اننا متزوجان منذ ما يقرب من ثلثي عام، ولكننا اليوم توقفنا عن الحديث كحبيبين في شهر العسل، واصابنا سأم تجاه بعضنا البعض. أليس كذلك؟"

"سيدتي، دعيني ادخل في الموضوع مباشرة"، قال شاد محدقا ببصره الى وجهها. "لم اتزوجك لانه بدا لى ان هذا هو الافضل. لقد تزوجتك لاني احببتك. وكل يوم يمر احبك اكثر - . لذا فانا اعتقد ان شهر العسل سيستمر حسبما نريده"

"انت شخص رائع، شاد".

"انا جوعان ايضا. اعذريني اني استحضرت هذه الذكرى وسط هذه المحادثة الجميلة. لكن عندما نأكل وسوف يكون افطار او عشاء عندما يأتي؟

"لدينا افطار لذا اذهب للتمشي في الغابة. هذا سوف يعطينا حافزا جيدا للعشاء".

بعد العشاء القوا بملابسهم الثقيلة. نظر شاد الى السماء الزرقاء متأملا وقال "اعتدت ان استمتع بمثل هذه المناظر. اعتقد انه ليس شئ في الكون غير ممتع. ذات يوم كان هناك رجل في الغابة الروسية - ".

"تماما، تماما" ضحكت الين. هي تعرف انه يريد ان ينهي الحديث بشأن هذا الموضوع لذا فقد قالت "سنعود ونتعشى. اعلم ملاحظة عندما اسمعها"

رافق شاد الين للعودة الى البيت. بالنسبة للعشاء، اود الا يستغرق اعداده نفس وقت العشاء كما اعتدت في المنزل وانا صغير انه ابدأ عند الرابعة ونصف فجرا".

"مستحيل! - اعذرني الرومي قد اصبح جاهزا. البطاطس سوف تكون جاهزة خلال نصف ساعة".

اعد شاد المائدة. فتح علب الكعك والكيك الذي صنعته الين، وافرغ زجاجتي بيرة في كأسين.

وضعت الين الطعام على المائدة وقالت بهدوء وبصوت وقور "انه عشاء رائع، واعتقد انه يدعوني لشكر الرب عليه". لكن شاد اجاب بنغمة جادة. "نعم، لا يمكنني ان اعبر عن ذلك ونحن جالسين على المائدة. دعينا نركع ونشكر الرب على كل الخيرات التي منحها لنا".

لذا فقد ركعا وصلى شاد. كانت تلك اطول صلاة سمعتها الين. واعطتها لمحة عن الاقتراب الى الله. كان الحب يظللهما وشعرا بدعوة الله لهما ليعاونا بعضهما في طريق الحياة.

عندما انهى شاد صلاته ختمت الين بكلمة "امين". كانت الدموع تنهمر من عينيهما. كان عشاء شكر بالفعل.

بعد ان غسلا الاطباق معا جلسا بجوار المدفاة وحلما بالحياة التي تنتظرهما بعد ان ينهيا دراستهما. كان من الرائع ان يكونا هنا بدون عمل يضغطهما.