الخميس، 25 أغسطس 2011

رأس الحكمة مخافة الرب


عن الحكمة كلامنا ؛ لا عنَ حكمة هذا العالم التي هي جهالة عند الله ؛ بل عما هي ، حقاً بنظرة حكمة : الله هو كمال الحكمة ؛ وحكمة الإنسان عبادة الله.
وتناقش الناسُ في الحكمة قالوا : إنها علم الأمور البشرية والإلهية . بيد أن الكثيرين لم يسعَوا إليها  إلا كسباً لمديح الناس لهم ، وأرادوها في حياتهم علماً ؛ لا خُلْقاً تأمر به الحكمة ؛ فنالوا مجداً بشرياً زائلاً وعجزوا عن البلوغ إلي نور الله.
وما طلبوا الحكمة ؛ مع إنهم تظاهروا بالبحث عنها ؛ ولو بحثوا عنها ، حقاً لعاشوا وفقاً لمبادئها لكنهم شأوا التبجح بأقوالها فكانوا كلما ازدادوا بها تبجّحاً كلما ازدادوا بعداً.
أما الكتاب المقدس فإنه يعلّمهم أنهم لن ينالوا مبتغاهم إلا إذا رَعَوْا ما كانوا يهملون (يا بني إن رغبت في الحكمة فاحفظ البر فيهبها لك الرب)(يشوع بن سيراخ33:1). ومن ذا الذي يحفظ البر إن لم يخف الرب القائل في موضع أخر(من لا يتقي الله لا يدرك البر)؟
وبالتالي فإن كان الرب لا يهبُ الحكمة سوي من يحفظ البر فمن لا يتقي الرب لا يتبرر ، ثم يضيف(رأس الحكمة مخافة الرب).
وحين يتكلم أشعياء النبي عن مواهب الروح السبع يبدأ بالحكمة وينتهي بمخافة الله منحدراً إلينا ليعلّمنا كيف نصعد إليه.
بدأ حيث يجلب عليك أن تصل ، ثم وصل حيث يجب أن تبدأ ، قائلاً (ويستقر عليه روح الرب روح الحكمة والفهم ، روح المشورة والقوة ، روح العلم وتقوي الرب)"أشعياء2:11-3".
وكما أن النبي انحدر من الحكمة إلي التقوى / معلّماً بقوة ، عليك أن تصعد تدريجياً وبدون استكبار من التقوى إلي الحكمة.
المتواضع يتقي الله ، وقلبه ينسحق بدموع التوبة والاعتراف ، لا تخف البقاء في هذا القعر ، لأن الله رتًّب ، في القلب ، المنسحق ، المتواضع ، الذي يرضي عنه مراقيَ إليه.
وانحدر أشعياء على سلًّم العلم ، من الحكمة إلي تقوي الله ، ليحثك على القيام بأعمالك . لقد انحدر من مقر السلام الأبدي إلي وادي الحزن الزمني ، كيلا تبقي حزيناً ، باكياً ، متنهداً في توبتك ، بل لتصعد من ذلك الوادي إلي الجبل الروحي ، إلي أورشليم ، المدينة المقدسة الأبدية ، وتفرح فرحاً أبدياً.
وحين نصحك بالتزام الحكمة نوراً للعقل ، أضاف العقل ، رداً على سائليه:ـ
 (1) بأن طريق الحكمة العقلُ.                      
 (2) وطريق العقل المشورة.
 (3) وطريق المشورة القوة .     
 (4) وطريق القوة المعرفة.
 (5) وطريق المعرفة تقوي الله .
 (6) وطريق تقوي الله مخافة الرب من وادي الدموع إلي جبل السلام فإجعل التواضع والتقوى رأس حكمتك.