"ورأيت الاموات صغارا وكبارا..(رؤ20: 12)
وهذه الكلمات توضح لنا صورة الناس يوم
الدينونة ففي هذا اليوم يقيمنا الله من الموت ، ويفصل الابرار عن الاشرار، ويفتح
الاسفار التي كتب فيها كل افعالنا واقوالنا وافكارنا.
انه يوجد الملائكة يدونون هذه الاشياء، ويمكننا
ان نقرب هذا الى الاذهان بهذا المثال: اذا ذهبت الى المصور، فانت تقف امام التصوير
ويقف المصور خلف الالة، ثم يضغط على زر خاص ويرفع الغطاء عن العدسة وفي لحظة تؤخذ
الصورة ويمكن بعد ذلك رؤية صورتك.
وعين الانسان هي الة تصوير دقيقة، والصورة
التي نراها هي الاشعة الساقطة التي نراها، والتي تنقل الصورة الى شبكية العين. هكذا
المرآة فان الطبقة المفضضة خلفها تظهر الصورة التي امامها. وبالمثل يعكس النهر قاع
الصورة الساقطة على الماء. ولا يمكن الرؤية في الظلام لنرى الاشياء التي امامنا
لان اشعة الضوء هي التي تحمل صور الاشياء المختلفة. والنور ذو طبيعة فريدة، فقد اثبت العلماء ان للضوء طبيعة مزدوجة، فهو يحمل خواص الاجسام المادية، كما يحمل خواص الموجات. وقد وصف الرب نفسه بأنه النور. وهذا التصريح خطير، لانه من استطاع ان يصف نفسه بهذا الوصف، فهو ليس نورا فحسب، بل هو نور العالم كله. "وهذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به: إن الله نور وليس فيه ظلمة البتة.. (١ يوحنا ١: ٥). وقد ربط الرسول ببن اعظم الوصايا والفضائل اي المحبة وبين النور فقال "من يحب اخاه فهو في النور.."(١يو١).
قال القديس كيرلس الاول (كما يحتاج الانسان الى واسطة خارجية لرؤية الاشياء،، اعني النور، هكذا نحن نحتاج الى المعمودية المقدسة حتى نعاين ملكوت السموات. فقد قال الرب "أجاب يسوع وقال له:«الحق الحق أقول لك: إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله».. (يوحنا ٣: ٣).